أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 28th September,2001 العدد:10592الطبعةالاولـي الجمعة 11 ,رجب 1422

متابعة

لماذا يجد الأمريكيون صعوبة في فهم الإسلام؟
إيريك بوهليرت
تقدم كليات قليلة دورات شاملة في اللغة العربية وفي الدراسات الشرق أوسطية وقلة من الناس والطلاب تهتم بهذه الموضوعات لذا لا غرابة في ان الأمريكيين يجدون صعوبة في العثور والتعرف على الاسلام والدول الاسلامية على الخارطة.
ومرة ثانية تدافع الأمريكيون لمعرفة الشرق الأوسط والاسلام وهذا السيناريو قد حدث من قبل مع الأمريكيين وذلك ابان أزمة الرهائن الأمريكيين في ايران، وبعد عمليات التفجير الاستشهادية ضد معسكرات قوات المارينز في لبنان، وكذلك أثناء حرب الخليج.
والسؤال الذي يفرض نفسه هو من هم اللاعبون الأساسيون المنفذون لهذه العمليات الانتحارية؟ وما هو الدافع وراء ذلك؟ ومن أين أتت هذه العداءات لكل شيء يأتي من العرب؟.
والآن وفي أعقاب الهجمات الارهابية على مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاجون «وزارة الدفاع الأمريكية» يدق جرس الانذار مرة ثانية ولكن بصوت ورنين أعلى.
وتقول آن بيتريدج مديرة اتحاد الدراسات الشرق أوسطية بجامعة اريزونا «يبدو انه في وقت الأزمات فقط يعير الناس انتباههم لمثل هذه القضايا».
ويضيف تشارلز كيمبول رئيس قسم الدراسات الدينية بجامعة ويك فوريست وهو عالم في الدراسات الاسلامية:«ان الناس لديهم كل الصور والتفاصيل في أذهانهم ولكن مع قليل من الترابط والتفهم».
ويوضح كيمبول ان هاتفه كان يرن بصفة مستمرة طوال الأسبوع الماضي، وانهالت عليه المكالمات من الجاليات المختلفة ورجال الأعمال والشركات والصحافيين وكلهم يحاولون فهم تشعبات الاسلام، والثقافة الاسلامية والسياسة الاسلامية.. وفي رأي كيمبول ان هذا بمثابة اعتراف من الناس بأنهم لا يعرفون الكثير عن الاسلام رغم ان الشرق الأوسط يظل مركزا لقضايا ومسائل التجارة والأمن والدبلوماسية في الولايات المتحدة.
وبالفعل فإن معظم الأمريكيين غير مطلعين جيدا على أحوال منطقة الشرق الأوسط.
وتنعكس هذه الحقيقة في ساحات الكليات الأمريكية، ومع ان الدراسات الاسلامية والشرق أوسطية تشهد زيادة في العدد في الآونة الأخيرة إلا أنها تبقى بمثابة دكاكين لدراسة هذا التخصص في أحسن الأحوال.
وتواجه دائرة الدراسة هذه سلسلة فريدة من العقبات منها الفهم السلبي للاسلام بين غالبية سكان الاتجاه السائد مع التعرض المحدود لهذا الموضوع في فصول الدراسة بالمرحلة الثانوية، اضافة الى عدم تحمس النساء لدراسة تلك الثقافة التي تعطي المرأة مكانة ثانوية، وأيضا مدى الصعوبة في تعلم اللغة العربية، وأخيرا الحاجة الى السفر الى مناطق متقلبة غير مستقرة في هذا الشرق الأوسطي.
وطبقا لما ورد من اتحاد الدراسات الشرق أوسطية فإنه ما بين 5070 كلية وجامعة تمنح درجات علمية في الدراسات الاسلامية والشرق أوسطية، وبعض المدارس على علم بهذا الموضوع وتذكر بيتريدج محادثة هاتفية مع عميد احدى الكليات قبل سنوات قليلة قال لها ان كليته قد عرضت تدريس الدراسة الاسلامية ولكنه يخشى ان من يكلف بتدريس هذا المنهج يقوم بتسييس البرنامج. وتوضح بيتريدج انه عندما يحدث تداخل بين السياسة والدين فان المديرين ينتابهم بعض القلق.
وفي جامعة تكساس في أوستن حيث تضم الساحة 50 ألف طالب فإن من بينهم 100 خريج فقط متخصصين في برنامج دراسات الشرق الأوسط.
وان هذه النسبة البسيطة من الطلاب الدارسين للشرق الأوسط تجعل لهم قيمة كبرى، وظهرت هذه الحقيقة بجلاء عندما أعلن مكتب التحقيق عن حاجته لمترجمين عرب مقابل 40 دولاراً للمترجم في الساعة مقابل خدماتهم على أساس تعاقدي.
وطبقا لما ورد في موقع الشبكة فإن مكتب التحقيق الفيدرالي في حاجة ماسة الى لغويين اضافيين يجيدون اللغة الانجليزية والعربية ويساعد الأفراد الذين يتكلمون العربية في عملية تنقية وغربلة كوم الأدلة المتزايد الذي جمعته الوكالة فيما يتعلق بالهجمات الارهابية الأخيرة. ومنها كتيب وجيز عن الطيران مكتوب باللغة العربية عثر عليه داخل سيارة استأجرها أحد الارهابيين.
كما ان مكتب قوات الاحتياط العسكري الأمريكي أصدر نداء مماثلا بين المجندين والمجندات.
يقول مكتب التحقيق الفيدرالي، ان المكتب انهالت عليه المكالمات ومعظمها من الأمريكان العرب الراغبين في المساعدة، ولكن حقيقة ان حكومة الولايات المتحدة تلتمس يد العون أمر محرج على حد قول جيري لامب الأستاذ بمركز اللغات الأجنبية الوطني بواشنطن.. وتقول الحكومة: إننا لسنا مستعدين بالقدر المطلوب وليس طيباً ان تذيع أسماء أعدائك.
وفي كل عام تقوم الحكومة الامريكية بمساعدة وزارة الدفاع بتصنيف وتجميع قائمة بما تريده، ومن ذلك اللغات الحساسة المطلوب فيها متحدثون جيدون للعمل في وظائف حكومية لدوام كامل.
وكانت اللغة العربية في أعلى هذه القائمة خلال السنوات القليلة الماضية ولكن لأن القليل من الطلاب الأمريكيين يدرسون هذه اللغة فان المساعدة تكون قليلة.
وحسبما ذكر لامب فان الاحصائيات مفزعة حيث ان 25 كلية امريكية وجامعة تقدم دورات شاملة في اللغة العربية وهناك عدد أكبر من الكليات يقدم دورات ولكنها دورات غير كافية لتعلم العربية بكفاءة وطلاقة.. ولا يوجد هناك تقريبا اي برامج للغة العربية بالمدارس الثانوية في أمريكا.
وفي استبيان حديث عن طلاب الكليات الأمريكية وضح ان عدد دارسي اللغة العربية الآن مجرد 5500 شخص بعد ان كان 4500 دارس منذ خمس سنوات، ويبقى هذا الرقم ضئيلا مقارنة باللغات الاخرى التي يتم تدريسها وعلى حد قول لامب فان عدد الطلاب من دارسي اللغة الروسية يقدر بمائة ألف طالب سنويا.
وطبقا لهذه التقديرات فان عدد الطلاب الذين يصبحون أكفاء في اللغة العربية كل عام يمكن ان يستوعبه عنبر واحد من عنابر الكلية أي من 300 400 شخص وهذه الصورة تبين مدى الحاجة الماسة لعدد أكبر من هؤلاء الطلاب.
وفي جامعة ماساتشوسيتس يقول محمد جياد كبير محاضري اللغة العربية ان عمليات تسجيل الطلاب الجدد بفصول السنوات الأولى يتراوح ما بين 35 40 طالباً، ولكن مع حلول السنة الدراسية الثالثة يبقى من هؤلاء الطلاب اثنان أو ثلاثة من الطلاب المجدين.
وتوضح بيتر يدج ان هذا بدوره يشجع مديري الكليات على خفض الموارد اللازمة لتدريس اللغة العربية.. اذ انه عندما يشاهدون قلة من الطلاب في الفصل فانهم يقررون ان التكلفة كبيرة.. كما ان الخبراء في التعليم يقولون ان عدد اساتذة اللغة العربية المثبتين ربما يمكن حصره على أصابع اليد.
والسؤال عن السبب في قلة الطلاب الذين يجيدون اللغة العربية يرجع في رأي محمد جياد الى ان العربية من اللغات الصعبة في تعلمها، فالعربية واليابانية والصينية من اللغات التي تحتاج الى ضعف الوقت أو ثلاث مرات من الوقت مقارنة باللغات الأوروبية، فهي تحتاج من الفرد ان يكرس نفسه لذلك تماما.
وبالنسبة للطلاب الجدد خاصة الذين ليس لديهم تراث عربي فان اللغة تمثل شبكة معقدة من ضمائر وصفات الملكية كما ان قواعدها معقدة ونطق الأصوات غريب وجديد على هؤلاء الدارسين اضافة الى كتابة العربية من اليمين الى اليسار بحروف أبجدية غريبة تماما.
ويذكر كيمبول من جامعة ديك فوريست عندما يتعلق الأمر بمحاولة تحقيق الطلاقة في المتحدث باللغة العربية فان ذلك يبدو أمرا صعبا بالنسبة للطلاب الأجانب.
ويقول لامب الذي يقوم بتدريس اللغة العربية طوال 32 عاما: ان الطلاب يحتاجون الى ست ساعات في فصل اللغة العربية كل اسبوع ليدرسوا العربية الكلاسيكية والعربية الحديثة واللهجات المستخدمة في الشوارع.
ولكي يجيد المرء اللهجات اليومية العامية ولمعرفة الثقافة عن قرب فإنه يتم تشجيع الطلاب على الذهاب والدراسة في بلدان الشرق الأوسط وهذا يؤدي الى حاجز كبير آخر الا وهو عملية السفر وخوف بعض الطلاب من التجول في بلدان الشرق الأوسط حتى في أوقات السلم، وهذا في رأي بيتريدج يمكن ان يكون أمرا مثبطا للعزيمة.
ويقوم مركز جامعة تكساس لدراسات الشرق الأوسط حاليا بتعبئة الطلاب للدراسة في الخارج، في القاهرة وتركيا في العام القادم.. وتوضح روز ان الزمن سوف يكشف عن مدى اهتمام الافراد بتعلم العربية.. ولكن اذا جاء الرد لنا من شركات التأمين الخاصة بنا بالرفض فاننا لن نرسل طلابنا الى هذه البلدان.
وفي جامعة تكساس يقول جياد: انه يتعرض لمقاومة داخل ساحة الجامعة، فهو يحاول اغراء الطلاب للذهاب الى الشرق الأوسط ولكن استاذا آخر ينصحهم بعدم الذهاب الى مصر لأنه من الجنون الذهاب اليها.
وأخيرا تتدافع الأسئلة حول: هل ستشعل الاحداث الأخيرة الاهتمام بالدراسات الشرق أوسطية؟ أم كما حدث ابان حرب الخليج سوف يخشى الطلاب ويبتعدون عن استكشاف هذا الجزء الحساس من العالم؟
وتجيب روز على ذلك بقولها: من السابق لأوانه الاجابة عن ذلك فالكثير من الامور يعتمد ويتوقف على ردنا العسكري.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved