أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 8th October,2001 العدد:10602الطبعةالاولـي الأثنين 21 ,رجب 1422

المجتمـع

الشيخ العمري يتحدث عن السحر والمسحورين:
لم تتأكد صحة إحراق الجن للمنازل
في عهد السلف الصالح لم تفتتح عيادات للرقية الشرعية
* لقاء عبدالرحمن العطوي:
السحر ذلك الفعل الشرير المدمر للأسر والجماعات من يفعله فقد انتزع من قلبه الايمان وانجرف الى الكفر والعياذ بالله ناسياً ومتناسياً ان هذا الفعل كبيرة من الكبائر.
واصبح البعض يخلط بين المسحور والموهوم بالسحر واصبح البعد عن الله وعدم التحصن بالادعية المعروفة له دور في ذلك حتى ان البعض استغل من اصابه السحر والوهم بالسحر من اجل الكسب المادي مستغلاً رغبة المرضى في الشفاء مما اتاح لهؤلاء الدخول في مجال الرقية وهم مستترون بها وفعلهم كفعل السحرة والمشعوذين لاستغلالهم الموهومين بالسحر واستنزاف جيوبهم وتأكيدهم للموهومين بانهم مسحورون بالفعل وتركهم في حالة نفسية سيئة ومثل ذلك يحدث كل يوم وادخل الناس في دوامة بين تصديق مثل هؤلاء ومعرفة الصادق من الكاذب.
الجزيرة التقت بفضيلة مساعد رئيس المحكمة المستعجلة بتبوك الشيخ ناصر بن محمد العمري والذي القى الضوء على كل مايتعلق بالسحر وذلك عبر الاسطر التالية:
د. التركي يقدِّم درع الرابطة للدكتور الشريف
* السحر مرض اجتماعي خطير وفتاك يضر بالمجتمعات ويدمر الأسر والجماعات نود ان تحدثنا عن هذا المرض الخطير والخلاص منه؟
السحر فعل مذموم وكبيرة من كبائر الذنوب شدد فيه المولى ايما تشديد وحذر منه غاية التحذير، واستحق فاعله لقب الكفر واعلن المصطفى ان حده ضربة بالسيف فالساحر شخص مريض القلب، ضعيف العقل، سقيم الفهم، بعيد عن الحق، قريب الى الشر، بطيء في عمل الخير، سريع في عمل الضر، فحري بمن هذا وصفه ان يمقت ويبغض ويفضح امره ويشهر به فكم من صحيح قد لحق به الضرر وتفرق بسببه الاصحاب والآباء عن اولادهم وكم من بيوت فيها شاكية وشاكٍ تسمع انينهم ويظهر لك حزنهم وكل ذلك قد يكون بسبب هذا المارد الخبيث ومن اعانه وسار في طريقه من ذوي الهوى والضلال الذين هم مهددون بلقب الكفر فلا بد اذن من محاربة هؤلاء الظلمة، وكشف استارهم واظهار عوراتهم حتى يظهروا توبتهم او ينالوا عقابهم وبذهابهم وقطع دابرهم يسلم المجتمع من شرورهم، نسأل الله ان يطهر مجتمعاتنا منهم وان يعافي من ابتلي بسببهم.
* دخول «الجني» في جسم الإنسان ثابت باتفاق اهل السنة وهذا امر مشهور ويدخل في المصروع ويتكلم بكلام لايعرفه وقال النبي صلى الله عليه وسلم «ان الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم» متفق عليه ماقول فضيلتكم لمن يشكك في مسألة مس الجن بالإنس؟
مسألة دخول الجان في بدن الإنسان تكلم عنها العلماء وليس هناك في الحقيقة مايمنع من تصور تلبس الجان بالانسان لان الجن اجسام لطيفة لاتُرى بالعين المجردة ولهم قدرات خارقة منحهم اياها الخالق سبحانه وتعالى والعقل السليم المستنير بنور الوحي لايمكن ان ينفي تصور تلك الحقيقة والذين نكروا ذلك انما أنكروه لان عقولهم بعدت عن تصوره، بينما دخول الجني في جسم الانسان امر غيبي فلم يكن بوسع بعض العقول تحمل معاناة الكلل والتعب العقلي فسبب ذلك عجز التصور ثم نتج عنه نفي الحقيقة، لكن هذا امر خطير يجب ان ينتبه له كل انسان لان إعمال العقل وحده ولاسيما في قضايا الغيب قد يؤدي في كثير من الاحيان الى شطح في التفكير وشطط في القول وكم زلت اقدام بمثل هذا وما انكر من انكر قضايا الغيب الا بسبب اقحام العقل في امور لايستطيع الانفراد بابراز حقيقتها دون الاهتداء بنور الوحي فالعقل طاقة محدودة يجب ان تقف عند حدودها، ومن يتعد تلك الحدود فقد ظلم نفسه وهناك امور كبيرة يريد كثير من الناس اقحام العقل فيها ويطالب دائما بمعرفة كنهها مع انها قد تكون من اسرار الخلق ثم لايلبث ان ينتكس او يرتد والعياذ بالله، ولو سألت هذا المسكين الضعيف عن ايسر المسائل المتصورة فقد لاتجد لديه اجابة عليها، اعود فاقول انه رغم القول بدخول الجان في بدن الانسان الا انه لايمكن القول ان كل حالة مرض يصرع فيها الانسان او يتكلم فيها بعد او قبل انصراعه تكون بسبب الجن بل قد تكون لاسباب اخرى فقد يهذي المريض بسبب مرض نفسي او عضوي بهذيان يظن معه الناس ان الجان نطق على لسانه مع انه قد لايكون هناك اختلاف في الصوت والكلام فالصوت هو صوت المريض والكلام هو كلامه وكم من الناس اتخذ من هذه الطريقة حيلة للوصول لمآرب اخرى وهذا قد رأيناه وتأكد لنا في قضايا كثيرة تم نظرها شرعاً من قبلنا كانت نتيجتها على خلاف مايظنه الناس بل على خلاف ماكان يظنه اصحاب الرقية الشرعية، فلا بد من التنبه الى هذه المسألة ايضا وعدم الدخول فيها بجزم حتى لايتسلل عن طريقها اهل الاهواء واصحاب المقاصد الفاسدة.
* كثير من الناس الذين يشككون في مرض شخص يلجؤون لبعض الدول المجاورة ويدفعون الاموال لمن يدعون المقدرة على العلاج مستخدمين هؤلاء الدجالين طلاسم وبدعاً ما أنزل الله بها من سلطان مانصيحة فضيلتكم لمثل هؤلاء الناس؟
نصيحتي لنفسي ولكل مسلم ان يخاف الله، وان يبتعد عن كل مايبغضه من الاقوال والافعال واخص بالوصية من ابتلي بالذهاب للسحرة والدجالين فان حال هؤلاء كالمستجير من الرمضاء بالنار فهم يذهبون اليهم ويعودون بالخسران في الدنيا والآخرة ان لم يتوبوا ثم ان اعلان النبي صلى الله عليه وسلم بأن من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد يؤكد القول بالخسران فهؤلاء الدجالون يبيعون الوهم للناس ثم يسلبون منهم اموالهم ويضيعون عليهم دينهم ثم لاتسل بعد ذلك عن حالهم فيا اهل الايمان توجهوا بقلوبكم للرحمن واقطعوا برجائكم المسير الى الكهان تجدوا العافية والراحة والاطمئنان.
* البعض يعتقد ان الانسان «الممسوس» لايحدث له مثل ذك الا بفعل فاعل فهل لفضيلتكم ايضاح لهذا الأمر الذي قد يجهله الكثير من الناس؟
مس الجان للانسان قد يكون بسبب داخل وقد يكون بسبب خارج اما السبب الداخل فمن الانسان نفسه حينما يتعطل لسانه عن ذكر الله ويخلو قلبه من محبة الله ورسوله فلا تسل عن حاله في ذلك فلن تراه الا مطرقاً برأسه قد غلبته وساوس الشيطان وافكاره فكثر همه وزاد غمه وعلا حزنه فليس له عند ذلك الا الالتجاء الى الله وطلب الغوث منه حتى يذهب عنه ما المَّ به.. وأما السبب الخارج فعندما يتعرض الشيطان للانسان لالحاق الضرر به وهذا لن يكون الا باذن الله فهو ابتلاء من الله وقد يلحق بهذا خوف الانسان من الجن الآية «وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن» كما ان الانسان قد يلحق الاذى بالانسان فيعود عليه مثل ذلك الاذى او الكيد منه، كما ان المس قد يكون بسبب فعل فاعل من ساحر ونحوه، وفي هذا يقول الله تعالى «وماهم بضارين به من احد إلا بإذن الله..الآية».
* كثر في الآونة الأخيرة الرقاة الذين يلجأ اليهم الناس لعلاج من يشكو انه به مس واصبح بعض هؤلاء الرقاة يستخدمونها من اجل الكسب المادي موهمين البعض بانهم قادرون على المعالجة فهل لفضيلتكم توضيح لذلك؟
لاشك ان الرقية الشرعية عمل جائز بل قد يكون مستحباً اذا دعت الحاجة الماسة الى ذلك ولاسيما في هذا العصر الذي كثرت فيه الامراض النفسية والحالات الوهمية التي لايجوز ان تعالج بأوهام الدجالين والسحرة والمشعوذين بل تعالج بما ترتاح له النفوس وتطمئن له القلوب ولكن مع هذا لاينبغي ان يفهم ان الرقية الشرعية تحمل طابع الاحتكار على اشخاص معينين بل ان قراءة المريض على نفسه وتوجهه الى ربه خير من قراءة الآخرين عليه ودعائهم له، وفي كل خير ولكن كما قيل «ماحك جلدك مثل ظفرك» وعندما غاب هذا الفهم الصحيح عند كثير من الناس اصبحوا يتعلقون بالاشخاص ويندفعون اليهم زرافات ووحدانا حتى طمع من طمع فاتخذ ذلك وسيلة للكسب المادي فلم يعد عمله نافعاً ولاكسبه مباركاً بل دخل في ذلك من لاعلم له ولافهم له ولاهم له سوى جمع المال مستغلاً رغبة المريض في الشفاء ولو انه احسن القصد واجاد الطريقة وابتعد عن المخالفات التي يقصد من ورائها لفت الانتباه وترك الخوض فيما لاعلم له فيه وابتعد عن اصدار الاراء والاحكام العارية عن الدليل التي كثيرا ماتسبب القطيعة وتورث الاحقاد واكتفى بقراء، الاوراد ثم قنع بما اتاه الله بعد ذلك لكان حسناً، ولكن للاسف الشديد ان المشاهد في كثير من هؤلاء يخالف ماهو مطلوب حتى ان بعضهم نصح مراراً وتكراراً فلم يلتزم سبيل النصح حتى أُقيل.
ولابد في الحقيقة من مراقبة هؤلاء مراقبة دقيقة لان وجود الرقيب يمنع التمادي في الاخطاء ولاسيما انه لم يعهد عن السلف الصالح ان تفرغوا لهذا العمل، او أقام احدهم دوراً للرقية الشرعية ثم كم من شخص قد دخل في هذا المجال مستتراً بالرقية الشرعية ثم تبين انه يعمل في الخفاء كما يفعل السحرة والمشعوذون والعياذ بالله.
فهذه قضية خطيرة يجب التنبيه لها والعمل على ايجاد الحلول المناسبة لها لانني لم اجد سالكاً في هذا الطريق بصدق وحاملاً فيه لواء النصح الا القليل.
* اشتعال النيران في المنزل اصبحت كالظاهرة وكثيرا مانسمع عن حدوث حرائق في بعض المنازل دون فعل فاعل فهل هذه الحرائق تحدث بفعل الجان؟
الجزم بان تلك الحرائق تحدث بفعل الجان يحتاج الى دليل، ولا اعلم دليلاً على ذلك سوى بعض المشاهدات التي تحمل الصواب والخطأ.
بل انني اقول من واقع تجربتي في نظر مثل تلك القضايا انها الى الخطأ وعدم الصحة اقرب، مع انه لاينكر ان الجان قد يكون سبباً في الاحراق فهذا من اسهل الامور عليه بل ان الجان مخلوق من مارج من نار لكن ان يقال ان هناك نارا تحترق وان الجن هم السبب فانه لايجوز تصديق مثل ذلك حتى يشهد العدول والثقات انهم رأوا تلك النار تحترق امامهم فجأة دون ان يروا من يقوم باحراقها وهذا مالم يتأكد لي حتى الآن.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved