أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 23rd September,2001 العدد:10587الطبعةالاولـي الأحد 6 ,رجب 1422

محليــات

كلمة بمناسبة اليوم الوطني للمملكة لعام 1422ه
د. علي بن مرشد المرشد
* الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، ومن سار على دربه واتبع هداه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن مناسبة اليوم الوطني للمملكة مناسبة عزيزة علينا جميعاً، لأنها تحمل لنا معاني وذكريات كبيرة، نفتخر بها، ونحرص على التمسك بها، لأنها تمثل ركائز هذه البلاد، ومبعث حضارتها ونجاحها، ففي هذا اليوم أنعم الله عز وجل على بلادنا العزيزة، بنعمة التوحيد بعد الشتات والفرقة، كما أنعم عليها بنعمة المحبة والتعاون بعد الخصام والشقاق والنزاع، وهذا التوحيد جاء يحمل راية التوحيد لا إله إلا الله، محمد رسول الله، رمز هذه العقيدة التي أكرم الله عز وجل بها هذه الأمة وجعلها خير أمة أخرجت للناس.
لقد تكللت جهود الملك المؤسس الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته بالنجاح، حين حمل راية الجهاد والتوحيد، فأقام هذه الدولة التي تحكم بشرع الله عز وجل فانتشر العدل والطمأنينة، وعمت بلادنا الخيرات، وأصبح الجميع سواسية أمام النظام، وقامت الأمة لتحمل راية النهضة، بعزيمة صادقة، يقودها ملك عادل، ويعاونه أبناؤه الميامين، ورجاله المخلصون حتى تحققت هذه النهضة، فزرعت الأرض من بعد جفاف واخضرت البلاد بعد الجدب والقحط، وجرت المياه لتسقي الزرع، وقامت المنشآت الضخمة، وانتشرت المدارس والمعاهد في كل مدينة وقرية لتقضي على الجهل وتنشر العلم والثقافة والمعرفة، وتزرع في قلوب الناس عقيدة التوحيد الخالصة، وترسخ في نفوسهم أخلاق الإسلام الفاضلة، وفي عقولهم علوم الحياة النافعة، ان هذه المناسبة هي بلا شك ذكرى عزيزة على النفوس، لأنها تمثل الأساس المتين لهذه الأمة، المبني على تطبيق شرع الله عز وجل وعلى هدي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وتمثل لنا النهضة الشاملة التي وضع قواعدها الملك الباني المؤسس عبدالعزيز رحمه الله، وسار على نهجه، وأكمل البنيان أبناؤه الميامين من بعده، حتى وصلت المملكة ولله الحمد إلى هذا العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أيده الله ونصره وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني يحفظهم الله وهي تحكي مثالا حيا للحضارة الراقية والتقدم السريع في مختلف المجالات.
واليوم الوطني يرمز إلى هذه الجهود المخلصة التي بذلها ولاة الأمر حفظهم الله لتحقيق الخير لهذه البلاد وأبنائها، كما يرمز إلى الإنجازات العظيمة التي تحققت لبلادنا في مجال، حتى أضحت واحة للعلوم وقدوة للدول الناهضة، والأمم التي تسعى لبناء حضارة وارفة.
وها هي الشواهد ماثلة في كل مجال.
ففي مجال التعليم، أصبحت مدارسنا ومعاهدنا في كل قرية وهجرة، وأصبح أبناء المملكة وبناتها ينهلون من العلم النافع، ويحصلون على التخصصات المفيدة، مهما ابتعدت أوطانهم، ونأت ديارهم.
وأصبحت جامعاتنا، منارات للعلم والبحث والتخصصات المختلفة، تخرج الآلاف ، وتتيح لأبنائنا وبناتنا الحصول على أرقى العلوم والتخصصات، والوصول إلى أحسن الخبرات والتقنيات بفضل الله عز وجل أولا، ثم بفضل ما وفرته الدولة الرشيدة من إمكانات وخبرات وتقنيات، وبما أتاحته من فرص البحث والجد والتحصيل والابتكار وفي مجال الصناعة سارت بلادنا خطى كبيرة، لتأسيس نهضة صناعية شاملة، تسد حاجات بلادنا وتمتد إلى من حولنا لقد تدرب أبناؤنا على العمل والإبتكار والانتاج وغدت صناعات المملكة تنافس غيرها في الأسواق بما تتميز به من الإتقان والجودة.
وكذلك في ميدان الزراعة، وفي إقامة المنشآت الأساسية التي تمثل البنية التحتية لأي نهضة وأي تقدم، فقد أنشئت الطرق، والجسور، والمطارات، والموانئ، ومحطات توليد الكهرباء، والشبكات التي تنقل الطاقة للمدن والقرى والهجر، ومحطات تحلية المياه، وشبكات الري، والشرب، والصرف الصحي في جميع أنحاء المملكة.
وشملت هذه النهضة جميع المواطنين برعاية صحية متكاملة، وفي أرقى المستويات، وبرعاية اجتماعية متنوعة، مع الحفاظ على القيم والأخلاق، وتمسك بالمبادئ والعقيدة، وتمتع بالطمأنينة والأمان.
ان هذه الإنجازات تمثل لنا حقيقة هذا اليوم الوطني العزيز على نفوسنا جميعاً، وتقف شاهدا على هذا البناء الضخم.
وتعليم البنات، هذا الصرح التعليمي المتميز، وهذه التجربة التربوية الفريدة لرئاسة تعليم البنات التي أنجزت الأهداف المنوطة بها، من إتاحة العلم والتربية لبناتنا على أسس صالحة تعينهن على تحصيل العلوم النافعة والخبرات المناسبة لطبيعتهن.
وبفضل الله عز وجل - وبفضل الجهود والامكانات التي بذلتها حكومة خادم الحرمين الشريفين ، وصل تعليم البنات إلى هذه المكانة العلمية الرفيعة وأصبح مفخرة من مفاخر بلادنا بنموذجه وإنجازاته.
وها هي مدارس البنات، والمعاهد والكليات تنتشر في كل مكان من بلادنا حتى أصبح عدد الطالبات حوالي مليونين وأربع مائة ألف طالبة.
وأصبحت بناتنا وأخواتنا يفاخرن بنات الدنيا بعلومهن وتخصصاتهن، وإمكاناتهن العلمية.
فلله الحمد وله الشكر على هذه الإنجازات المباركة، وهذه المناسبة تجعلنا كمواطنين، نحمد الله عز وجل على ما تحقق، ثم نشكر ونقدر ونثني على الجهود المخلصة المتواصلة، التي بذلها الملك المؤسس يرحمه الله وأبناؤه الميامين، وحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد أيده الله ونصره وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهما الله لإرساء قواعد هذه النهضة الشاملة.
ان ما تحقق من مكتسبات في بلادنا العزيزة يضع على عواتقنا مسؤولية المحافظة عليها ببذل الجهد المخلص، ومضاعفة العمل، والتعاون والجد، لكي تبقى بلادنا ترفل بأثواب الخير والطمأنينة، سائلا الله عز وجل، أن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والاستقرار، وأن يبارك في جهود ولاة الأمر لكل ما فيه نفع البلاد والعباد وأن يجزي عنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني خير الجزاء، على ما قدموه من أعمال جليلة لهذا الوطن الغالي ولمجتمعه الكريم وعلى جهودهم الموفقة التي بذلوها لخدمة التعليم وأهله، وتحية تقدير وثناء لكل الاخوة من العاملين والعاملات على جهودهم التي يقومون بها لخدمة تعليم البنات بالمملكة وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه انه نعم المولى ونعم النصير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
*الرئيس العام لتعليم البنات

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved