أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 29th September,2001 العدد:10593الطبعةالاولـي السبت 12 ,رجب 1422

الثقافية

للغد كلمة
«قلت للجدار: ليتني أنت..»
إيمان الدباغ
تبقى الحقيقة دائماً مبعث الفضول العالمي الذي يرخص لنفسه استغلال الشعوب انطلاقاً من مبدأ استراتيجيات الذكاء السرية لتحقيق أهداف مجهولة قد تدهش المساكين أمثالنا.. وفي مقابل تلك السيطرة الكونية لا يبالي هذا الذكاء التكنولوجي والبشري بالتضحية بكامل شعبه تحقيقاً لأهدافه التي عبرها يبرر حق العنف الذي قد يطال الأبرياء لتكون ممارسات القوة والقهر تبريراً به تتعلم الشعوب لكنه الذل والانكسار..
في مرحلة الغليان هذه التي تداخلت بها الأكاذيب والمؤامرات والتخطيطات الخبيثة، أصبح العربي المهاجر يهرب من ملامحه العربية لأنها تقحمه في جماعات تنظيم ارهاب عالمية لا تنطبق إلا على الارهاب الحقيقي المولود والمحقون في خلية كل يهودي وصهيوني.. الممارسات الإسرائيلية البشعة على الشعب الفلسطيني ليس ارهاباً.. قتل الطفل ونحره أمام أبويه ليس ارهاباً.. هدم القرى والمنازل الآمنة ليس ارهاباً.. حرق الحقول والمحاصيل وتدمير الاقتصاد ليس ارهاباً.. ماذا يتوقع العالم العظيم.. بعدما فشلت كل جهود اجتماعات القمم العربية لوقف هذا النزف الذي أعاق حتى قدرات الحزن أن تبكي؟؟
أين هو الارهاب الحقيقي في عالم مجنون له صوت ضخم.. وحق لا ينطق به.. وإذا كان الارهاب كارثة دولية يحاربها العالم بأسره لماذا تختص به إسرائيل وحدها في ممارسته بوقاحة أمام العالم وأمام حليفتها التي أخذت على نفسها عاتق مكافحته.. فلماذا لا تضعها على رأس القائمة..؟؟ أم أن ملفات الموساد السرية تحمل من الحقائق ما قد تستخدمه ورقة رابحة لمصالحها فيما بعد؟؟
الاحساس العربي ينزف آلماً وقهراً وذلاً.. وليس أشد على العربي أن يشعر بأن العالم ينظر إليه نظرة ثالثة ليختمها بالارهابي.. لأنه يصرخ مع الأبرياء المسحوقين في القضية العربية الأولى «فلسطين» واحساسه بضياع الأقصى.. في أحقر استفزازات تاريخية تقوم بها إسرائيل.. نحن في نظر الدول العظيمة ننتمي إلى الرقم «3».. ولكن في نظر الانسانية لازلنا ننتمي إلى الفضيلة البشرية التي تبكي وتنقهر وتحزن.
وإذا كان الارهاب جريمة يكافحها العالم ويسن لها القوانين لمحاربتها فلا بد وأن تأتي إسرائيل على رأس القائمة.. فالحديث عن العدل أمام الكون من أقوى دولة في القرن الواحد والعشرين لا بد وأن تثبت أن قوتها وكلمتها لحماية الأبرياء سائدة على حكومة إسرائيل التي لا تهددها بشيء من تخطيطاتها السرية..
وفوق هذا وذاك.. يعتريني الحسد كلما نظرت الجدران.. ليتني كنت هي..
ealdbbagh@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved