أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 26th September,2001 العدد:10590الطبعةالاولـي الاربعاء 9 ,رجب 1422

منوعـات

وعلامات
العولمة..! (2)
عبدالفتاح أبو مدين
ü مع نهاية العقد التاسع من القرن الماضي، ومع انهيار المعسكر؛ تعود الليبرالية في زي جديد، وقد تمكنت من السيطرة المطلقة على العالم، بما توفر لعالمها من تقدم مذهل في مجالات العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، عبر القفزات المذهلة في صناعة الكمبيوتر، ومد شبكات الإنترنت، وكذلك التطور في مجال الأقمار الصناعية والفضائيات.
ü إن مما انداح من هيمنة الشركات الكبرى وتلك العابرة للقارات، ولليد الطولى للبنك الدولي ومؤسسة التجارة العالمية؛ اللذان أضحيا الخصم والحكم في كل القضايا الناتجة عن المشروعات الإنمائية في العالم الثالث بأسره. فرضت من خلالهما القوى المهيمنة وحليفاتها شروطها، ومن خلال برامجها تحكمت في أرزاق العباد والدواب، وفي كل شاردة وواردة. وقد عرضت القروض واشترطت الأرباح وأوجه الإنفاق، ونوعية المشروعات التي عادة ما تكون خارج مجالات الفلاحة والصناعة؛ التي تعني التمكين لشركات الغرب الكبرى؛ للسيطرة على الاقتصاد المحلي لما لها من إمكانات ضخمة، أو مشروعات هي من توابع تلك الخطة المحكمة، كمجالات البيئة التي لم تفسدها سوى مصانع الكبار وسموم أسلحتهم التدميرية.
ü إنّ الذي عرضنا آنفاً بعضاً من أمر العولمة ومآل البشرية في أرواحها وأرزاقها؛ في ظل هيمنتها وانتصارها، أما أمرها فيما يعلق بالثقافة وارتبط بالفكر، فإنّ المسألة على وجوه. فمن الناس من لا يرى في التدفق المعلوماتي الناتج عن التطور الاتصالاتي سوى الخير والبركة على العالم بعامة، لما في ذلك من تيسّر المعارف التي تزخر بها الأمم المتقدمة وسلاسة اقتناء الخبرات؛ عبر الشاشات للشعوب التي دون المراتب والمصاف، يعوِّل أصحاب هذا المذهب على مقولة: «إن العالم اليوم أصبح قرية واحدة؛ يستفيد أفرادها من بعضهم بعضا، دون حواجز ولا موانع، ويتمكن الضعفاء إن هم استطاعوا توظيف هذه الوسائط والوسائل لمعرفة ما كان مكنوزاً من العلوم؛ ومدفوناً من الصناعات والتقنيات، ولعل! إن ارتفعت الهمم وحدَّت الأذهان، أن يقفزوا إلى مصاف الدول المتقدمة، أو أن يذِّللوا الفوارق الشاسعة التي تفصلهم عنهم.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved