أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 6th October,2001 العدد:10600الطبعةالاولـي السبت 19 ,رجب 1422

الثقافية

السلبيات الاجتماعية في شعر أبي العلاء المعري
محمد عبداللّه محمد الزامل
ليس من المبالغة بحال ان نقرر ان شخصية اديب المعرة ورهين المحبسين ابي العلاء المعري من اكثر الشخصيات الادبية في تاريخ الادب العربي اثارة وثراءً وعمقاً في اللفظ والمعنى، ولقد اتاحت له سعة اطلاعه وحدة ذكائه وصفاء ذهنه ورحلاته العلمية ان ينفرد بصور ادبية )شعرية ونثرية( لم تكن مألوفة أو معروفة بين ادباء زمانه وتمثلت تلك الصور في انتاجه الادبي الغزير ك دواوينه )اللزوميات سقط الزند( ورسائله النثرية ك )رسالة الغفران رسالة الملائكة الفصول والغايات .. الخ( هذا الى جانب ما تميزت به هذه الشخصية الادبية الفريدة من غرابة الاطوار وتنكب المألوف من حياة الناس كإعراضه عن الزواج وامتناعه عن اكل الحيوان المباح وما يخرج منه، اعتمادا على نظرة فلسفية قحة قد لا تتواءم وواقع الحياة الانسانية وما فطر الله سبحانه وتعالى خلقه عليه من فطرة. على ان ابا العلاء المعري وان هبت الفلسفة برياحها على رواسي ادبه لم يكن بمعزل عن الحياة وشؤونها من حوله بل على النقيض من ذلك فلقد حاول ابو العلاء المعري في بدايات حياته وشبابه ان يندمج في تيار الحياة برغم فقدانه لنعمة البصر منذ طفولته المبكرة وان يكون فاعلاً ومتفاعلاً في زحام الحياة إلا أن حساسيته المفرطة ووحشية غريزته وتفكيره العميق المتصل بالاضافة الى آفته الطبيعية قد شكلت سداً منيعاً بينه وبين المجتمع وجعلته وهو الاديب المشهور ينادي من وراء جدران بيته بابياته الشهيرة:


أراني في الثلاثة من سجوني
فلا تسأل عن الخبر النبيث)1(
لفقدي ناظري ولزوم بيتي
وكون الروح في الجد الحنيث)2(

إلا أن اعتزاله لمجتمعهم وابتعاده عن الاختلاط بالناس لم يكن مانعا له من ان يشمل المجتمع بنظرات عميقة نافذة تسلط على عيوب ومثالب هذا المجتمع وتكشف عما كان خافياً من امراضه وادوائه، وعما يتردى فيه الكثير من الفئات الاجتماعية من علل وامراض اجتماعية لا تزال مثار الشكوى في كل زمان ومكان، ولعل من المناسب ان نعرض لحياة ابي العلاء المعري والعصر الذي عاش فيه قبل التعرض لصور الفساد الاجتماعي التي برزت في ادبيات ابي العلاء المعري)3(.
نشأته وحياته:
هو: أحمد بن عبدالله بن سليمان التنوخي نسبة الى تنوخ احدى قبائل اليمن ولد بالمعرة من أعمال حلب سنة 363ه لابوين فاضلين فقد كان ابوه من افاضل العلماء وجده قاضيا للمعرة، فلما بلغ الرابعة من عمره ذهب الجدري ببصره، ولما بلغ سن التعليم اخذ ابوه يلقنه علوم اللغة واللسان وتتلمذ بعد ذلك الى بعض علماء بلدته وفي سنة 392ه غادر المعرة الى بلاد الشام فزار مكتبة طرابلس واللاذقية ولما طوف ببلاد الشام عزم على الرحلة الى بغداد مقر العلم والعلماء ليدرس الحكمة والفلسفة، ولبث في بغداد زمنا بين اخذ وعطاء علمي ووجد في بغداد بيئة علمية صالحة فاخذت اراؤه تظهر وتذيع، وهناك اتصل ولاول مرة بجماعة «اخوان الصفا» وكانوا يلتقون كل يوم جمعة في دار احدهم فأثر اختلاطه بهم في ادبه وعقله، ولم تكد علاقاته تتوثق بالبغداديين حتى فوجئ بنعي امه وكان والده قد توفي قبلها، فأصيب بصدمة شديدة من هذا الحدث، ورجع الى المعرة سنة 400ه حيث اعتزل الناس إلا تلاميذه وقنع من الطعام بالنبات دون الحيوان ولم يتزوج وظل ذلك حاله حتى توفي سنة 449ه.)4(
عصر أبي العلاء:
عايش ابو العلاء عصور التفكك والاضطراب في جسد الدولة الاسلامية الموحدة فلقد تفككت عرى الدولة العباسية وانقسم العالم الاسلامي الى دويلات صغيرة وان ظلت مرتبطة بالخلافة العباسية اسميا وروحيا على الأمل.
وقد كانت امارة حلب التي تتبعها المعرة عرضة للصراع بين الحمدانيين والفاطميين تارة وبين قبائل البدو والروم تارة اخرى)5(.
ومن البداهة والاحوال السياسية في العالم الاسلامي انذاك على ما هي عليه من الاضطراب وافتراق الشمل أن يشيع في المجتمع الكثير من ضروب الفساد الاجتماعي كانتشار الظلم والحيل والنفاق والرياء وانتهاك المحرمات وضياع معالم الدين الاسلامي الحنيف، وسواها من المفاسد والرذائل التي لا تقرها نفس حرة وابية تواقة الى معاني العدل والاحسان والتهذيب والرقي الاجتماعي كنفس هذا الشاعر الفيلسوف وعقله، ولقد كان ابو العلاء واضحاً وصريحاً وجريئاً في الكشف عن هذه المفاسد والافات، حيث حوت قصائده اشارات واضحة الالفاظ والمعاني الى عدد من العيوب الاجتماعية نجتزئ امنها ما يلي:
«الظلم»
الظلم انحراف في السلوك النفسي للانفس حينما تستشعر شيئاً من القوة يجعلها بمعزلٍ عن المؤاخذة والمحاسبة وحينما تفقد تلك الانفس القليلة الشعور بعظمة الخالق عز وجل وقدرته على العقاب والثواب سبحانه والى ذلك اشار ابو العلاء بقوله:


الظلمُ في الطبعِ فالجارات مرهقة
والعرف يستر والميزان مبخوس)6(
والطرفُ يضربُ والأنعامُ مأكلةٌ
والعيرُ حاملُ ثقلٍ وهو منخوس)7(

وبقوله:


الظلمُ أكثرُ ما يعيشُ به الفتى
وأقلُ شيءٍ عنده الإنصافُ
مُنِعتْ من القسمِ الحقوقُ كأنها
رجزٌ تهافت ماله انصاف)9(

انتشار الجهل والفقر:
برغم بلوغ الحضارة الاسلامية قمة ازدهارها العلمي والادبي في عصر ابي العلاء الا ان معالم التراجع في انتشار التعليم وشيوعه قد وضحت للعيان وكان ذلك التراجع محصلة للقلاقل والفتن والاضطرابات التي يموج بها العلم الاسلامي، هذا بالاضافة الى ان الطابع الفردي البحت للتعليم انذاك، وقل مثل ذلك في الضمانات الصحية والاجتماعية مما يجعل الجهل والفقر من ثوابت ذلك العصر الغابر، والغلبة للقوة فلا عجب وان ينشد ابو العلاء:


ولما رأيتُ الجهلَ في الناس فاشياً
تجاهلتُ حتى ظُنَ أني جاَهِلُ
فوا عجباً كم يدعي الفضل نَاقِصٌ
ووأسفاً كم يُظهرُ النقصَ فاضل)10(

ويعلق ابوالعلاء على انتشار الفقر وتحامل المجتمع على الفقير:


كنت الفقيرَ فخُطئتْ لك صبب
ورزقت إثراء فقيل مُوَطِسُ)11(

وقال:


الفقرُ موتٌ غير ان حليفه
يرُجىَ لهُ بتحولٍ انتشارُ

شرب الخمور:
حرم الاسلام بصورة قاطعة ونهائية شرب كل مسكر ومخدر بكثيره وقليله، وانطلقت حكمة التشريع الاسلامي من اضرارها الاجتماعية والصحية والمادية والروحية، الا ان دواعي الضلال وتزيين الشيطان حدا بضعاف النفوس الى معاقرة بنت الحان، ولقد سجل ابو العلاء نقده للخمر وشاربيها في اكثر من موقف وبشدة حيث قال:


إياكَ والخمر فهي خالبةٌ
غالبةٌ خاب ذلك الغُلبُ
خابيةٌ الراح ناقةٌ حَفُلت
ليس لها غير باطل حلب
أشأمُ من ناقة البسوس على النا
س وان نيلَ عِندها الطلبْ
افضلُ مما تضُمه كؤوسها
ما ضمنته العساس والقلبْ)13(

ومن ذلك قوله:


لا اشرب الراح ولو ضمنتُ
ذهاب لوعاتي واحزاني
مخففا ميزان حلمي بها
كأنني ما خف ميزاني)14(

وقوله:


توخ بهجرام ليلى فإنها
عجوزٌ اظلت حي طسمٍ ومأربِ)15(
دبيبُ نمالٍ عن عقارٍ تخالها
بجسمك شرٌ من دبيب العقارب
عدوة لبٍ سلت السيف واعتلتْ
به القوم إلا انها لم تُضارب
تعري الفتى من ثوبه وهو غافلُ
وتوقع حرب الدهر بين الأقارب)16(

الغدر:
والغدر من رذائل الاخلاق التي لا يخلو منها مجتمع إنساني ويمثل الطعنة في الظهر تأتي من حيث لا تحتسب وتزداد الفاجعة حينما يكون الغدر بين الاصدقاء والاصفياء ومن مأمنه يؤتى الحذر، والى هذه السجية اشار ابو العلاء بقوله:


تهوي الثُريا ويلينُ الصفا
من قبل ان يوجد اهل الصفاء
واستشعر العاقل في سُقمه
ان الردى مما عناه الشفاء
قد فقد الصدق ومات الهدى
واستحسن الغدر وقل الوفاء
واعترف الشيخُ بابنائه
وكلهم يُنذِرُ منه بانتفاء
رباهُم بالرفِقِ حتى إذا
شبو عنا الوالدُ منهم جفاء)17(

الغش:
بجانب المعنى الخاص للغش وهو التدليس في البيع والشراء وامور التجارة فان معناه العام ينسحب على التدليس والنصب والاحتيال في كافة شئون الحياة ومختلف نواحيها وقد سلط ابو العلاء اضواء أدبه على محترفي هذه النقيصة المشينة بقوله:


قد عمنا الغِشُ وازرىَ بنا
في زمنٍ اعوز فيه الخصوص
ان نُصِحَ السلطان في امرِه
رأي ذوي النصح مثل الشصوص
وكلُ من فوق الثرى خائنٌ
حتى عدول المصر مثل اللصوص)18(

وبقوله:


قد كثر الغِشُ واستعانت
به الاشداءُ والاركه
فما ترى مِسكة مجالٍ
إلا وقد مزجت بسكه
ولم يجد سائلٌ عليماً
يزيل بالموُضحاتِ شكه)19(

النفاق:
النفاق مرض اجتماعي يفشو في المجتمعات حينما تختفي معاني العدل والاحسان وعندما يخفت صوت الحق ويعلو صوت الباطل من قول وعمل وقد نفر ابو العلاء من النفاق والتملق والتزلف نفوراً شديدا وجسد ذلك بقوله:


امسى النفاق دروعاً يُستجنُ به
من الأذى ويُقوي سردها الحلف
تُرجي الحياة اذا كانت مودعة
وقلَ خيرُ حياةٍ حشوها كلفُ
قد مزجوا بالنفاق فامتزجوا
والتبسوا العيان واشتبهوا
وما لأقوالهم اذا كُشفت
حقائق بل جميعها شُبه
قد ذهبت عَادُهُمُ وجُرهُمُها
وهم على ما عهدت ما انتبهوا)20(

التنجيم والشعوذة:
أولع الناس ومنذ الأزل باستقراء الغيب ومعرفة المجهول، تحقيقاً لأغراض متعددة في الانفس كالاطمئنان على المستقبل والرغبة في الامان وطمعاً في الاثارة وسلكوا في ذلك السبيل طرقاً متعددة كرصد النجوم ومعرفة الطوالع وقراءة الكرة وما اشبه ذلك من وسائل، حتى لجأوا الى طرق منافية للعقل والتفكير الصحيح، واصبح هذا الباب مدخلاً للدجالين والمشعوذين على مر التاريخ، ومع ان علم الغيب مما استأثر الله سبحانه بعلمه الا ان الانفس لم تزل تواقة الى استقرائه، ولقد سخر ابو العلاء بمرارة من هؤلاء الضعاف العقول الذين لم يزالوا يترددون بين منجم ومشعوذ فقال:


لقد بكرت في خُفها وازارها
لتسأل بالأمرِ الغريرَ المُنجما
وما عنده علمٌ فيخبرها به
ولا هو من اهل الحِجاَ فيرجما
يقول غداً او بعده وقعُ ديمة
يكون غياثاً ان تجودَ وتَسجُما
ويوهِهمُ جُهالَ المحلة انه
يظلُ لاسرار الغيوب مُترجما)21(

وفي قصيدة أخرى


سألت منجمها عن الطفل الذي
في المهد كم هو عائشٌ من دهره
فأجابها مائة ليأخذ درهماً
واتى الحِمامُ وليدها في شهره)22(

فقدان التكافل الاجتماعي
وضياع معالم الدين:
ارسى الاسلام الحنيف اسس التكافل والضمان =الاجتماعي بين افراد مجتمعه من خلال التشريعات الاسلامية الخاصة بهذا الشأن والتي اوجبت الزكاة والكفارات وسنت الصدقات وذلك تطهيراً للمال وحفظاً لتوازن المجتمع الاسلامي واشاعة ابعادٍ انسانية في المجتمعات الاسلامية، الا ان بعض فئات المجتمع وفي مختلف الازمنة والامكنة لم يتجاوبوا مع هذا التشريع السماوي الحكيم فنراهم يتهربون ويماطلون بشتى الطرق في اعطاء واخراج ما اوجبه الله سبحانه وتعالى عليهم من حق ويغمضون عيونهم ويصمون اذانهم عن انين الملهوفين واستغاثات المساكين، ونرى ابا العلاء المعري يلفت الانظار الى هذه الفئات المتغافلة عن حق غيرها ويبين ما للزكاة من اثر في اصلاح حال المجمعات فيقول:


ياقوتُ ما أنتَ يا قوتٌ ولا ذهبُ
فكيف تُعجِزُ أقواماً مساكينا
واحسبُ الناس لو اعطوا زكاتهُمُ
لما رأيت بني الإعدام شاكِينا
فإن تعِشْ تبصر الباكين قد ضحكوا
والضاحكينَ لِفُرطِ الجهل باكينا
لا يتركن قليلَ الخير يفعلُه
من نالَ في الأرض تأييداً وتمكينا)23(

ولعل من الاسف بمكان ان هذا التدهور في جوانب التكافل الاجتماعي كان اتصالا بما لحق الجوانب الدينية الاخرى من تدهور وضياع لمعالمها في عصر ابي العلاء.
وبعد فتلكم لمحات معبرة من تصوير ابي العلاء المعري لبعض جوانب الفساد الاجتماعي في عصره المضطرب والمشحون بتيارات سياسية وادبية ومذهبية شتى، انعكست من خلال اشعار رهين المحبسين فكانت اضواءً باهرة من فيض عبقريته وحكمته سلطها على معايب عصره ومجتمعه فجاءت خير مرآةٍ لبعض تلك العيوب، والله ولي التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المراجع والهوامش:
1 النبيت: الشرير، والابيات تعبر عن اعتزال الشاعر للدنيا واهلها.
2 ابو العلاء المعري: ديوان اللزوميات: نشر: دار صادر دار بيروت للطباعة والنشر بيروت: 1961م: ط1 ص 249 .
3 الاستاذ:نيس الخوري: الروحية في الشعر العربي: مجلة العربي: الكويت: عدد 85 : شعبان 1385ه ديسمبر 1965م ص 104 .
4 احمد حسن الزيات: تاريخ الادب العربي: مطبعة الرسالة: القاهرة: الطبعة الحادية عشرة: ص 292 .
5 د. حسن ابراهيم حسن: تاريخ الاسلام السياسي والثقافي والاجتماعي: نشر مكتبة النهضة المصرية: القاهرة: الطبعة السابعة: 1965م: ج 3: ص 365.
6 مرهقة: محملة من الظلم ما لا تطيق، العرف: المنجوس: المنقوص.
7 ابو العلاء المعري: اللزوميات: ج2 : ص 26 .
9 اللزوميات: ج2 ص 158، منعت من القسم الحقوق: اي منعت مما هو مقسوم لها.
الرجز: بحر من بحور الشعر، تهافت: تساقط، ويلاحظ غموض وجه الشبه في البيت.
10 ابو العلاء المعري: ديوان سقط الزند: نشر: دار صادر: بيروت: دار بيروت للطباعة والنشر: 1963م: ص 194.
11 اللزوميات: ج2: ص29، الموطس: المصيب فيما يفعله 11م: اللزوميات ج1: ص 450
13 اللزوميات ج1: ص 609، البسوس: الناقة التي بسببها قامت الحرب بين تغلب وبكر في الجاهلية، والمعنى في البيت الاخير تفضل اللبن على الخمر.
14 اللزوميات: ج2 : ص 572.
15 ام ليل والعجوز: من القاب الخمر، طسم: قبيلة من العرب البائدة: مأرب من مدينة باليمن.
16 اللزوميات:ج1 : ص 147
17 اللزوميات: ج1 ص 71.
18 اللزوميات: ج1 ص 88، الشصوص: اللصوص.
19 اللزوميات: ج2 ص236، السكة: العمله، الارك: الضعفاء، المسكة: واحده المسك: الطيب المعروف، مسكه: نوع من الطيب المصنوع يغش به المسك.
20 اللزوميات: ج2 : ص 154 ص 608.
21 اللزوميات: ج2 : ص 424 .
22 اللزوميات: ج2 : 570 .
23 ج2 : ص 517 .

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved