أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 2nd October,2001 العدد:10596الطبعةالاولـي الثلاثاء 15 ,رجب 1422

مقـالات

مركاز
تقليعة جديدة!
حسين علي حسين
احد الأصدقاء نزل من سيارته امام كبينة صراف آلي، وترك السيارة في حالة تشغيل، ولم يقف امام مكينة الصراف، إلا وشعر بسيارته تتحرك، وقد ذهبت كافة جهوده لملاحقة السارق، فقد كان بديناً وبارداً، لذلك فقد توقعت انه سوف يظل زبوناً عند سائقي الليموزين تكفيراً عن ذنبه في تركه السيارة في حالة تشغيل تام، ضارباً عرض الحائط بتعليمات المرور التي تحث على الحرص التام عند الرغبة في دخول البقالة أو السوق من المتربصين بصاحب أي سيارة في حالة تشغيل، والمرور معه حق في هذه التعليمات أو التحذيرات، فهو أولاً لديه ما يشغله غير ملاحقة مراهق أو هاوٍ للتفحيط أو طفران لا يجد قيمة مشوار ليموزين، وهو ثانياً ازاء شريحة كبيرة تعتقد ان السيارة علبة عصير تستخدم لمرة واحدة، لذلك لا حسرة عليها حين تضيع، وبنفس المقياس هناك شريحة جديدة تعيش في الطراوة، فهي اذا فتحت المكيف أو النور أو الغاز أو الماء لا تغلقه، وتترك هذه المهمة لمن يدفع الفاتورة وغالبا ما يكون هذا الدافع أبا أو أماً أو أخاً كبيراً، وبنفس المنطق أو الطريقة فان هذه الشريحة عندما يسطو لص على السيارة التي قام الوالد بتأمينها فان هذا الوالد ما غيره سوف يدوخ في الشوارع والاحياء ومراكز المرور بحثاً عن السيارة التي سرقت من الابن في لحظة غفلة، لكن صديقي اتصل بي هاتفياً وضحكته الطويلة، وكأنها آتية من المحيط، كانت تتسلل إلى اذني عبر الهاتف، قال ذلك الصديق: تصور الحرامي اتصل بي قائلاً بان سيارتي لديه في الحفظ والصون وانه سوف يتمشى بها يومين أو ثلاثة، وحالما ينتهي منها سوف يتركها في مكان معلوم وعليه ان ينتظر منه مكالمة لتحديد ذلك المكان المعلوم، وقد كان الصديق مرتاحاً لسياسة واسلوب اللص الظريف، فقد حمل عنه معاناة البحث عن السيارة ومراجعة المرور، خاصة وهذا اللص قد هدده، بانه سوف يحوِّل سيارته الي كومة حطب على رأس تل أو صندوق فارغ اذا نما الى علمه انه اشتكاه!
وقد عادت سيارة الصديق بعد اسبوع كامل، وهي بحالة جيدة، لكن مئات السيارات لا يعثر عليها اصحابها، واذا عثروا عليها، فانهم يعثرون على حطام او صندوق فارغ او كومة حديدة مصهور، ولم يعد المرور قادراً على متابعة اللصوص ولم يعد قادراً على توصيل الرسالة لمالكي السيارات.. والأدهى من ذلك ان هناك سلوكيات جديدة ترتبط بالسيارات، فهناك من يقف بكامل الاحترام امام محطة الوقود وحالما يمتلىء خزان سيارته ينطلق دون ان يدفع الحساب لتلاحقه الحجارة والقطع الحديدية من عمال المحطة... حتى اصبحنا امام مشاهد جديدة امام كل محطة وهي كومة الحجارة المخصصة لمطاردة لصوص البنزين!!
فاكس 4533173



أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved