أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 28th September,2001 العدد:10592الطبعةالاولـي الجمعة 11 ,رجب 1422

الاقتصادية

آخر الأسبوع
أنواع الشفافية في محيط الأعمال!!
د. صنهات بدر العتيبي
أضحت الشفافية اليوم مطلبا عالميا حاسما بعد ان اصبح العالم كله «قرية صغيرة» لكل منزل فيها نوافذ مفتوحة على الجيران وابواب بدون مزاليج واخذت الشائعات والحقائق والمغالطات والاخبار تسري في أزقتها كما الماء يتسرب بين شقوق الأصابع.
المعنى العالمي للشفافية يطالب بأن تقوم الشركة بفتح الملفات والحسابات والاوراق المصنفة سرية او غير ذلك للجمهور العام فيكون هناك نوع واحد من الشفافية توصف بانها «انفتاح تام على الجمهور العام»
اما لدينا فالوضع مختلف حيث ان لشفافيتنا انواع عدة تجعل منها «انفتاح ناقص على جمهور انتقائي» وبأساليب مستلة من ثقافتنا الشعبية التي تحرم كشف المستور والتجاوز الى ما يعتقد انه خصوصيات وتقيم المجاملة اكثر من المصارحة. ولعل اكبر مشكلة تواجهنا في هذا المضمار هي ان البعض يرفض الفصل بين الشركة التي يديرها «وبيتهم» او شخصهم الموقر كما انه لا يفرق بين النقد البناء والتلاسن المصلحي فيتوهم ان لشركته اسرارا يحرم الاطلاع عليها وخصوصيات لا يجوز المس بها البتة، ويتوهم ان النقد مجلبة للنقص الاجتماعي وجرح للمشاعر الشخصية وليس آلية معتبرة للتفكير الاستراتيجي والتطوير الاداري في عالم متغير.
لدينا مثلا شفافية مضغوطة وهي شفافية تصاحبها آليات ضغط لابراز الايجابي وتعمية السلبي فلدى شركتنا المساهمة نوع من الابداع في توظيف فنون الضغط على الصحف لمنع نشر ما يسيء اليها حتى اصبح من الملاحظ ان النقد يوجه بصيغة المجهول والتعميم غير المفيد على شاكلة قامت شركة ما بتحقيق خسائر فادحة هذا العام لتستمر سلسلة خسائرها للسنة العاشرة منذ تأسيسها قبل عشر سنوات عجاف او بعبارات تبدأ برأس المشكلة وتنتهي بأعذار واهية مثل تعاني بعض شركاتنا المساهمة من احباطات وتراجعات مخيفة في نتائجها بسبب المنافسة والاغراق وحرب البلقان والحمى القلاعية الخ..
انها حرب مخيفة ضد الشفافية تشعلها «بعض» شركاتنا المساهمة مع سبق الاصرار والترصد وتحقق في ميادينها نجاحات خارقة تعوض الانحدار في الاداء والاخفاقات المحرجة التي تعاني منها في مضمار الاعمال والتنافس.
نسمع مثلا ان بعض الشركات تضع قائمة تسميها «الصحف الاولى بالاعلانات» على وزن قائمة «الدول الاولى بالرعاية» التي تضعها الادارة الامريكية للضغط على الدول التي تقف وبأي شكل من الاشكال حجر عثرة في وجه المصالح الامريكية «ومنهم نتعلم» وعليه نلاحظ ان بعض الصحف تناقش مشاكل وقضايا الشركات وتستعرض مآسي التخلف الاداري في القطاع الخاص بنوع من الحذر والتردد والتورية، ولنقلها صراحة والنفاق!! وهذا يثبت بنوع من القطعية استمرار نجاح شركاتنا المساهمة في توظيف السياسة والعلاقات الاجتماعية ومنطق «شد لي واقطع لك» في التغطية على عيوبها الحقيقية ومواطن الضعف المحرجة ولو تركت عنها اساليب الضغط والابتزاز وعالجت مشاكلها لكان افضل ولكن ما يحدث هو استمرار وتضخم للمشاكل مع بقاء وسائل التصبيغ والتلميع والمكيجة كما هي فتكون شركاتنا لابسة خلاخل والمشكلة من الداخل.
وللحديث بقية.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved