أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 29th September,2001 العدد:10593الطبعةالاولـي السبت 12 ,رجب 1422

عزيزتـي الجزيرة

معلقاً على الفايزي وفوزية
هناك تأرجح في الكفة بين ذاك وتلك
تعليقا على ما كتبه الأخ/ سليمان الفايزي تحت عنوان« أين هذا الرجل..» بعدد الجزيرة «10563» في 11/6/1422ه. عليه نشكر الأخ الكاتب على غيرته على ابن جلدته، ونشيد بما أوضحه من مميزات وصفات يتحلى بها الرجال عن غيرهم.. الخ كما لا يفوتني ان اثني على ماكتبته الأخت الكاتبة/ فوزية الجارالله في هذا الخصوص باعتباره راياً يجب ان يسمع ويقرأ.. الخ.
وبين هذا وذاك يبرز لنا أسلوب الاثارة والقوة، وتولد الحقيقة التي لامناص عنها شئنا أم أبينا فكل منهما «الكاتب والكاتبة»ادلى بدلوه حتى امتلأ في هذا المجال الرحب، وتمخض الصيد الثمين عن حقائق ودلالات قيمة، وحكايات وقصص خيالية.
وحينما يختلف الزمان والمكان، وتتحول التنشئة الاجتماعية من هيأتها الدائمة إلى ساحة العولمة، وحينما نساير الزمان ونغوص في أعماقه المتجددة والمثيرة. تبرزلنا مشكلة «الكينونة» . ويبرز لنا الدور الذي يلعبه كل من الرجل والمرأة في التأثير والتأثر في المجتمع الواحد. ليصبح الأمر في النهاية بين أمرين واقع يحيا أو منطق حي.
فلزاما علينا وبعيدا عن التعصب والحيادية ، وبعيدا عن الخوض في نقاش لا يجدي وتجنبا لأساليب التجريح والمفاضلة يجب ان نقف وقفة صادقة، مع ما يدور ويشاهد من حولنا من أحداث، لاسيما ونحن نعيش في عالم متغير ومتجدد، ينبذ الجهالة ويكره الركود والتقاعس.
فالرجل والمرأة كل منهما ميزه الله عز وجل بمميزات وصفات تختلف عن الآخر. فحينما فضل الله الرجل عن المرأة في الدرجات لاعتبارات إلهية وتكوينات جسمانية.. الخ. فان الله فضل المرأة بأن وهبها الجمال والعفاف والنزاهة وجعلها النصف الآخر للرجل.
ولكي نعطي كل ذي حق حقه، يجب علينا الا نهمل الدور الذي يقوم به الرجل والمرأة في المجتمع، في ظل المتغيرات التي تطغى على حياتنا اليومية، لبناء حياة افضل تحقق الانسجام والتوافق، وخلق جو من الرضا والقبول بالتعاون والمشاركة البناءة للعيش بسلام.
وإنطلاقا من القاعدة التي تقول« يجب تقبل الشخص كما هو عليه. وليس كما ينبغي أن يكون». من هذا المبدأ تتجلى لنا أهمية التوجيه السليم للشخص، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من هذا المجتمع، لاسيما وأن هناك فروقاً فردية تميز شخصاً عن آخر يجب علينا الاخذ بها.
فالاشادة بالابطال والمناضلين القدامى كما ذكر الكاتب، يبعث في النفس شيئا من الافتخار والعزة، والتي سرعان ما تضعف وتتذبذب، اذا ما قارنا أحوال سلفنا الماضي برجال زماننا الحالي. فان كان الرجل فيما مضى يحمي ويحارب ويصيد ويناضل من اجل الحق والشاهدة.. الخ. ففي زماننا هذا رجال ليسوا أكفاء ولايملكون الأهلية في تحمل المسئولية. عليه فإن تقبل الشخص بهذا الوضع الذي قد يكون فيه« كالبطالة، والانخراط في أمور اللهو والضياع، والتسكع في الشوارع والأسواق.. الخ». يجعل من المرأة الملاذ الوحيد لمثل هولاء الرجال، وتصبح اشبه بالقشة التي يعلقون بها وقت الأزمات، الأمر الذي قوى من صلاحيات المرأة واكسبها الثقة في نفسها وأمدها بالسلطة التي تخولها إدارة بيتها وأسرتها وزوجها بالطريقة التي تروق لها، بدون معارضة أو عناء. اذا ما أخذنا في الاعتبار قوة الشخصية، والرضا والقبول والتنازل عن جزء من أحلامها كتلك التي تتمناها أي فتاة ان تكون في زوجها.. الخ.. رغبة في الحصول على شيء من السلطة والحرية، كتعويض عن تلك الأحلام الضائعة. فالمرأة حينما استمدت القوة كما ذكرنا سابقاً، فانها بذلك تجعل من زوجها الدخيل المتعافي خاتما، تروضه بين أناملها الرقيقة، وتسيره كيفما ارادت ليس بقواها الجسدية وانما بأسلوبها اللطيف وبدهائها العنيف، مدعمة بقواها الشخصية، وملاحقة عيوب بعلها الحبيب. والصيد في الماء العكر..؟
من هنا يجب علينا أن ندرك أن المرأة وخاصة العاملة، اصبح لها دور بارز في تنظيم وتسيير شؤون الاسرة وبناء كيانها القوي. في الوقت الذي قد يعجز عن إتمامه رجل بذاته نظراً لتعقد الحياة وكثرة متطلباتها اليومية. مما يجعل المرأة في آخر المطاف لها شأن آخر، اذا ماكان الرجل غير ذلك.
وبالعودة قليلا إلى الوراء وتخليدا لدور الاثارة المفتعلة من الاخت الكاتبة لقصة اللص التي تحكي فيها ضعف الرجل وعدم تحمله المسؤولية بقوله «ليس دائما.. ليس الآن ياسيدتي.. اذهبي أنت». الامر الذي اثار جنون اخينا الكاتب ، وأصبح يبذل الغالي والنفيس، ويعد العدة بالقصص والاستشهادات لتبرئة الرجل وذكر محاسنه، ظنا منه انه افلح وفاز بانتهاج هذا الاسلوب للرد والمواجهة على مثل هذه القصص التي يمكن حدوثها في زماننا هذا.؟ وكان الأجدر به اتخاذ من مقولة« لكل قاعدة شواذ» موقفا للخروج من هذا المأزق بسلام.
وحينما نستعيد بذاكرتنا، قصة اللص التي أوردتها الكاتبة نجدها لاتساوي مثقال ذرة مقارنة بقصص اخرى جديرة بان تقال وتناقش، والتي سبق نشرها مؤخراً في الجرائد الرسمية وعبر محطات الاذاعة باعتبارها قضايا اجتماعية موجودة تحاكي الواقع، ويتناقلها الناس . فالبعض من النساء في وقتنا الحاضر اصبحن يخرجن بدون محارم، ويتبرجن، ويتعطرن ويتزين .. بدون رقابة ولا راع، ونجدهن تقريبا في كل المواقع التي يتواجد بها الرجال. فهي التي تتسوق، وهي التي تجلب حاجيات المنزل، وهي التي تزايد وتناقص. كل ذلك برضا زوجها الذي اذا ماعارض ذلك النهج النسوي المتوارث فإنه سيعرض نفسه للاهانة. ليس لشيء وانما لان هناك تأرجحاً في الكفة بين تلك وذاك وتفاوت في الفروق الفردية من حيث المستوى العلمي والثقافي، والمستوى المادي والوظيفي. مما يجعل الزوج يؤمن بهذا الواقع ويتقبله، ويصبح بلا شخصية ولاقوة لانه يعيش في واقع متوارث..؟ لم ينزل الله به من سلطان..!آخر المطاف:« التمتمة تحت اللحاف.. افضل من الضرب على الاكتاف»
بندر عبدالله الضرمان
الباحة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved