أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 5th October,2001 العدد:10599الطبعةالاولـي الجمعة 18 ,رجب 1422

عزيزتـي الجزيرة

سبورات في دورات المياه.. تحكي واقعا تربويا مؤلما!
عزيزتي «عزيزتي الجزيرة» تحية طيبة لك ولمن يقرأ حروفك
ولك مني شكري الصادق وإعجابي الفائق.. واستأذنك بالقول: إنني حين أتجول في أرجاء أي مدينة في هذه البلاد الحبيبة، أعتاد النظر الى أنواع كثيرة من السبورات المجانية المنتشرة في كل مكان، أراها على الجدران، وعلى أعمدة الكهرباء، حتى على «سلال المهملات» أكرمكم الله، إنها سبورات سهلة الاستخدام وموجودة لمدة «24» ساعة، ولا ترد أحدا عن استخدامها، والأهم من هذا انها لا تعرف الحدود والضوابط وتستقبل كل ما يكتب عليها، من عبارات غرامية وحانية ومن عبارات تشجيعية للأندية الرياضية وغيرها ولعل هناك نوعا من السبورات هو «دورات المياه» أعزكم الله بأبوابها وجدرانها، وقد تعدى الأمر الى التفاخر بالأنساب داخل دورات المياه!!.
وأقسم لكم بأنني قرأت بأم عيني حوارا «يبدو أنه دام مدة طويلة» بين اثنين على جدار أحد «الحمامات» فهذا يكتب وذاك يرد ويشجب ويستنكر، وكل منهم يدافع عن أصله وفصله، ويكتبها بالخط العريض!! ناهيك عن اللوحات التشكيلية التي يتفنن هؤلاء برسمها على «سبورة الحمام»!!
إنني أقف متسائلا حائرا امام كل ما ذكرت، حتى إن التفكير يكاد يقتلني لا سيما حين نجد هذه المناظر في أماكن تربوية كالمدارس والكليات.. فيا ترى!! ما السبب الحقيقي وراء تفشي هذه الظاهرة؟ هل الفراغ الروحي كما يقولون هل هي حالات نفسية مستعصية؟ أم انها جنون وحماقة وغباء؟ كيف يخرج قلمه من كان في دورة المياه؟ وكيف يقف امام «سلة المهملات» ويكتب براحته ؟ كيف؟ ألهذه الدرجة عجز أهل التربية عن مكافحة هذه العادة قبل انتشارها!! أين البيت وأين المدرسة؟ أين المسجد؟ أين الأساليب التربوية التي نتحدث عنها ونقرأها.. فإذا كنا عاجزين عن توجيه عقول أبنائنا منذ الصغر، كيف بنا والأمة الإسلامية بأسرها تنتظر ما نقدمه لها بعقول واعية وأفكار ناضجة.
ولعلني أضع هذه القضية على مكاتب التربويين، وأوجه إليهم سؤالا يحيرني «هل اللوحات التوعوية في الشوارع والعبارات التربوية على أسوار المدارس لها دور في جعل هذه العادة شيئا مستساغا لدى الأبنا، وزرع هذا المبدأ في عقولهم منذ الصغر؟» إن كان الأمر كذلك فلا بد من منع ذلك من المدارس والشوارع، وإن لم يكن فأفتوني تربويا كي أنقض على سور مدرستي «الذي يغريني بياضه الناصع» لأزينه بالخط والرسم.. وأنثر عواطفي عليه بأسرع وقت..
أسرعوا يا رجال التربية، فالفرشاة والألوان بين أصابعي الآن.. فماذا أفعل؟!!
جميل فرحان اليوسف
سكاكا الجوف

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved