أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 2nd October,2001 العدد:10596الطبعةالاولـي الثلاثاء 15 ,رجب 1422

الثقافية

قصة
المربوط
محمد المنصور الشقحاء
اعتذر عن حضورِ حفلةِ تخرج طلبة القسمِ النهائيِ بالكلية، كما هي عادته في الانزواء.. وكانت بديعة تترقبُ وصوله المقهى فتأخذ في إشغال هاتفه النقال. ومع توافد الأصدقاء يعتذر منها.
هكذا اعتاد حتى اختفت بديعة من حياته ومن أسرته فقد توقف الاتصال المجهول المتكرر كان ذلك منذ عشر سنوات.
ها هي تعود من خلالِ انتقال عمل زوجها الى الطائف مدرسا بمركز التدريب المهني لمح اسمها يتمدد بين شارع خالد بن الوليد وشارع عكاظ.
محلات سباكة. وملابس.. وأدوات كهربائية.. وعمالة من جنسيات مختلفة.
إنه أرشد!
مَنْ..؟
أرشد الباكستاني أخته كانت زميلتي في المدرسة
ماذا به؟
يبحث عن كفيل.
وما دورنا..
نسعى في ذلك..
أخذ أرشد يدير أعمالها من خلال مكتب فخم في إحدى العمارات التجارية على شارع أبي بكر الصديق..
أخذت العمالة الأجنبية تتقلص والمحلات تقفل مع اشتداد حملة إدارة الجوازات ومندوبي التجارة.
كانت الحملةُ فاعلةً ومؤثرةً معها أخذ عبدالرحمن زوج بديعة يلاحق أعمال المحلات المغلقة ويسدد ديونها، الأمر الذي دفعه أن يطالب أرشد بأوراق العملاء والنشاط.
اختفى أرشد، ولم يعثر في المكتب على ما يؤكد صحة الإجراء المالي والحساب مكشوف.
لم تصدق بديعة الموقف المالي المكشوف لمحلاتها فأخذت تراجع أورقاها متهمة عبدالرحمن بالاهمال وعدم المسؤولية.
وذات مساء جاءها صوت أرشد عبر الهاتف طالبا منها زيارة شقيقته.
تردد وكرر الاتصال، وذات يوم وجدت رسالة تحت باب الشقة بعد أن غادر زوجها للعمل وأطفالها الى مدارسهم.
كانت الرسالة مجموعة صور لها مع أرشد في أماكن عامة أخذت تدقق في الصورة وباقي الصور إنها لا تذكر شيئا.
هل وصلت الصور..
نعم..
ما رأيك..
في .. الصور.
فلوس المكتب..
المكتب..
نعم. لقد جهزته..
والمطلوب..
تكوني شريكتي.. وتسفريني.
كانت بين وقت وآخر تدقق في الصور لمعرفة مصدرها، اتصلت بشقيقة أرشد، وقابلتها في منزل صديقة مشتركة..
لفت نظرها تقارب الجسدين، عادت للصور وأخرجتها كان عبدالرحمن يتابع إحدى مباريات كأس العالم وقد أخذت شقيقته أولاده الى حديقة الملك فهد للاحتفال مع أولادها بنجاحهم الدراسي.
هذه صور تهمك..
فوجيء بها تتناثر أمامه أخذ يحدق فيها وفي الصور
كيف.. كيف..
لا أدري.. إنما دقق النظر.
هذا أنت..
نعم أنا..
كيف..
هذا الخال في صاحبة الصورة.
نعم..
هل أملك زيه..
فين.. فين آه لا.. أعرفك..
وهذا..
أيضا..
وشرحت له طريقة وصول الصور وارتباطها باختفاء أرشد، لم ينم ولم يسأل الأطفال كما اعتاد عن وقتهم الذي قضوه خارج المنزل.
اتجه الى إدارة الشرطة قدم الصور لمدير المركز الذي استدعى شقيقة أرشد وزوجها.
أخذت تستعرض الصور لمح المحقق ارتعاش أطرافها، طالب بإحالتها الى المستشفى لمقارنة جسدها بالصور وتفتيش شقتهم.
وقف زوجها أمام طلب الاحالة وصرخ..
أرشد مختبئ في مستودعات الشركة.
الشركة..
أجل.. أنا مهندس في شركة الكهرباء..
القي القبض على أرشد الذي كان يتنقل بحقيبة مليئة بالنقود والقطع الذهبية.
أغلقت بديعة الهاتف على أمل أن تتصل بعد دقائق لأن عبدالرحمن طلب القهوة لضيوفه.
توقف مترقباً.. المكتب الخالي في مثل هذه الساعة دفعه الى النهوض من مقعده أطل على الغرفة الأخرى حيث باقي موظفي القسم.
رن الهاتف عاد سريعاً..
كانت زوجته زينب تخبره أن الساعة الثانية والنصف وعليه احضار خبز ولبن.
تطلع في ساعته.
وبديعة جالسة قبالته تحدثه عن مؤسساتها لمنحها فرصة تنفيذ بعض أعمال إدارته..
دخل موظفو الغرف الأخرى لتوقيع نهاية الدوام اختفت بديعة..
نهض من مكانه تلمس المقعد المقابل كان حارا وأمام نظرات الموظفين جمع حوائجه، أخرج هاتفه النقال من درج مكتبه.
أدخل نظارته في علبتها، أقفل درج المكتب وغادر الغرفة كما هي عادته بدون توقيع في دفتر الدوام..

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved