أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 28th September,2001 العدد:10592الطبعةالاولـي الجمعة 11 ,رجب 1422

أفاق اسلامية

الرسالة تسبر أغوار ظاهرة البدعة شرعاً ونقلاً
المبتدعة دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها
مدير عام فرع هيئة منطقة الحدود الشمالية: البدعة بريد الكفر!!
* تحقيق : مندوب الرسالة
من المخاطر التي تهدد الإيمان ذلك التسوس الذي قد يصيبه فيلقي بالوهن والضعف في هذا الايمان فيغدو وقد هجر العافية والتزم بالوهن فسار في طريق أوله الوهن وآخره السقم المميت.
إن هذا الخطر الداهم هو خطر الابتداع في الدين الذي ما لبث الرسول صلى الله عليه وسلم يحذر منه ويؤكد على خطورته فهو يستعر مع مرور الايام ويزداد شراهة لالتهام السنة خطوة خطوة في مساندة له ممن في قلوبهم زيغ ومن أعداء الإسلام.ونحن في شهر يشهد بعض صور البدعة في الدين آثرنا أن نخصص تحقيقنا لهذا العدد عن البدعة في الدين فإلى التحقيق.
خطرها على الأمة
فضيلة مدير إدارة التوعية والتوجيه بفرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة نجران الشيخ متعب بن علي الأسمري أوضح في معرض حديثه عن خطورة البدعة ان الرسول عليه الصلاة والسلام قد أخبر أن أمته هي من خير الامم كما ورد في القرآن، الا انها سوف تفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وذلك لأن هذه الفرق سوف تبتعد عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتتخبط في ضلالات البدع والأهواء والمنكرات وقد لعب الشيطان وأعداء الأمة من اليهود والنصارى وغيرهم دوراً هاماً في ذلك، فالشيطان له مداخل عديدة على العبد فهو يحاول أن يوقعه في الشرك والكفر بالله فإن لم يستطع ذلك أوقعه في البدعة وزين له بدعته حتى يحبها ويألفها بل يدعو إليها ويموت من أجلها، ولذا قال العلماء بأن الكفر قد يكون أهون من البدعة لأن الكافر يؤمل فيه الدخول في الإسلام إذا دعي إليه، أما المبتدع فهو والعياذ بالله مصر على بدعته داعياً إليها.
وأشار الأسمري إلى أن البدعة هي كل ما أحدث على غير مثال سابق وتكون في الأمور الدنيوية وشؤون الحياة وتكون في أمور الدين عقيدة أو عبادة قولية أو فعلية، وهذه البدع منها ما هو شرك أكبر يخرج من الإسلام ومنها ماهو ذريعة إلى الشرك، ومنها ماهو بدعة فقط، وقد حذر نبينا صلى الله عليه وسلم من جميع البدع بقوله« إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار».
أضرارها
وبيّن الأسمري أن للبدع أضراراً عظيمة على الأمة، ومنها:
1 عبادة الله تعالى على ضلالة والتقرب إليه بشيء لم يشرعه جل وعلا، ولذا شابه المبتدعة النصارى في عباداتهم فهم يعبدون الله على ضلالة والمبتدعة أيضاً يعبدون الله لكن على ضلالة.
2 انتقاص دين الإسلام: فكل من ابتدع بدعة في دين الله وظن أنها تقربه إلى الله فهو بذلك يتهم دين الإسلام بالنقص ويتهم محمداً صلى الله عليه وسلم بالتقصير وعدم التبليغ، والله جل وعلا يقول:« اليوم أكملت لكم دينكم.. الآية».
3 إن انتشار هذه البدع يؤدي إلى شتات الأمة الإسلامية وتمزقها وتفرقها إلى طوائف وأحزاب وجماعات مما يظهرها بمظهر الضعف أمام الأمم الأخرى الكافرة والسخرية منها نظراً لكثرة الطوائف المنتسبة لدين الإسلام وتناحرها فيما بينها.
4 تكليف النفس بما لا تطاق : فالمبتدع يعبد الله تعالى بأمور لم يشرعها الله وغالباً تكون كلفة على العبد، ومن أمثلة ذلك ما يحدث في هذا الشهر شهر رجب من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان كصيام شهر رجب كاملاً وكذلك شعبان ثم رمضان، ثلاثة أشهر متواصلة وفيها كلفة شديدة وحرج على النفس وقبل ذلك فهي عبادة لم يشرعها الله تعالى.
5 انها توقع العبد في الكفر والشرك بالله تعالى: ومن أمثلة ذلك بدعة الاحتفال بالمولد النبوي التي لم يفعلها الصحابة رضوان الله عليهم ولا من جاء بعدهم من القرون المفضلة وفي هذا الاحتفال يكون الوقوع في الشرك بالله كالاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم وطلب المدد ونصر منه ودعاؤه إلى غير ذلك.
6 البعد بالأمة عن معينها الصافي الكتاب والسنة والولوج بها في متاهات وعبادات لم يشرعها الله تعالى.
واورد فضيلته في نهاية مشاركته كلاماً قيماً لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز يرحمه الله بعد ذكره لطائفة من البدع التي وقع الناس فيها، حيث قال«... والجامع في هذا: ان كل شيء من العبادات يحدثه الناس ولم يأمر به الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفعله ولم يقره فهو بدعة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» وكان يقول في خطبة الجمعة« وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة» وذلك في معرض تحذيره للناس من البدع ودعوتهم إلى لزوم السنة.
أسباب البدع
قد يقع المسلم في شراك البدع لأسباب خطيرة هذا ما بينه للرسالة فضيلة مدير عام فرع الرئاسة بمنطقة الحدود الشمالية الشيخ عيد بن جروان العيسى الذي أجملها في النقاط التالية:
أولاً: الجهل وهو على نوعين:
1 الجهل بالدين عقيدة وشريعة وذلك أن المسلم إذا كان يجهل أمور دينه فإنه يوشك أن يقع فيما يخالفه إذ ان العقائد والعبادات مبناها على الاتباع وليس الابتداع قال الله عز وجل «اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون». وفي الحديث المتفق على صحته عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» أي مردود عليه.
2 الجهل بالبدع وأصحابها وعدم معرفة ضررها على الدين وأنها بريد الكفر وأنها شر من المعاصي فإنه من لا يعرف الشر يوشك أن يقع فيه قال عز وجل «وان هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله» قال مجاهد السبل: البدع والشبهات. وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال:«كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني..» الحديث رواه مسلم.
ثانياً: مخالطة المبتدعة والجلوس معهم والاستماع إليهم فإن في ذلك خطر عظيم فصاحب البدعة إما أن يقذف في قلب بدعته بتحسينه إياها وإما أن يمرض قلبك لما تشاهده من أعماله أقواله واما أن يخدعك بحلاوة لسانه ومعسول كلامه أو تظاهره بالزهد والاستقامة ونحو ذلك وهؤلاء المبتدعة دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها. قال عز وجل« واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا». وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من جليس السوء ومثله بنافخ الكير إما أن يحرق ثوبك وإما أن تجد منه رائحة كريهة. كما حذر السلف من مجالسة أهل البدع وأقوالهم في ذلك كثيرة فمنها قول الحسن:
لا تجالس صاحب هوى فيقذف في قلبك ما تتبعه عليه فتهلك أو تخالفه فيمرض قلبك. وقال أبو قلابة وكان من الفقهاء ذوي الألباب: لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلاتهم ويلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون. إلى غير ذلك من أقوالهم الكثيرة الموجودة في مظانها من كتب السنة والآثار.
رجب وليلة ال« 27»
فضيلة رئيس هيئة الشعف الشيخ عبدالرحمن التركي تطرق إلى أبرز البدع التي تمر بنا في هذه الأيام حيث ولجنا شهر رجب الذي هو من الأشهر الحرم فقال في هذا الشهر يظهر ألوان من البدع والمنكرات التي ما أنزل الله بها من سلطان وفيه تقام الحفلات وتلقى الخطب وتسمع الأغاني ويجتمع الناس على أكل ألوان الطعام وما يتبع ذلك من رقص واختلاط بين الرجال والنساء الأجانب ويمدح الرسول صلى الله عليه وسلم بالألسنة ويعصى بالجوارح وخصوصاً في ليلة سبع وعشرين منه.
وأضاف ولقد اغتر هؤلاء المتمسكون بهذه البدع والمحدثات سواء في هذه الأيام أو فيما سلف من الأيام الغوابر بأحاديث وقصص لا أصل لها ولا زمام وكلها أحاديث موضوعة وضعها بعض من لا عقل له ومع الأسف الشديد إلا أن كثيراً من هؤلاء المغرر بهم قد زهدوا بعلم الكتاب والسنة وزعموا أنهم على شيء وصار بعضهم يصحح بعض الأحاديث ويضعفها عن طريق الكشف أو يأخذ الأحكام من الرؤى والأوهام ويكذب على الله ورسوله ويأتون بأذكار وأدعية خاصة لم يشرعها رسولنا صلى الله عليه وسلم والعجيب أيضاً أنه قد وصل فضل العمل في شهر رجب أنه أعظم وأفضل من فضل وثواب الفرائض التي هي أحب الأعمال إلى الله فجعلوا الصلاة في شهر رجب والصوم فيه أفضل من الصلوات الخمس ومن شهر رمضان المبارك فقد ورد في فضل الصلوات الخمس وشهر رمضان أنها تكفر ما بينها إذا اجتنبت الكبائر ففي الحديث (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) فإذا ثبت أن هذه الفرائض لا تقوى على تكفير الصغائر من الذنوب إلا إذا انضم مع ذلك ترك الكبائر فيقوى مجموع تلك الأعمال على تكفير الذنوب وقد اغتر بعضهم فيقول:«أنا أجرب فإن أصبت وإلا لم أخسر شيء وهذا لا يخفى بطلانه لأننا متعبدون باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ومن عمل عملاً ليس عليه أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فهو مردود فنحن مأمورون بالاتباع وترك الابتداع فالشرع الشرع فما حرمه حرمناه وما أحله أحللناه وما أمر به فعلناه وما نهى عنه تركناه وما أنكرنا هذه البدع إلا لأن الشرع ينكرها وخلاصة الأمر أن شهر رجب هو شهر من الشهور لا مزية له على غيره فالعمل فيه كالعمل في غيره من الشهور وإذا تبين هذا كله فإليكم بعض ما يتعلق برجب من الأحكام والبدع:
1 العتيرة فقد كان الكفار في الجاهلية يذبحون ذبيحة في شهر رجب ويسمونها العتيرة فجاء الإسلام فأبطلها ففي الصحيحين «لافرع ولا عتيرة» والفرع هو أول نتاج الغنم والإبل يذبحونه لالهتهم.
2 ومنها الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب انها اثنتا عشرة ركعة في أول ليلة جمعة من شهر رجب كذب ودجل وباطل لا يصح من ذلك شيء عن المعصوم صلى الله عليه وسلم.
3 ومنها صيام شهر رجب فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته ولا يجوز صومه إلا لمن كان له عادة كصوم الأيام البيض أما إفراده بصوم فلا يجوز.
4 ومنها الزكاة فقد اعتاد بعض أهل البلاد إخراج الزكاة في رجب ولا أصل لذلك لا في السنة ولا عن أحد من السلف فمتى حال الحول فليخرجها.
5 ومنها الاعتمار في رجب فلم يصح في الاعتمار فيه حديث واحد ولا فرق بينه وبين أي شهر من الشهور حتى في ليلة سبع وعشرين منه.
6 أما ما ذكروا أنه حصل في شهر رجب حوادث عظيمة فلم يصح من ذلك شيء لا في قصة الإسراء والمعراج ولا حتى في قولهم أنه ولد النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة سبع وعشرين منه أو أنه بعث فيها.
موقف المسلم حيالها
وفي الختام يتساءل المسلم ما الذي ينبغي عليّ عمله في حال البدع؟
على هذا السؤال يجيب فضيلة مدير عام فرع الحدود الشمالية مؤكداً عدم جواز مخالطة أهل البدعة ولا مجالستهم ولا الاستماع إليهم ويجب كشفهم وفضحهم وتحذير الناس من شرهم ومن كتبهم ولابد من الرد عليها وبيان مافيها من الضلال نصحاً للأمة ودرءاً للفتنة.
وبيّن العيسى أن النجاة من ذلك تكون بالاعتصام بالكتاب والسنة قال العرباض بن سارية رضي الله عنه: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يارسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد وأنه من يعش منكم بعدي فسير اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة» رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وقال عليه الصلاة والسلام:«تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي» رواه مالك.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved