أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 26th September,2001 العدد:10590الطبعةالاولـي الاربعاء 9 ,رجب 1422

محليــات

يارا
عندما تأتي الكتابة
عبدالله بن بخيت
ثلاثة مواضيع إذا لاحظت أن الكاتب يكثر منها فاعلم أن هذا الكاتب على حافة الإفلاس: إن أخذ يتكلم عن صدام حسين أو عن النوادي الأدبية أو عن الكتابة ذاتها. وقبل المضي في كلامي في هذا الاتجاه أحب أن أشيد بالكرسي الذي كان يجلس عليه صدام في أحد خطاباته، ربما كان بمناسبة منحه وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لدعمه كما يقولون!! للانتفاضة الفلسطينية وسبب إشادتي بكرسي صدام أنني أميل دائماً إلى الفخامة «الأثاث الكلاسيكي» والدليل أنني حتى الآن لم أنته من تأثيث بيتي لأن الكراسي الكلاسيكية الرائعة أثمانها باهظة وحتى إذا كنت قادراً على شراء الكرسي فلن أتمكن من شراء الطاولة المناسبة وإذا اشتريت الطاولة فلن أتمكن من شراء اللوحة المعلقة خلفه. وإذا عصرت نفسي وأمّنت كل هذا، فالأمر يحتاج إلى صيانة ومتابعة، وهكذا تتوالى عليك الأمور والسبب كرسي. ولكن صدام استطاع أن يؤمن كل احتياجات ومتطلبات الكرسي الذي يجلس عليه وهذه واحدة من مآثره مقارنة بي.. فأنا في بعض الأحيان أقيس الناس بما أنجزوه من طموحاتي.
أما بالنسبة للنوادي الادبية، فأمرها مثير للشفقة. لا أشفق على القائمين عليها فحسب ولكني أشفق على الصحافة أو الكُتّاب عندما يطرحون قضايا تتصل بها، فالنوادي الأدبية تذكرني بحال المعارضة في عصر أحد الزعماء العرب في السبعينات.. كان ذلك الزعيم في حاجة إلى واجهة ديمقراطية يتميلح بها، فعين مجموعة من الناس كمعارضة وبعد فترة صدق هؤلاء أنهم معارضة وبدأوا يعارضون فصدق الزعيم بدوره أن هؤلاء فعلاً معارضة فأودع معظمهم السجن. والمسؤولون عن النوادي الادبية صدقوا أنهم مسؤولون عن الادب في البلد فأخذوا يتحدثون ويتصرفون على هذا الأساس، فصدّق المثقفون بالتالي أن النوادي الأدبية لها علاقة بالأدب والثقافة فأخذوا يهاجمونها فثارت زوبعة الصراعات دون أن يعرف أيٌّ من الطرفين السبب، لأن غبار المعركة شوش الرؤيا. كنت أظن في السابق ان النوادي الأدبية بلا فائدة تذكر ولكن عندما أعملت ذكائي وفطنتي اكتشفت أن النوادي الادبية أمنت لكثير من الكتابات مواضيع للكتابة.
أما الكتابة عن الكتابة فتذكرني دائماً بصديق فتح زاوية صحفية في مجلة اليمامة ولأنه لا يملك شيئاً يقوله ولم يكن محترفا وقع في ورطة.. إذا جاء يوم تسليم الزاوية ابتلش، فلاحظ الجميع أن معظم كتاباته تدور حول الكتابة فاشتهر بعبارة (عندما تأتي الكتابة) حتى أنك تحس وهو يكتب أنه يتعصر ثم يتعصر ثم يعود فيكرر (عندما تأتي الكتابة) بدأ بمديح الكتابة ثم أعلن خطورة دور الكاتب ثم قرر أن الكتابة همٌّ إنساني عظيم وهكذا تخلى عن عبارة (عندما تأتي الكتابة) وبدأت تتكرر في زاويته عبارة أخرى وهي (يوم الجمعة الحزين). وكما كان يفعل مع عبارة (عندما تأتي كتابة) تحس أنه يتعصر ثم يتعصر ثم يعود الى عبارة (يوم الجمعة الحزين). فاستغربنا تكرار هذه العبارة بشكل لافت للنظر. فلا تمر زاوية دون ان يذكر هذه العبارة فأحسسنا أن هناك شيئا ما يحدث لصاحبنا يوم الجمعة يسبب له ألماً فظيعاً. لم نسأله عن القضية خشية أن يكون في الأمر سر عائلي لا حق لنا أن نعرفه، وبعد فترة تذكرنا أن يوم الجمعة كان هو اليوم الذي يجب ان تسلم فيه الزاوية لسكرتير التحرير.
أقول قولي هذا وأنا ذاهب بعد قليل لشراء كرسي جديد، فالكرسي الذي أجلس عليه هذه اللحظة لم يعد مريحاً. بدأ يصرصر ويحدث أصواتاً تزعجني ولا تسمح لي بالتركيز، فلا تؤاخذوني إذا استلفت مواضيع إخواننا المفلسين، لكن إن شاء الله مع الكرسي الجديد سوف يتحسن الوضع.
yara4me@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved