أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 2nd October,2001 العدد:10596الطبعةالاولـي الثلاثاء 15 ,رجب 1422

مقـالات

فرصة لن تتكرر
أحمد سالم بادويلان
يبدو أننا كمسلمين وعرب قد تأخرنا كثيراً في تقديم الصورة الحقيقية لمبادئنا وقيمنا وتاريخنا وفي ظل ذلك الغياب التام هناك من استفاد كثيراً ورسم لنا صورة بعيدة كل البعد عن واقعنا.
فالارهاب اليوم اصبح مقترناً بالاسلام والتخلف والفوضى هما الصورتان القريبتان في أذهان الغرب للتعريف بعربي.
الآن وبعد الأحداث الأخيرة التي عضضنا فيها اصابع الندم والقهر على ما تكيله لنا وسائل الاعلام العالمية من سب وقدح واساءة.. تحركها وتقف وراءها الصهيونية العالمية.
اذن فلنتوقف قليلا لمراجعة حساباتنا ونعد العدة لحملة طويلة الأجل لتحسين الصورة التي شوهت ودنست.
ان الدول العربية والإسلامية يجب ان تدفع بسخاء لدعم معركة شرسة مع الصهيونية لوقف نزيف التشويهات اولاً ثم لابراز الصورة النقية والمشرقة لواقع الاسلام والمسلمين.
ان هذه المعركة يجب الا تكون تراشقاً كلامياً عبر التلفزيونات والاذاعات والصحف. بل يجب ان تكون ذات عمق استراتيجي ابعد واكبر من ذلك ويبدو ان أهم عناصر نجاح حملة كهذه هو ان نصل الى صانعي القرار في الغرب الذين يشكلون الرأي العام في بلادهم ونسخرهم لتقديم الإسلام بصورته الحقيقية، فالغرب لن يقبل دفاع المسلمين عن دينهم وعروبتهم لكن عندما يأتي ذلك من يثق بهم فان الصورة اكيد سوف تكون أكثر نصاعة واشراقاً.. ولن يتأتي ذلك الا بوضع الخطط المدروسة لتحقيق هذا الهدف ويبدو أن واحداًً من ذلك الخطط هي ان نوظف كبرى شركات الاعلام في الغرب لتخطيط وتنفيذ حملة كهذه تحت مراقبة ومتابعة منا ثم نقوم بقياس درجة مؤشر الرأي العام في الغرب من خلال المؤسسات العالمية المتخصصة في هذا المجال لنعرف كم استطعنا ان نحقق من نجاح، وهل نستمر بهذه الخطط ان نعيد النظر في فعالياتها؟.. وكهذا حتى نحقق الهدف المأمول.
يجب ان ندفع للعقول الغربية لتقود هي بنفسها حملة تصحيح الصورة ووضعها في اطارها الحقيقي وفي هذا السياق اذكر موقف مرّ بي قبل عدة سنوات عندما زار الجريدة دبلوماسي غربي، وعندما سنحت لي الفرصة للحديث معه سألته كيف ترى الإسلام والمسلمين الآن وقد عشت بيننا ردحاً من السنين؟؟ فقال انتم رائعون والإسلام ديانة جديرة بالاحترام.. قلت له لماذا ينظر الغرب إلينا بغير تلك الرؤية التي ذكرتها؟.. فقال لانكم غائبون.. الصورة التي قدمت لنا منذ الصغر في وسائل اعلامنا عن الاسلام انه دين ارهاب وقتل ونهب وسفك الدماء... فلماذا لا تشنوا حملات مضادة توضح الصورة الحقيقية الجميلة التي أراها الآن على ارض الواقع بدون تضليل اعلامي؟؟.
الافكار والآراء لتحسين الصورة واعادة الثقة كثيرة جداً ، فمتى ما أردنا العمل فعلاً فلن نعدم الافكار ولا الرجال، ولكن المسألة تحتاج الى دعم اسلامي وعربي كبير وجهد موحد وانطلاقة قوية.
ويبدو لي ان الفرصة السانحة اليوم لتحريك جهد مثل هذا لن تتكرر فهل نفعلها؟!.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved