أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 26th September,2001 العدد:10590الطبعةالاولـي الاربعاء 9 ,رجب 1422

الاقتصادية

بالرغم من ذلك
مفاهيمنا هل هي عائق أمام مشروعنا الاقتصادي؟
د.محمد الكثيري
نتحدث كثيرا عن التنمية السياحية، والامر نفسه بالنسبة للتنمية الصناعية والتجارية والزراعية والامر كله ينتهي ليكون تنمية اقتصادية شاملة. والتوجه العام هو ان تنمو جوانب الاقتصاد المختلفة والتي يلعب القطاع الخاص دورا كبيرا فيها ليأخذ ذلك القطاع زمام المبادرة وتشكيل المسار التنموي للبلد وتتزامن مع ذلك الدعوة ليكون المواطن هو المحور الاساس والقلب النابض الذي يحرك عجلة ذلك القطاع. اي ان المرتكز الرئيس هو ذلك المواطن الذي بدونه لن تنهض تلك الجوانب بالصورة المطلوبة وبالتالي لن يتمكن حاضن تلك الجوانب وهو القطاع الخاص من القيام بالدور المناط به.
الا ان المتأمل يلحظ ان المواطن ومع اهمية الثقل الملقى على عاتقه لم يرق بعد الى مستوى التعامل مع تلك التحولات بالطريقة المقبولة. فهو لم يدرك بعد ان هناك توجها لانحسار دور القطاع العام وفي المقابل بروز دور اكبر للقطاع الخاص. ليكون هو المتسيد للساحة، شأننا في ذلك شأن الدول التي تصنف على انها متقدمة تنمويا واقتصاديا. ويبدو ان السبب في ذلك اننا نعيش ونمارس حياتنا وفق الكثير من القيم والمفاهيم المغلوطة التي تجعل الاهتمام بالعمل والانتاجية تأتي في آخر الاهتمامات، بل ان تصريف المدير و«الفركة» من الدوام نجاح لا يباريه نجاح، كما ان الحصول على الوظيفة عن طريق المعرفة والعلاقات الشخصية يجعل صاحبها مبتهجا ومفتخرا اكثر مما لو حصل عليها عن طريق الكفاءة. بل ان الامر وصل الى ان نزهو حينما نحصل على مقعد في الجامعة او في احدى طائرات الخطوط السعودية بالواسطة وليس بالمؤهل والاحقية. والمحصلة النهائية ان الكثير من القيم والمفاهيم الخاطئة اصبحت هي المحرك الاساس لكثير من تصرفاتنا، بل وصل الامر إلى ان حلت هذه محل غيرها من القيم الايجابية الصحيحة، الى درجة يفتخر فيها الواحد منا امام ابنائه واصدقائه بقدرته على مخالفة الانظمة، وتحقيق ما يسعى اليه، دون ان ندرك ان ممارسة ذلك مدفوعين بذلك النوع من القيم يجب ان يكون عيبا يمارس في الظلام، واننا من خلاله نحصل على حق ليس لنا، كان من الاولى ان يحصل عليه غيرنا بمعايير غير المعايير التي ساعدتنا في الحصول عليه.
خلاصة الحديث ان هناك تحولا تنمويا سيكون القطاع الخاص بجميع قطاعاته وانشطته هو اللاعب الاساس فيه، وسيكون المواطن هو قلبه النابض، مما يعني ضرورة مراجعة طريقة التفكير التي يتعامل بها ذلك المواطن مع من حوله وما حوله. وهي بمعنى آخر مراجعة للقيم والمفاهيم التي توجه سلوك المواطن ليتخلص مما يتوفر لديه من قيم مغلوطة لا تتناسب ولا تتماشى مع ضرورة المرحلة، وهو امر تقع مسؤولية تغييره على عاتق المسؤولين عن التعليم وائمة المساجد والمربين وغيرهم اذا توفر لديهم الوقت لقراءة واستيعاب ما نهدف اليه.
للتأمل فقط:
تشجيعا لكفاءة وانتاجية ذلك الموظف الياباني الذي يعمل في احدى الشركات في بلاده، فقد منحه مديره الغربي اجازة مدتها يوم. ولان ذلك الموظف صدم من هذه المكافأة التي هزت قيمة الوظيفة، فقد اضطر في يوم الاجازة ان يركب القطار ويتجه مع بقية الموظفين ولكنه اتجه بدلا من الشركة الى المقهى المجاور لها، ومكث به حتى نهاية الدوام حيث عاد مع زملائه كي لا يشعر الآخرون انه لم يذهب الى مكتبه ذلك الصباح.
Kathiri@zajoul.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved