أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 5th October,2001 العدد:10599الطبعةالاولـي الجمعة 18 ,رجب 1422

مقـالات

ضرب المدنيين
أحمد سالم
جميع (العقلاء) الذين شاهدوا أحداث 11 سبتمبر الماضي أدانوا تلك العملية الإرهابية لأنها استهدفت المدنيين والمنشآت الاقتصادية الأمريكية وترويع الناس وتحطيم جدار الأمن والأمان وهو العنصر الأساسي للحياة الطبيعية وذلك يؤثر بشكل كبير على أي دولة سواء كانت في حجم قارة أمريكا الشمالية حجما واقتصادا أو إحدى الدول النامية ولكن (ربَّ ضارة نافعة) فجميع الأمريكيين الذين ولدوا بعد الحرب العالمية الثانية لم يعرفوا معنى التدمير وتحطيم القدرات (وهز القلوب) ولذلك لم تكن لهم ضغوط يمارسونها على حكومتهم ضد بعض مواقفها العسكرية (خارج مجلس الأمن) وقصف المدن والمنشآت بحجة الاشتباه في مصنع أو غيره من التبريرات ولا تنتظر من الآخرين التأييد والاقتناع بالأسباب فهي الخصم والحكم، ورغم أن الأمريكيين تعرضوا لعدد من الهجمات والتفجيرات في مواقع مختلفة من العالم إلا أن تأثيرها كان محدودا. أما العملية الأخيرة وإن كانت محل إدانة فبها عرفت الأجيال الأمريكية (الجديدة) معنى الدمار وانعدام الأمن وفقد كل شيء في لحظة وأنهم ليسوا بعيدين بسياساتهم تلك عن الانتقام فما حدث رغم إدانته لم يكن وليد الصدفة والعشوائية وإنما نتج عن تراكمات سلبية للسياسات الأمريكية الخارجية المزدوجة في كثير من الأحيان ودعمها اللامحدود للصهاينة واستهداف المدنيين بحجج واهية وخارج إطار الشرعية الدولية.
المنطق يقتضي أن تراجع الإدارة الأمريكية مواقفها تجاه كثير من القضايا الهامة وعدم الكيل بمكيالين خاصة مع تأييدها المطلق للسياسات الإسرائيلية المتعجرفة ضد الفلسطينيين وعليها محاولة تخفيف الكراهية ضد كل ما هو أمريكي، لأن زيادة الإجراءات الأمنية فقط ليست كفيلة بمنع ردود الفعل واستهداف مصالحها ومواطنيها في شتى أنحاء العالم وأصبح المواطن الأمريكي يشعر أنه مستهدف دون غيره من شعوب العالم ولا يشعر بالأمن حتى داخل أمريكا ذاتها، الإدارة الأمريكية حاليا تفكر في العمل العسكري الواسع لرد اعتبارها كدولة عظمى وحشد العالم بأسره للانتقام ممن كانوا وراء الإرهابيين الذين نفذوا العملية دون النظر للأسباب الحقيقية وراء تلك العملية التي استهدفت الولايات المتحدة دون غيرها، وحتى العمليات الإرهابية التي حدثت في بعض الدول لم تكن تستهدف سوى الأمريكيين فحسب، فهل تستجيب الحكومة الأمريكية لدعوة مراجعة حساباتها وعدم استخدام سياسة العمل الأحادي خارج (الأمم المتحدة) والسياسات المزدوجة والمواقف الغريبة التي هي في الأساس ضد (المصالح الأمريكية) قبل غيرها.
yysa@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved