أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 28th September,2001 العدد:10592الطبعةالاولـي الجمعة 11 ,رجب 1422

أفاق اسلامية

نقاط فوق الحروف
همٌّ بالليل وذُلٌّ بالنهار
إن المتأمل لحالنا في هذا الزمن يشاهد كثرة الديون التي تراكمت على عباد الله وسبب ذلك هو البحث عن الكماليات والمباهاة والافتخار حتى تزاحمت الديون عليهم وقد رهنوا أنفسهم بالديون والأقساط وكأنهم مخلدون في هذه الدنيا الفانية متناسين أن الموت يأتي فجأة بدون مقدمات وعليه فلا بد أن نقف ايها الإخوة مع أنفسنا وقفة مخلصة، مبتعدين عن هذه الديون.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم« من أخذ أموال الناس يريد أداءها ادى الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها اتلفه الله» اي من اخذ الدين وفي نيته ان يسدد أعانه الله وفتح له ابواب الرزق ومن أخذها وهو يريد ان يضيع اموال الناس ويتلفها أتلفه الله عز وجل فلابد من الاخذ بالاسباب والتسديد ولو بالقليل. ان من احكام الاسلام ان من ابتلي بالدين انه مطالب بالسداد حتى يبرئ ذمته ويخلص نفسه حتى ان الميت وكما ثبت في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه لو مات احب ميتة الى الله وهي ميتة الشهادة، لو مات شهيداً غفرت ذنوبه جميعاً ولم يغفر دينه. قال صلى الله عليه وسلم «يغفر للشهيد كل شيء الا الدين» هذا الشهيد الذي يغفر له عند أول قطرة من دمه ويؤمن من عذاب القبر وفتنة القبر ويشفَّع في سبعين من أهله وروحه في حواصل طير خضر في الجنة تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش يغفر له كل شيء الا الدين. ان الحاضر في سداد الدين يصير بلاء على الميت في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام«انه أُتي برجل يُصلى عليه فقال: هل عليه دين قالوا: نعم قال صلوا على صاحبكم فقال أبو قتادة هي علي يارسول الله، فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم فلم يزد يلقى أبا قتادة في طرق المدينة ويقول له: هل أديتهما هل قضيتهما فيقول: لا بعد حتى لقيني ذات يوم فقال: هل هل أديتهما قلت: نعم فقال الآن بردت جلدته» الآن بردت جلدة ذلك الميت بسبب كونه مرهوناً بالدين. ان المتأمل لهذا الحديث وما يحمله من معان يقف امام هذا الحديث ويتساءل عما إذا كان هذا الرجل مرهوناً بدينارين ولم تبرد جلدته إلا بعد ان سدد ما عليه فكيف بمن رهن نفسه بالآلاف المؤلفة وكأنه مخلد في هذه الدنيا، فكيف بمن رهن نفسه بالشيكات بدون رصيد بمبالغ باهضة في امور خاصة من اجل المباهاة والتباهي والافتخار وغير ذلك من الامور التي لا طائل من ورائها. إنه لابد من وقفة مصادقه مع النفس قبل ان تبلغ النفس الحلقوم وقبل ان تفارق هذه النفس الحياة إلى الآخرة وهناك ثانياً المحاسبة على كل درهم أُخذ وكل ريال أُخذ من الناس، لابد ان ندرك جميعاً خطورة الدين ونبتعد عن السرف والخيلاء والبعد عن المظاهر ومطالب النساء التي أصبحت تقلق الصغير والكبير دون فائدة او عائدة، فلابد ان نتقي الله عز وجل ونعلم ان الله سائلنا عن هذه الأموال ومجازينا ومحاسبنا عنها «واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون»
فعلى المدين ان يبادر بالسداد اذا كان عنده مال «فإذا تأخرت عن السداد وعندك القدرة فأنت ظالم وعليك الإثم وهذا من الجور وأذية العباد» لذلك لا يجوز للمسلم ان يماطل أصحاب الحقوق «فأنت مدين ولو كنت غنياً إذا اخرت حقوق العمال عن وقتها. أنت مدين مأسور بدينك وظالم في فعلك إذا منعت الضعفاء والاجراء ومضت عليهم شهور وأجسادهم تتصبب عرقاً لا ينالون حقوقهم وأنت أيها الغني لا بد من مساعدة وتيسير على المدين لقوله تعالى«وان كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة» كم لك من الأجر حينما تفرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا، كم لك من الاجر يوم ترد البسمة إلى محيّا ذلك المدين إلى أن يتيسر عليه. كم من الاجر حينما تساعد الضعيف وتجعله يذهب إلى أبنائه وهو فرح مسرور ولكي نقضي على ظاهرة الدين فإن ذلك يكون من خلال النقاط التالية: أولاً/ عدم المبالغة والإسراف في حفلات الزواج وان تكون الاحتفالات مقتصرة على الاهل والأقارب فقط.
ثانياً/ التخفيف من المهور.
ثالثاً/ التخفيف من الاثاث والكماليات التي ليس من ورائها فائدة او عائدة.
رابعاً/ ان نتقي الله عز وجل في هذا البذخ والإسراف ونعلم علم اليقين ان الله محاسبنا على كل ما ننفق من أموال طائلة.
خامساً/ لابد من وقفة صادقة من علماء هذا البلد وعلى رأسهم سماحة الشيخ/ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء للقضاء على ظاهرة الدين من خلال تخفيف أعباء الزواج وتكاليفه وارشاد الناس إلى ذلك وحثهم على الاقتصار على اليسر والسهولة اقتداء بأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم. هذا ما أحببتُ الحديث عنه
أحمد محمد السعدي
رئيس مركز هيئة الفيصلية بنجران

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved