أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 2nd October,2001 العدد:10596الطبعةالاولـي الثلاثاء 15 ,رجب 1422

الثقافية

نافذة على الإبداع
إبراهيم يعقوب.. يغرد شعراً
ع. س،
هو ليس من فصيلة البلابل.. هو شاعر يتداوى من آلام الشعر المبرحة.. إبراهيم يعقوب يطل على القارئ من خلال باكورة إنتاجه الشعري الموسوم بعنوان «رهبة الظل»:


«صحا بدءُ ترحالي وأدرك آخره
ولم يدر ما الذكرى ولا من يذاكره
على أثر ما همت به الريح طوَّفت
به الروح والزاد المسجّى مشاعره»

والشاعر إبراهيم يعقوب يوجز في ديوانه مضامين عديدة لا يحاول استعادتها في هذه البرقيات الشعرية المتوامضة.. المضامين هي تلك السطوة الحادة في ألم الشوق، والافراط السافر في وصف منابع العاطفة، والتصوير الفاضح لما تشتهيه الروح، والتوامض البرقي في شعر يعقوب هو ذلك الإيجاز البليغ في وصف عاصفة الشوق، ورسم الفضاء الروحي المفضي الى الرغبة الملحة في وصف حياة الإنسان البريئة.. تلك التي تنمو في مواسم الوجع الأخضر لحظة أن يهطل الغيث ويكون على السهوب ذلك الاخضرار المديد:


«وأنت يا خرائط ابتهاجي
ونكهة التراب في مقامي
أحبك اعتناق وشوشات
وألثم المساء كي تنامي»

(الديوان ص 10)
وللشاعر رؤية شفيفة موحية في جل طروحاته الشعرية، إذ نراه غالباً ذلك الإنسان المثقل في اللواعج والهموم والوعي الحاد.. فتارة نرى الشاعر (إبراهيم يعقوب) يغرق في وصف المرأة التي يأملها أن تكون بجواره.. ذلك الدفء الفطري.. الحاضر في ر غبة الرجل نحو الأنثى.. بل إنه يمعن في سرد تفاصيل عنائه اليومي.. لكنه وصف آسر في لغة تتوشح برد المعاني البليغة والنابضة بكل ما يحمله الحنين نحو عالم الوجد الذي يسكن روح الإنسان وعشقه للجمال.. والبهجة والحبور.
ولم يغفل الشاعر وفي ثنايا ديوانه ذلك البعد الصادق في تجربة الآهة القوية في ذواتنا.. ليتنهد الشاعر يعقوب وبأكثر من بيت ويتلو على مسامعنا شيئا من ذلك العناء اليومي وتلك الفوارق الأسرية والاجتماعية التي تتسع بين شخص وآخر لتجعل من «الحب» قضية، وتجعل من القبح مألوفاً حياتيا محتملاً يجب أن يرضى به الإنسان، لكن الشاعر في هذا السياق هو الضحية المحتملة وهو الأقرب الى الفناء والذوبان من هول ما يراه من تناقض ورفض لمعطيات الحب والشوق الى الأنثى:


«عذراء.. تعبث بالمنى ويفيض منها المستحيل
يصبو إليها السنديان ويشتهي فمها النخيل..»

(الديوان ص 34)
ويأوي الشاعر يعقوب الى أفياء المرأة بحثا عن مرافئ يستعيد بها الذكريات التي يجسد فيها حاجته الى ذلك العالم العاطفي المشحون شوقاً وأملا:
«وأنت الحياة، وما الحب إلا شعاع شفيف
يضيء الطريق
يدل عليك
.. ألا ما أعز الصباح الجميل»
(الديوان ص 42)
ويحاول الشاعر محمد إبراهيم يعقوب تجسيد رؤية الظل ورهبته في الذات من خلال قصيدة حملت اسم الديوان وأشارت الى حالة الوعي التي تصادم العاطفة ولا تجرؤ على تجاوزها ليظل الوعي سياقاً عاماً.. لكن الشاعر ينقاد نحو تلمس الحالة الشجية للإنسان في مواجهة الجمال.. فكيف بشاعر يتداوى من آلام الحب المبرحة بما لديه من كلمات مرهفة، وفطرية متناهية تجسد الرؤية العامة للديوان؟ الشاعر محمد يعقوب له تجارب شعرية متعددة وهو عضو في نادي جازان الأدبي وحاز العديد من الجوائز الشعرية وهو الديوان الأول للشاعر والذي يقع في نحو (100 صفحة) من القطع المتوسط وصمم غلافه الفنان خليل حسن خليل والديوان من منشورات نادي جازان في طبعته الأولى 1422ه.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved