أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 25th September,2001 العدد:10589الطبعةالاولـي الثلاثاء 8 ,رجب 1422

فنون مسرحية

كالوس
الجمعية و«الخيمة»
أثير السادة
الردود التي قدمتها جمعية الثقافة والفنون تعليقا على الحقائق التي عرض لها محمد العثيم في تصريحات صحفية حول الشأن المسرحي اتسمت بانفعالية عالية وعدم اتزان، عكست مشاعر الغضب من النفس الجريء الذي اندفع للقول بوجود تهميش متعمد للنشاط المسرحي في الجمعية وأنه لا يحظى بالمشروعية فيها فضلا عن الدعم.
ويروق للجمعية أن تصور القضية وكأنها مجرد مؤامرة تحاك ضدها، من قبل العثيم وأصحابه «الذين التقوا بالخيمة».. انها بالتحديد تعاني من «الخيمة»، والخيمة في خطاب جمعية الثقافة والفنون ذات معنى سلبي يبتعد عن دلالة التقليدية التي يحيل فيها اللفظ على موضوع خيمة الشعر الشعبي.. صارت الخيمة بحسب تصويرات الجمعية وكرا للمشكوك في نواياهم وموئلا لمثيري القلاقل.. وهي ذلك المكان الذي اختاره العثيم لتنفيذ ورشته المسرحية.
والعثيم على ما يبدو أصبح بعد خمسة عشر عاماً أو أكثر غير قادر على الصمت واحتمال الصبر.. وما يطفح على السطح الآن هو ببساطة تراكم لخيبات قاسية.. فهذا المسرحي الذي يبدو بطلاً دونكيشوتيا في محاولته التغلب على معوقات النهوض المسرحي ومواجهة الابتذال، مازال يدافع بجسارة عن المسرح كقيمة جمالية وانسانية بما له من خبرة وتجربة عبر آليات تعيد انتاج العلم المسرحي، وقد كانت سبباً في ابقاء المسرح حاضراً في مساحة الجدل الثقافي المحلي، كمقالاته الأسبوعية ونصوصه المسرحية وكذلك الورشة المسرحية.
لم يصمد أحد في مواجهة القدر السيئ للمسرح، كثيرون آثروا السلامة وتقربوا من الدراما التلفزيونية.. وحده يناضل بصبر وقت كان الصبر شجاعة، اخلاصا لمشروع مشكوك في مشروعيته، إلى أن اشتعل الرأس شيباً من وعود لم تتحقق، فكانت لحظة اشتعال الغضب.
ما كان في انتقاد العثيم للجمعية أي مفاجأة، فهو لا يبخل بالتلميح أو التصريح بذلك من وقت لآخر.. المفاجأة كانت في خروج الجمعية من صمتها الطويل، وامتناعها عن التعاطي في هذا الموضوع.. نفضت عنها غبار السكون لتصدح بصوت غليظ أبان عن قلة خبرة في إدارة المعارك الثقافية.
نالت ردود الجمعية من شخصية العثيم بدلاً من أن تخص آراءه ومطالبه بها، جعلت منه كاتباً لا يحسن الكتابة المسرحية، ليس سوى طالب رزق، وأحالت الموضوع من جدل ثقافي إلى معركة كلامية بين «أصحاب الخيمة» وممارسي «شرب الشاي» كما يصفهم العثيم.
هذه المرة لم تتنبه الجمعية إلى أن السكوت من ذهب، وغاب عن إدراكها أن اللوذ بخطاب إعلامي مشحون بأوهام القوة وادعاءات التآمر في مواجهة حقائق العثيم سيجعلها في صورة كاريكاتورية، لن تتردد الصحافة في الاستفادة منها والاشتغال على رسمها.
مأساة الجمعية التي تريد صرف الأنظار عنها هي أنها - بإمكاناتها وتطلعاتها - ليست بحجم الهم المسرحي، وربما الهموم الثقافية برمتها، فمسرح الجمعية بلا أمل، بلا حلم وبلا مشروع، يبقى معه المسرحيون مجتمعاً من البكاءين دائمي الشكاية، شكاية لا يتعذر على أحد سماعها هنا وهناك، في جدة والطائف والدمام و... حتى آخر القائمة.
atheer93@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved