أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 26th September,2001 العدد:10590الطبعةالاولـي الاربعاء 9 ,رجب 1422

العالم اليوم

رجال القبائل استمرأوا الممارسة لعدم وجود عقوبات رادعة
حادثة الألماني نمط جديد للخطف في اليمن
* صنعاء بقلم خالد المهدي د.ب.أ:
خرج حادث اختطاف الدبلوماسي الألماني، الذي تم تحريره في وقت متأخر من مساء الاحد عن النمط المألوف للاختطافات القبلية في اليمن من حيث مدة الاحتجاز ونوعية الخاطفين، مما ينذر بتطور خطير في ظاهرة الاختطافات في هذا البلد الذي تسوده القبيلة.
وقد اختطف رينر برنز «55 عاما» الذي يعمل بالقسم التجاري في السفارة الالمانية بصنعاء كالكثير من غيره من الدبلوماسيين والسائحين من العاصمة صنعاء، ولكن لا وجه للشبه في حادث الاختطاف هذا مع غيره من الحوادث، حيث بدا الحادث من الاسبوع الاول محكما وتجاوز الطريقة المتعارف عليها في الاختطافات التي يقوم بها رجال القبائل.
فعملية الاختطاف القبلي تتم في العادة عندما يعترض مسلحون سيارة ويلتقطون واحدا أو اثنين ممن فيها من الأجانب تحت التهديد بالسلاح ويذهبون بهم إلى منطقة جبلية نائية، ومن ثم يبدأون في سرد مطالبهم، بعد الاعلان عن هويتهم والموقع الذي يتواجدون فيه مع رهائنهم، وتقوم الشرطة بتطويق المنطقة واعتقال عدد من أقارب الخاطفين، وبعد أيام قلائل يتم الإفراج عن الرهائن.
إلا أن الغموض اكتنف حادث اختطاف برنز، الذي انتزعه رجال مسلحون من سيارته في أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة صنعاء في 27 تموز/يوليو، وذهبوا به إلى جهة غير معلومة، وظلت أجهزة الامن تبحث قرابة اسبوعين حتى توصلت إلى مكان احتجازه في منطقة صرواح بمحافظة مأرب «170 كيلومترا شرق صنعاء».
وقد أدى اختفاء الخاطفين مع رهينتهم بطريقة متقنة إلى تخبط السلطات الأمنية، حيث قامت بمحاصرة منطقة إحدى قبائل محافظة ذمار «100 كيلومتر جنوب صنعاء» لأكثر من عشرة أيام واتضح بعد ذلك عدم صلة القبيلة باختطاف الألماني.
ومما زاد الامر غموضا كشف مصادر قبلية خلال الشهر الاول من دراما الاختطاف للهوية الحقيقية للخاطفين الذين ينتمون إلى حركة الجهاد، ما أدى بدوره إلى تزايد الضغوط من قبل الحكومة الالمانية على السلطات اليمنية بعدم استخدام القوة في تحرير المختطف.ويقول مراقبون إنه كان للتطورات الجارية في المنطقة وحشد الولايات المتحدة للجهود الدولية لمكافحة الارهاب دور كبير في تسهيل مهمة الوسطاء لإقناع الخاطفين بإطلاق سراح برنز.
ولم يستبعد مسؤول محلي في محافظة مأرب أن يكون الوسطاء قد لجأوا إلى «تذكيرالخاطفين بأن إصرارهم على عدم الافراج عن الرهينة قد يزيد الشبهات حول وجود عناصر إرهابية في اليمن، خصوصا أن من بين الخاطفين من سبق له الجهاد في أفغانستان» .. وقال المسؤول لوكالة الانباء الالمانية «د.ب.أ» إن اثنين من الخاطفين، وهما الشقيقان محمد وأحمد علي الزايدي «معروفان بانتمائهما لحركة الجهاد سابقا».
ويرى مراقبون أنه على الرغم من حماس السلطات المركزية في صنعاء لكبح موجة الاختطافات التي أساءت إلى صورة اليمن في الخارج، إلا أنها لم تتخذ الاجراءات الكافية لمعاقبة المتورطين في تلك الحوادث.
ويقول رئيس مركز دراسات المستقبل، الدكتور فارس السقاف إن رجال القبائل «استمرأوا القيام باختطاف الاجانب لأنهم يحصلون على ما يريدون من خلال تنفيذ السلطة لمطالبهم، وتحول الامر وكأنما هو عمل شرعي».
ويضيف: «يقال أحيانا بأن حوادث الاختطاف تحدث في أي مكان من العالم، وهذاقد يكون صحيحا، ولكن الخلل يكمن في طريقة معالجة السلطات هنا لهذه الظاهرة، فنحن نشاهد اختطافات ولكن لا نسمع عن عقاب للخاطفين».
وحذر السقاف من النتائج السيئة التي قد تقود إلى «انتشار ثقافة القوة وظهور العصابات، وإهمال الوسائل القانونية للوصول إلى الحقوق». ولعل انتشار السلاح بين اليمنيين يعد من أهم الأسباب المساعدة على استمرار هذه الظاهرة.
وعلى الرغم من قيام قوات الشرطة بحملات متكررة لجمع الأسلحة غير المرخصة من المدن الرئيسية إلا أن التركيبة القبلية للمجتمع اليمني تجعل من الصعب نجاح مثل تلك الحملات. وبالرغم من عدم وجود إحصاءات رسمية لعدد الأسلحة في أيدي اليمنيين، إلا أن التقديرات تشير إلى أنها تتجاوز 50 مليون قطعة سلاح في هذا البلد الذي يبلغ تعداده 19 مليون نسمة.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved