أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 5th October,2001 العدد:10599الطبعةالاولـي الجمعة 18 ,رجب 1422

متابعة

كلمة توجيهية لأسرة تعليم البنات من معلمات وإداريات وغيرهن بمناسبة العام الدراسي الجديد
للمعلمة رسالة وللرسالة مطالب
د. على المرشد
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور فالصلاة والسلام عليه وعلى اتباعه إلى يوم الدين وبعد:
إن التربية والتعليم في مفهومهما الإسلامي تعني بالفرد روحياً ونفسياً وعقلياً وجسدياً، وتحقق له نمواً متوازنا بتلبية حاجاته ومراعاة قدراته في اطار ما رسمه الإسلام من قيم وآداب وأخلاق، وسلوكيات.
ولما كان عصرنا الحاضر عصر تربية أكثر من كونه عصر تعليم فقط، ذلك أن التربية هي الروح التي تسيطر على مسارات العمل بالمدرسة، فكل خبرة تربوية يكتسبها المتعلم داخل المدرسة يجب أن تسهم في بناء شخصيته المسلمة ومجتمعه المسلم المتكامل. والهدف منها ينبغي أن يكون واضحاً في غرس الفضائل، وتمكين التعاليم الإسلامية في نفسه.
وهذا يتطلب من أسرة المدرسة المؤلفة من عدة أفراد على رأسهن مديرة المدرسة وزميلاتها من الاداريات وتأتي المعلمة لتكون فرداً ذا دور لا يمكن الاستهانة به، وذات رسالة سامية ليست أي رسالة بل رسالة ذات مطالب تحقق بها دورها كانسانة رائدة في مختلف مجالات العمل المدرسي من حسن أداء للدروس بروح طيبة يملؤها الإيمان، ونفس مطمئنة، وعقل مستنير، وجهد موفور واستفادة من المستجدات، ورعاية ألوان النشاط المدرسي والإسهام الفاعل فيها.
فهي ترتبط بالطالبة ارتباطا وثيقا ومباشرا بل أنها القدوة الحسنة التي نأمل أن تقود المدرسة نحو كل خير جاء به الإسلام، فالإسلام كله خير كما أنه يتطلب منها أن توثق العلاقة بأسرة المدرسة كلها، وأن تحسن معاملة الجميع، وأن تشيع جواً من الطمأنينة والحب والمودة في جنبات المدرسة، لتكون المدرسة منبر إشعاع منير تنير الطريق به وتغرس المعرفة من خلاله وتدعو منه إلى التمسك بالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة.
وفي هذه المناسبة أود أن أوضح للجميع بأن جميع ما تفعله الرئاسة العامة لتعليم البنات من أجل المعلمة من اعداد وتأهيل وتدريب ما هو إلا رافد واحد من روافد العمل، ومعلم من معالم الطريق لها، نثري به حصيلتها التربوية، وحين نضع المعلمة في الاعتبار في كافة خططنا وتوجهاتنا فإننا نحاول بشتى السبل أن نضيف إليها والى خبرتها ما يعود على الجميع بالنفع والخير.
فأنت أيتها المعلمة بلا شك المحور الأساسي، والركيزة الأساسية، في العمل التربوي ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة إذ تمثل فيه الإسلام بكل أبعاده، من قوة العقيدة وإخلاص العبادة، وبذل كل الجهد والطاقة في سبيل الدعوة، وضرب المثل الأعلى لأصحابه في حسن الخلق، وحسن المعاملة، وخشية الله تعالى فهو المعلم الأول والقدوة لنا كما أن مهنة المعلم التي تشرفت بالانتساب إليها هي مهنة الأنبياء والمرسلين عليهم أفضل الصلاة والسلام.
والمعلمة الناجحة هي التي تتزود من مصادر المعرفة ومنافع الخبرة، وتكون على دراية تامة بمكونات المنهج وطبيعة الطالبة التي تتعامل معها وموجبات عملها الذي تراقب فيه ربها، بحيث يعلو في ضميرها المهني على أي رغبة أخرى. ومع كل تطور جديد في العمل التربوي لابد أن تجدد المعلمة خبرتها وتواكب حركة التغيير الذي يتفق مع ديننا الحنيف، وتزود نفسها بالمعرفة الرحبة العميقة لتكون المعلمة مربية أجيال فالمعلمة الناجحة يجب أن تضع نصب عينيها ما يأتي:
التخطيط الجيد للعمل وفق الأهداف المنشودة التي تسعى سياسة التعليم في المملكة لتحقيقها والتي صدرت ضمن وثيقة التعليم.
اكتسابها الفهم الحقيقي لقدراتها وصفاتها المهنية والعمل على تنميتها إلى أقصى حد ممكن، مع القدرة على تطوير نفسها مهنياً وعلمياً بحيث تتمكن من أداء عملها بنجاح مع المعايشة الكاملة لكل متطلبات الحياة المهنية بالمدرسة التي تعمل فيها.
الربط بين النظرية والتطبيق عن طريق وضع ما تعلمته في الجانب النظري موضع التنفيذ، بحيث لا يكون نسخه من الكتاب الذي تقوم بتدريسه، والتغلب على المخاوف التي قد تشعر بها عند مواجهة مواقف الحياة المهنية للتدريس وخاصة إذا كانت معلمة مستجدة.
إدراك الأبعاد الحقيقية لسلوك الطالبات في إطار الواقع الذي يعشن فيه في المجتمع ويعايشنه في المدرسة، وعليها أن تلاحظ وتدرس أنماط السلوك التي تمارسها الطالبة في مواقف مختلفة تتعرف منها على سلوكياتها.
احترام مهنة التعليم وتقدير العاملات والعاملين فيها والافادة من خبرات الجميع من مشرفات ومديرات وزميلات ذوات خبرة سابقة.
التزود بكل جديد في مجال التربية، والرجوع إلى الكتب والمراجع المعنية والمساعدة لها في عملها.
الاهتمام بالمظهر والنظافة والاحتشام بالملبس وحسن المخاطبة وذلك من أجل أن تجعل طالباتها يقبلن عليها بنفس طيبة واحترام وتقدير.
الحرص على التحدث باللغة العربية الفصحى الميسرة، وتدريب طالباتها على التحدث بها، والحرص على إجابة الطالبات عند تساؤلهن بإجابة وافية.
التصرف بهدوء في المواقف غير المتوقعة، وأن تبني أحكامها على أساس تقدير كل موقف ولا تلجأ إلى أسلوب التنفير، وإنما تتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . «إن الله عز وجل لم يبعثني معنفا ولكن بعثني «معلماً». رواه مسلم واحمد واللفظ له. فلا تنفعل بما يضيع معه هيبتها أو تقسو بما يجعل طالباتها ينفرن منها فرسولنا صلى الله عليه وسلم لم يكن فظا غليظا حتى مع كفار قريش كان لينا هينا يحاجهم بالمنطق ويدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة ويجادلهم بالتي هي أحسن.
اعطاء الفرصة للطالبات للتعبير عما يجول بخواطرهن، والحرص على مراعاة الفروق الفردية بينهن، مع متابعة أعمالهن بدقة واعطاء كل واحدة حقها دون زيادة أو نقصان.
استخدام الوسائل المنسابة لكل درس، والحرص على استخدام جهاز الحاسوب والتقنيات الحديثة كلما تيسر لها ذلك.
التمكن من قراءة القرآن الكريم بأحكامه، وتشجيع طالباتها على الحفظ الجيد ووضع الخطط والبرامج التي تجعلها تحفظ القرآن الكريم وتفسر آياته في كافة المواد الدراسية حتى تتحقق الأهداف المنشودة من وراء حفظ كتاب الله تعالى والعمل به.
المحافظة على أخلاقيات المهنة والالتزام بنشرات الرئاسة وتعاميمها الواردة بشأن الامتحانات وتصحيح إجابات الطالبات والعدالة في تقدير الدرجات.
المحافظة على الدوام والالتزام بالمواعيد المحددة في الحضور والانصراف والحرص على وقت الطالبات المخصص لهن إذ هن أمانة في عنقها، ووقتهن هو عمرهن وعمر الدولة وهو نواتج خطط التنمية في الحاضر والمستقبل لذا يجب استثماره فيما يفيد وليكن شعارك أيتها المعلمة «الوقت هو الحياة».
اتباع الوسائل التربوية لتحقيق أهداف المنهج ومتابعة الأعمال التحريرية، إذ هي جزء من النشاط الصفي واللا صفي للطالبة وكل ما يعد من الخبرات التي توفرها المدرسة كي تساعدها في النمو المتكامل وفقا لقدراتها واستعداداتها
أيتها الأخت المعلمة:
إنك سوف تظلين ركناً أساسياً في عملية التخطيط والتنمية، فبلادنا حفظها الله ورعاها قد أوكلت إليك إيجاد فتيات متعلمات وأمهات للمستقبل يخرجن أجيالاً من المواطنين الصالحين، فأنت المربية الأولى لهؤلاء الأمهات وأنت البانية لهذه الأجيال ليس بالتعليم والتلقين بل بالقدوة الحسنة والتربية السليمة. وأنت جزء من اهتمام هذا الوطن وقيادته الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود أدام الله عزه ونصره، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني حفظه الله وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ووزير الدفاع والطيران حفظه الله، رعى الله ولاة أمورنا وأثابهم على ما يقدمونه من جهود خيرة لهذا المجتمع الكريم ولأبنائه وبناته خير الجزاء، وحفظ الله لنا أمننا وطمأنينتنا في ظل عقيدتنا الإسلامية الصافية.
أخيراً لا أنسى أن أزجي التقدير والاحترام لكل معلمة أدركت رسالتها وقامت بها على أعلى مستوى وأكمل وجه وفقكن الله جميعا لكل ما يحبه الله ويرضاه وسدد خطاكن على طريق الخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرئيس العام لتعليم البنات

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved