أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 2nd October,2001 العدد:10596الطبعةالاولـي الثلاثاء 15 ,رجب 1422

مقـالات

نوافذ
الحديث البائت
أميمة الخميس
يبدو في هذه الأيام الكثير من القراء راغبين عن الاطلاع والمتابعة أو القراءة لغير تلك الأخبار الزاعقة واللهيب الإعلامي الذي رافق أحداث (11) سبتمبر الأخيرة، ولكن المفارقة التي يتعرض لها الكاتب في صحيفة يومية، هو مدى قدرته على متابعة النقل الحي الساخن، بل الملتهب الذي تقدمه الكاميرا قياساً بالأخبار شبه البائتة التي تقدمها الصحف.
وإذا قلنا تفاؤلاً بأن المقال استطاع أن ينجو من أعين رقابة التحرير المتحفزة اليقظة هذه الأيام، فسيكتشف أن أمامه رحلة طويلة من مكاتب التحرير إلى المطابع ومن ثم مراكز التوزيع.... وهكذا، هذه الرحلة الاستنزافية الطويلة للدقائق والساعات، تكون قد شحنت فيها تلك الساعات بالسالب والموجب من الأحداث، التي تولد طاقة إخبارية جبارة من شأنها أن تسمر المتابعين بأشداق مفتوحة طويلاً أمام التلفاز، ولذا إذا قنع الكاتب الصحفي من الغنيمة بالتحليل والتعليق وإضاءة جوانب خبر معتم أو متوار، فإنه عندها يقوم بجل العمل الصحفي المأمول من صحافة دول العالم الثالث!!
وإن كان الكاتب الصحفي في الدول السالفة الذكر قد تدرب مع الممارسة والاستمرارية على الكتابة الملغزة المواربة، التي تقول وتخفي أكثر مما تقول بين تلافيف السطور، فإنه في نفس الوقت كان يدرب وإياه قارئاً استطاع أن يدرب قدراته الاستيعابية، بحيث يحاول أن يستنبط وأن يستشف الرسالة الملغزة بين السطور، هذا الأسلوب يبدو شديد الشبه برسائل العشاق البائسة التي كانت تسرب من خلف الأسوار وفي غفلة من أعين الرقباء.
ولكن هذا النمط المعلوماتي الشفيف والرومانسي الذي كان يتبادل فيه الكاتب الرسالات السرية والغامضة، بدا كالحصان الخشبي الهزيل الذي يحاول أن يجري دون وجود مضمار.
فكمية المعلومات التي رافقت الانفجار المعلوماتي في هذا العصر لم تعد الحصول على الحقائق معضلة بحد ذاتها، ولكن كيفية صياغتها وتحويلها إلى حقيقة إخبارية تحمل رسالتها المباشرة الخالية من اللغو والإنشاء والانفعال الخطابي.
وقد يكون أجمل خبر وقعت عليه عيناي الأسبوع الماضي في زحمة الأخبار الجنائزية المرعبة، هو اتفاق بعض الفضائيات العربية على تكوين استراتيجية عربية تواجه المد الأسود المعتم الذي يترصد بالعرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم، وقد كانت هذه الاستراتيجية بإشراف جامعة الدول العربية، وقد رصدت لها ميزانية توازي (200 مليون دولار)....
وهذا هو بالضبط ما نحتاجه في الوقت الراهن، هذه هي البوابة المضيئة في نهاية نفق معتم لم يعد أحد يريد أن يسمع ولا يتلقى تنظيرات المعلقين في الاستوديوهات المبردة. الجميع يريد أن يرى ليصدق هذه لغة العصر ويجب أن نرضخ لقوانينها ، وإلا تركنا العصر على قارعة الطريق، هذا إذا لم يكن قد فعل هذا منذ مدد طويلة
ردود: الأستاذ عبدالعزيز الناصر: لغتك عنيفة وثائرة، ولا أحد فوق وجه هذه البسيطة يتوق إلى مزيد من العنف.
e:mail:omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved