أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 25th September,2001 العدد:10589الطبعةالاولـي الثلاثاء 8 ,رجب 1422

مقـالات

المواطنة.. والمعايير الاجتماعية
د. سليمان بن عبدالله العقيل
الكل يدعي الوطنية وحب الوطن والفداء والتضحية من أجله، والتغني بأمجاده والحرص على مستقبله، ولا نعيب على أحد في ذلك ولكن هناك مجموعة من القضايا التي سوف تكون، في تقديري المحك لهذه الوطنية، فالوطنية في رأيي روح المجتمع والجماعة والمتمثلة في مجموعة من الممارسات والتطبيقات لمجموعة القواعد المقررة من قبل المجتمع أو ما يسمى بالمعايير الاجتماعية.
فالمعيار الاجتماعي هو قاعدة أو مستوى سلوكي، تحدده التوقعات المشتركة لأبناء مجتمع معين، ويعتمد في ذلك على السلوك الذي يعتبر ملائماً من وجهة نظر المجتمع، لهذا فهي تحدد التزامات ودور الأشخاص في الجماعة الاجتماعية عن طريق المعايير التي يضعها أو يسير عليها المجتمع، وعلى هذا الأساس فإن المعايير الاجتماعية تكون بمثابة قواعد أو مبادئ سلوكية عامة تؤدي من خلال تقبل الأفراد لها، من الأفعال البسيطة إلى الأحكام الأخلاقية المعقدة، وهذا الالتزام يزيد من وحدة الجماعة، ذلك حينما يكون المجتمع وحدة متجانسة في الثقافة ومصدر التلقي، ولكن حينما يحدث نوع من التغير الاجتماعي والثقافي فإن حالة المجتمع تكون غير مستقرة، وبالتالي يحدث تخلخل في البناء الاجتماعي فتندثر بعض العادات والقيم والتقاليد ويظهر البعض الآخر ليحل محلها ويكون مناسبا للظروف الاجتماعية والاقتصادية المتغيرة وكذا الظرف التاريخي للمجتمع.
فالمواطنة إذاً الالتزام بمعايير المجتمع التي تحدد دور وواجبات الفرد في المجتمع، وبنظرة سريعة للمجتمع وحركته وكذا نظرة لأنفسنا جميعا كل من يقرأ هذه المقالة يجد المفارقات والتجاوزات والاستهتارات والاثرة هنا وهناك، والأسباب تتعدد الكل إذاً يدعي الوطنية الغيرة على الوطن ويعطي في نفس الوقت المجال لنفسه في التجاوز بأشكاله المختلفة.. ما هي الوطنية..؟
في تقديري ان هذا لا شأن له والوطنية بل هو نوع من فقدان المعيار، لأنه حالة تتميز بعدم وجود نسق منظم للمعايير أو القيم الاجتماعية التي تمكن الفرد من اختيار الفعل الأكثر اتفاقا مع وضع معين، وفي غياب نسق من المعايير الموجهة تكون نتائج الفعل او عدم الفعل او نتائج فعل معين وفعل آخر بديل له، تكون ذات قيمة متساوية، وفي أغلب الأحيان لا ينتج فقدان المعيار عن وجود قيم ضئيلة أو محدودة للغاية، ولكنه يحدث نتيجة الاعتراف بقيم كثيرة جداً يمكن تطبيقها في وضع معين، مما يؤدي إلى عدم قدرة الفرد على اختيار معيار معين بعينه يحتل مركز الصدارة بالنسبة للمعايير الأخرى، وبالتالي يتحاشى الفرد التورط في اتباع أي معيار من هذه المعايير.
* جامعة الملك سعود
كلية الآداب قسم الاجتماع

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved