أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 30th September,2001 العدد:10594الطبعةالاولـي الأحد 13 ,رجب 1422

مقـالات

جداول
اللهم أرِ أمريكا الحق
حمد بن عبدالله القاضي
* * أحسب أن أكثركم مثلي ملّ من متابعة أخبار حوادث أمريكا بعد أن ظللنا على مدى الأيام الماضية «مسمّرين» أمام القنوات الفضائية، وظلت عيوننا تتلهف أي خبر أو تحليل في أية صحيفة..!
شخصياً اقتنعت بعدم المتابعة المستمرة لسببين: أولهما: أنني لن أغير من مسار الأحداث و«اللي يبي يصير يصير» تابعت أم لم أتابع، وثانيها وأهمها: أنني بصراحة مللت من التحديق بالفضائيات، وتتبع الصفحات.. واطمئننت إلى جنب الله.
بعد هذه المقدمة أقول: إن كل إنسان عاقل يرفض ويأبى ترويع الآمنين وقتل الآخرين مهما كانت جنسياتهم وأجناسهم.!
تُرى ما ذنب أناس يتسوقون في مركز تجاري، أو يعملون في مكاتب شركة أن يقتلوا ويحرقوا ويمزقوا شر ممزق..!
* * *
وأتوقف هنا فقط عند ثلاث نقاط:
* * أولاً: هي أنني أتمنى مع كل عربي ومسلم أن تتضح اليوم قبل غدٍ جميع خيوط «الجرائم» التي حصلت في أمريكا، ولعل هذه الخيوط تكون أبعد عن أبناء جلدتنا بُعد قيس عن ليلاه.
(«كتبت» هذه المقالة صباح الخميس ولا أدري ماذا سوف يتم حتى نشر هذا المقال اليوم الأحد»).
* * *
* * ثانياً: لقد أزعجنا كمسلمين إلقاء التهم وطرح أسماء عربية وإسلامية على أنها السبب في حوادث أمريكا قبل ظهور الحقائق بل إن «الصناديق السوداء» لم تُقرأ بعد، ونتائج التحقيقات لم تظهر بعد.!!
ولقد ظهر بحمد الله ان بعض هذه الأسماء ليست صحيحة فهم لم يكونوا على متن هذه الطائرات فكيف بمشاركتهم في اختطافها. بل إن صحيفة «الواشنطن بوست» أوضحت: احتمال ان تكون الجوازات التي استخدمها الخاطفون مزورة أو مسروقة، بل لعل الخاطفين قصدوا ان تكون بعيدة عن جنسياتهم فاختاروا أغلبها من «العرب والمسلمين» قولوا آمين»!.
* * *
* * ثالثاً: في خضم هذه الأحداث المؤلمة لم يخفف من ألمنا كعرب ومسلمين سوى ذلك الموقف العاقل للرئيس الأمريكي «بوش» وكلماته المتزنة عندما زار المركز الاسلامي بواشنطن، ووصف الإسلام بأنه يمثل السلام وأن الإرهابيين يمثلون الشر ودافع عن العرب والمسلمين في أمريكا واستنكر أي اعتداء عليهم، ووصف بشجاعة من يعتدون على العرب والمسلمين في أمريكا بأنهم حثالة البشرية، لكن السؤال هل قرأ الإعلام الأمريكي الذي ما زال يثير الشعب الأمريكي على غيرهم هذه التصريحات الشجاعة والمتزنة التي صدرت من رئيسهم.!
* * *
* * أخيراً: لا أملك مع كل عربي ومسلم إلا أن أدعو اللّه أن يظهر ويري الحق لأمريكا ويرزقها اتباعه ليس من أجلنا فقط كمسلمين وعرب وإنما من أجل الشعب الأمريكي نفسه لأنه بدون ظهور الحقائق والكشف عنها ومعاقبة فاعليها من «الإرهابيين» مهما كانت جنسياتهم يهودا أو أمريكان أو عربا أو غيرهم فسوف تظل أمريكا وأمنها وشعبها على كف عفريت، وسوف تظل كذلك شعوب دول الشرق الأوسط وغيره خائفة قلقة من حدوث أي إرهاب مدمر سواء في الأرض أو في السماء.. أجل وفي السماء، فقد أصبح الإرهاب يأتي بعد حوادث أمريكا من السماء.!
وأسأل الله أن يجعل العواقب حميدة لجميع سكان كرتنا الأرضية.
* * الماء
لكيلا نكون قوماً رحلاً * *
* * نحن مع الأسف نسرف في استخدام الماء وكأننا على نهر جار.. أو كأننا في جزيرة تحيط بها مياه البحر من كل جانب، أو كأن سكان المملكة ينقصون ولا يزيدون وبخاصة بعد أن تشرفنا «الفياجرا»!
إننا لو عقلنا لرأينا أننا في بلاد تعتبر في منطقة شحيحة الماء جداً، وذات جو قاري ولو لا سمح اللّه نفد المخزون مع الكلفة الكبيرة لتحلية المياه التي تطلبها التحلية، ماذا سيتم؟
لو حصل هذا لعدنا كما كان أجدادنا «قوماً رحلاً» نبحث عن الماء في كل موقع.!
إن خيارنا الوحيد من أجلنا ومن أجل أجيالنا واستقرارها أن نحافظ على هذه الثروة التي هي أغلى وأهم الثروات لأن الماء فعلاً هو سر الحياة، وما بعد الظمأ إلا الفناء أو الرحيل..!
فهل ندرك ذلك كبارا وصغاراً أفرادا ومزارعين رجالا وشباباً، وأيضا سائقين وشغالات!
أرجو أن نعي ذلك قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه ندم ولا عويل..!

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved