أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 27th September,2001 العدد:10591الطبعةالاولـي الخميس 10 ,رجب 1422

فنون تشكيلية

سعياً لبناء جسور مع الثقافة العالمية
المنصورية تقتني مُحترَفاً في المدينة الدولية للفنون/باريس وتقيم معرضاً للجريبي
* ضمن مشروعها لبناء جسور تواصل مع ثقافات العالم قامت مؤسسة المنصورية للثقافة والابداع بامتلاك مُحترَف فني في المدينة الدولية للفنون بباريس (سيتي إنترناسيونال ديزار). ويقع هذا المُحترَف في القسم العريق من هذه المدينة الفنية القائمة على نهر السين والمُطِلّة على المنازل القديمة لجزيرة سان لوي مثل بقعة للتنوير وللتطلُّع للجديد، فهذه المدينة منذ تأسيسها من قبل فليكس برونو الذي كرَّس لها حياته ظلت تستقطب مُبدعي العالم الذين يتقاطرون عليها ليتشاركوا لغة واحدة هي لغة الفن، وليساهموا مثل حجارة في بنائها واستمرارية الرؤية التي نهضت عليها.
اختارت مؤسسة المنصورية مُحترَفها الفني في هذه البقعة الحيوية لتكون مساحات لتحقيق أهداف حيوية هي في صلب بنية المؤسسة الفكرية، حيث تسعى المنصورية لجعل هذا المُحترف قاعدة لابتعاث الفنانين الجادين لممارسة العمل الفني هناك وللحصول على دورات متخصصة في مختلف مجالات العمل الفني وتقنياته المتطورة مما يتيح انفتاح الفنانين المبتعثين على عاصمة الفن بتقاطعاتها الثقافية، وتأمين فرصة الاحتكاك بالتجارب الفنية ليس فقط في مدينة كباريس وما يحيطها وإنما على تجارب المبتعثين من انحاء العالم لتلك المدينة. فالاحتكاك هو الوسيلة المثلى لتوسيع دائرة الرؤية لدى الفنان وتمحيص قدراته، بالتالي إطلاقه لآفاق فنيّة وتجارب متقدمة تُعجل بتطوره الفني النوعي وفقاً لاستعداده الشخصي.
«جدل» من مكة إلى باريس
هذا وقد قامت مؤسسة المنصورية بالبدء بابتعاث الفنان السعودي الشاب (مهدي الجريبي)، حيث يقضي هناك الفترة ما بين 1 يوليه حتى 15 أكتوبر 2001، سيتوِّج في نهاية مدة المنحة الفنية التي أتاحتها مؤسسة المنصورية للثقافة والابداع للفنان السعودي الجريبي بمعرض بعنوان «جدل»، يستمر للفترة ابتداء من 1 إلى 13 أكتوبر 2001، وذلك في إحدى صالات المدينة الدولية للفنون «سيتي انترناسيونال ديزار» حيث محترف المنصورية الذي اقتنته لتأمين احتكاك الفنانين الذين ترعاهم المؤسسة بفنون العالم.
ومعرض جدل يتقصى الاثر ليس فقط في الذاكرة الشخصية للفنان وانما لذاكرة اجيال مرت على سطوح منسية، يحفر عنها لتتجادل مع الذاكرة المحيطة وذاكرة الرسم الذي يحيي كل ذلك في حبكة بالغة التجريد، ومن مواد تصوغ بقدر ما تجمّل. ويعتبر المعرض خلاصة تجربة الفنان الجريبي التي يغرف لها من خزينه الاصيل بحكم نشأته بمكة ونتاج احتكاكه بثقافة الآخر في باريس.
يرافق المعرض طرح كتاب يؤرِّح لتجربة الفنان قامت المنصورية بطبعه في باريس من (80) صفحة و(40) عملاً فنياً، ويطرح الكتاب دراسة الأكاديمي والناقد (جان كلود لو غويك) عميد كلية الفن (إكس أون بروفانس) لتجربة الجريبي، الذي يصفه لو غويك بانه «بدون شك فنان عصري يستعمل الأدوات المادية والفكرية التي يمتلكها بمهارة للكشف عن الروح الشمولية المتجسدة في أبسط الاشياء التي ننظر اليها يومياً دون ان نراها في حقيقتها».
ويضيف «لا يخط الجريبي اشاراته على سطح خال، بل على سطح حامل للذاكرة، ذاكرة الآخرين وذاكرة الزمن الاجتماعي، ويعطي للمتلقي مثلاً لجدل مثمر بين شيء صورة وبين فاعل مبدع، ليثير لدى مشاهد العمل الفني تبادلا خلاقا في دعوته ليكون فناناً بدوره أمام لوحاته. واذا كانت هذه الاعمال قبل كل شيء بالنسبة للفنان قضية شخصية وخاصة، فإنه بانجازه هذه الفضاءات التي يتجول فيها النظر بكل حرية، يشجِّع ايضا على اضافة قصته الشخصية عليها. والفن الحقيقي هو الذي يقترح دون ان يفرض ويقيِّد. وهذا سر نجاح اعمال مهدي الجريبي».
ويأتي طرح مؤسسة المنصورية لهذا الفنان الشاب عالمياً من منطلق قناعتها بتجربته المتميزة، وكما جاء في تقديم المؤسسة للكتاب «ان مؤسسة المنصورية ترى في عمل مهدي الجريبي احد الامثلة الشابة والجادة بحثا ونوعية في الفن التشكيلي السعودي. وفي رعايتها لمعرضه بباريس رغبة في توكيد توسيع الدائرة الناشطة للحركة الثقافية السعودية نحو آفاق جديدة ونحو فضاءات لا يمكن إلا أن تولد لقاءات مثمرة، «ولقد رعت المؤسسة تجربة الجريبي وحرصت على تحفيزها وتطوير أدواته من منطلق إيمانها بدوافع الفنان ومنطلقاته الفكرية كما جاء في مقدمتها للكتاب: «في تقصينا لتفاصيل بحث الجريبي المهم في مجال/العمل الفني مرآة للذاكرة/نعثر علي تنوع تقني تبرره تلك الزاوية الواسعة الانفراج في النظر الى ان التقنية هي وسيلة تعبير وليست غاية بذاتها. ولربما في فن بصيغة الحاضر عن ذاكرة هي حكما في صيغة تقريب لذلك الماضي ليصير اساساً لحاضر يطالب دوماً بذاكرة حيّة حتى لا نعيش حاضرا بصيغة الماضي».


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved