أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 27th September,2001 العدد:10591الطبعةالاولـي الخميس 10 ,رجب 1422

العالم اليوم

أضواء
ضوء في نهاية العام الأول للانتفاضة
جاسر عبدالعزيز الجاسر
عشية مرور عام على بدء الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي تحل ذكراها الأولى غداً الجمعة الثامن والعشرين من شهر أيلول/ سبتمبر، يمكن القول إن الانتفاضة تعيش وضعاً حرجاً صعباً، فبعد كل التضحيات والشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا دفاعاً عن مقدساتهم وأرضهم ووطنهم وشعبهم، تُحاصَر الانتفاضة في الأيام الأخيرة من عامها الأول، والمفارقة المحزنة ان الذي أدى الى كل التداعيات والحصار الذي تعاني منه الانتفاضة الفلسطينية جاء بسبب الهجمات التخريبية التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية.. ومع عدم وجود رابط بين الكفاح الفلسطيني وبين المنظمات التي وجهت لها الشبهات بالقيام بالأعمال الارهابية في أمريكا، إلا ان أكثر المتضررين مما حصل في أمريكا بعد الأمريكيين هم الفلسطينيون.. فبالاضافة الى ما اسفرت عنه انتهازية شارون واستغلاله انشغال العالم بمأساة أمريكا صنع مأساة أخرى فقتل في يوم واحد احد عشر فلسطينيا وشرد الآلاف بتهديم منازلهم وقطع رزقهم بتدمير المؤسسات الاقتصادية الفلسطينية.
بالاضافة الى ذلك طالت التداعيات والأحداث المجاهدين الفلسطينيين، فأخذت أصابع الجهلة والمتصيدين في المياه العكرة توجد الاتهامات الظالمة للفلسطينيين الى حد تشبيه السيد ياسر عرفات بزعيم تنظيم القاعدة، كمحاولة من شارون الذي استعمل التشبيه للربط بينه وبين عرفات وللتحريض على مقاطعته دوليا رغم ان عرفات قد تعامل مع ما تعرضت له أمريكا بإنسانية ومسؤولية أين منها انتهازية شارون. فعرفات بالاضافة الى قيادته الشعب الفلسطيني للتبرع بالدم لضحايا الأعمال الارهابية في أمريكا تصرف بمسؤولية وقبل التنازل عن مطالب مشروعة لشعبه الذي يتعرض للابادة وقَبِلَ بوقف اطلاق النار حتى الذي يتم دفاعا عن النفس، وذلك اقصى ما يمكن ان يقوم به قائد نضال شعب يسعى لنيل حريته ويوقف عمليات إبادته.
وهكذا ورغم كل التداعيات والايقاف شبه الكلي للانتفاضة الفلسطينية فإن القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني تعاملا بمسؤولية تعاملاً غلبت عليه الانسانية والتعاون مع الجهود الدولية لمحاصرة الارهاب الحقيقي، وهذا الموقف الفلسطيني وان لم يجد الاشادة والتنويه به، إلا انه سيجني فوائد هذا الموقف في حين ستتعرض اسرائيل وحكومة شارون بالذات الى انتقادات ومواقف لابد وان تنعكس ايجابيا لصالح الفلسطينيين، وإذا كان وزير الخارجية البريطاني وقبله وزيرا خارجيتي فرنسا وبلجيكا قد نبهوا الى ضرورة وقف الاستغلال الاسرائيلي لأحداث أمريكا ورفضوا الربط بين الكفاح الفلسطيني والأعمال الارهابية. وقبلهم جميعا الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزير خارجيته كولن باول اللذان استجابا وأظهرا تفهما لتحذيرات ومطالب المملكة العربية السعودية التي جاءت في البرقيات والأحاديث الهاتفية لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ومباحثات الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، حيث لاحظ المتابعون ان الادارة الأمريكية وبعد الاتصالات السعودية والتواصل المكثف للقيادة السعودية التي حرصت على الاسراع بارسال وزير الخارجية في الأيام الأولى قد تبعها تطور ايجابي في موقف الادارة الأمريكية نحو القضية الفلسطينية، إذ للمرة الأولى يعلن الرئيس جورج بوش شخصيا التزام ادارته بالعمل بجد لايجاد حل عادل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
وهكذا فإن التداعيات التي افرزتها الهجمات الارهابية قد أدت الى شبه وقف للانتفاضة الفلسطينية في الأيام الأخيرة من عامها الأول، فإن الإنصاف يدعونا الى التطلع والى تحرك ايجابي ينعكس على حل المأساة الفلسطينية بعد استثمار جيد وتحرك فعال وصادق من قبل القيادة السعودية.. التي قامت بكل ما قامت به دون ضجيج إعلامي دون صخب أو دعاية يبرع فيها الكثيرون ولا يلتفت لها السعوديون.
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved