أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 8th October,2001 العدد:10602الطبعةالاولـي الأثنين 21 ,رجب 1422

الثقافية

الكتب الأكثر مبيعاً
إعداد محمود سيد يوسف
تهامة
* الرياضة والغذاء قبل الطبيب والدواء، نديم المصري.
* طرائف ومسامرات، محمد رجب البيومي.
* العمل مع الأمريكان، جويل والاشي.
* الإسلام والغرب، زكي الميلاد وتركي الربيعو.
* الإيمان والتقدم العلمي، هاني رزق وخالص جلبي.
* الإعلانات التجارية دليلك إلى السوق، جوفيتال هيوستن.
* مغامراتي ضد التيار، شريف رياض.
* مراهقة بلا أزمة، أكرم رضا.
دار ابن حزم
* نحو أمن فكري إسلامي، رضوان الطلاع.
* ثقافة الكمبيوتر، محمد عبدالمنعم.
* الإنترنت، إبراهيم البنداري.
* دراسات في تاريخ اللغة العربية، حمزة المزيني.
* الاتصالات والمعلومات والتطبيقات التكنولوجية، سعد الهجرسي.
* المسلمون والنظام العالمي الجديد، عبدالله اللحيدان.
دار الرفاعي
* التربية البناءة للأطفال.
* الإعلام الصهيوني، عدد من الباحثين.
* المؤامرة على المرأة المسلمة، السيد أحمد فرج.
* المجموعة الشعرية «الأعمال الكاملة»، غازي القصيبي.
* قراءات في التربية وعلم النفس، إبراهيم مطاوع.
الدار السعودية
* التدخين وأضراره على الجسم والعين، إبراهيم عامر.
* الميكافيلية والدبلوماسية في العلاقات الأمريكية العربية، توفيق الشاوي.
* مآربهم من البترول، عمر حليق.
* رحلة الضياع للإعلام العربي، يوسف العظم.
دار طويق
* أمور تهمك، عبدالمطلب حمد عثمان.
* لا تيأس، أحمد بادويلان.
* مسابقات أهل القرآن، اللجنة الثقافية بدار مريم بنت عمران.
* موسوعة الريجيم والرشاقة، صلاح بادويلان.
* الصحة والغذاء، عبدالعزيز العثيمين.
* الوصايا الذهبية للمرأة العصرية، هيا بنت مبارك البريك.
* دماء على الطريق، صلاح بادويلان.
الرشد
* تناقض أهل الأهواء والبدع في العقيدة، عفاف حسن مختار.
* عيون المجالس، اختصار: عبدالوهاب علي البغدادي.
* العلم الهيب شرح الكلم الطيب، بدر الدين العيني.
* لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية، تحقيق عبدالله محمد البصيري.
العبيكان
* تأمين مستقبل المنشآت العائلية والتجارية، عبدالمجيد البطاطي.
* بناء علاقات أفضل في العمل، دونالد ويز.
* غذاء الأسرة وصحتها، أيمن مزاهرة.
* سيادة الدول في ضوء الحماية الدولية لحقوق الانسان، يوسف باسيل.
* العولمة: مشاهد وتساؤلات، نايف علي عبيد.
* 365 طريقة تهدي طفلك الباكي، جوليان أورنشتاين.
الكتاب: رسالة إلى الغرب
المؤلف: رنا قباني، ترجمة: صباح قباني
سنة النشر: 2000م (111ص، 20X14سم)
ينبه هذا الكتاب الى خطر ذوبان المسلم والعربي في المجتمعات الغربية والانسلاخ عن الجذور والتنكر للتراث، كما ينقل صورا واقعية عن المعاناة المادية والنفسية للمسلمين والمقيمين في الغرب وما يعيشونه من صراع بين القيم الاسلامية والعربية وبين قيم المجتمعات الغربية التي وجدوا أنفسهم مزروعين فيها، وما يتعرضون له من عنف وعسف وتجاهل من الحضارة الغربية وانسانها المتمدن! وهو موجه أيضا وبشكل آخر للقارىء الغربي لاطلاعه على ملامح انسانية مضيئة من حياة الانسان المسلم لم يتح له ان يعرفها بفعل الجهل أو التجاهل. أما المحرض الذي دفع الكاتبة الى توجيه هذه الرسالة، فهو ما رأته في الغرب الذي تعيش فيه من امعان في ذلك التشويه ومن تحين للفرص كي يسدد الغرب نحو المسلمين سهامه الجاهزة، وكانت احدى هذه الفرص قضية «سلمان رشدي» وآياته الشيطانية التي تذرع بها الغرب ليشن على العرب المسلمين حملة مسعورة بدعوى الدفاع عن الكاتب وكتابه، وعن الفكر الحر الذي يدّعون، لكن الذي استبان حقا هو ان عداوة الغرب للشرق لم تتم فصولها، والسيوف الصليبية لا تزال مشهرة في وجوه المسلمين والعرب مثلما كانت عليه في القرون السابقة.
تقول المؤلفة حول ذلك وفي معرض تقديمها للكتاب:«هذا كتاب أنشأته امرأة مسلمة كانت كمن استخفت قبل ان تخرجها قضية «سلمان رشدي»، فعندما لدغتني الكراهية العنصرية التي أطلقتها هذه القضية في الغرب، بدأت أمعن النظر في أمر كوني مسلمة تعيش فيه، كنت في حاجة لأن أعيد تفحص ولاءاتي من جديد، ورحت أفكر: ترى أي نمط من المسلمين أنا؟ والى أي مدى قد تغربت؟ وبدا لي أني انحشرت بين خصومتين عاتيتين: حكم بالموت غير مستساغ، أصدره الخميني على كاتب سخر من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وإدانة فظة وجهها الى الغرب الى حضارة وصفها بأنها ناشزة وهمجية، ووجدتني بين هذين الموقفين أتساءل: هل سيظل بمقدوري أن أمضي في العيش في هذا الغرب دون أن أرتكب خيانة بحق جذوري الاسلامية؟ «لذلك سطرت كتابها بهذا التمهيد:» عندما كتبت «رسالة الى الغرب» لم أكن أنظر الى نفسي كامرأة مسلمة متدينة على وجه التحديد، فايماني كان مسألة شخصية لا تتعداني، غير ان العيش في الغرب حيث تتفجر كل يوم مواقف مغرضة ضد الاسلام والمسلمين، دفعني الى ان اقرر الخروج على الناس كامرأة مسلمة بعدما رأيت ان ديني أصبح عرضة لتهجمات قوى سياسية ذات مصلحة في ان يبقى المسلمون مسحوقين».في هذا الكتاب كما يظهر من مقدمة المؤلفة، سرد واقعي لحياة المسلمين في الغرب وهو يعتبر امتدادا لكتابها الأول «أساطير أوروبا عن الشر لفق تسد» الذي صورت فيه الرؤية الغربية المشوهة للعرب والاسلام، وعشرات المواقف السلبية التي يدعمها الاعلام الغربي ويؤكدها ضد المسلمين مهما كانت مواقعهم هناك، كما يشير الى ان عدد المسلمين الأوروبيين يزيد على عشرين مليونا، وهم أسرع الأقليات الدينية نمواً، إلا أنهم يتعرضون في كل أرجاء هذه القارة ذات المظهر الحضاري، لشتى أنواع العسف، فهم أفقر الناس وأسوأهم سكنا، ونسبة البطالة بينهم تصل الى ثلاثة أضعاف معدلها بين السكان كافة، نتيجة المواقف السلبية غير الانسانية أو القانونية من أصحاب الأعمال تجاه هذه الأقلية المسلمة، ناهيك عن العنف العنصري الذي يتعرضون له، حيث تشير الكاتبة الى ان غالبية الهجمات ذات الدافع العنصري التي تقع في أوروبا وتؤدي الى القتل والايذاء الجسدي إنما تستهدف المسلمين:«لقد أصبح من الواضح ان الاعتداءات العنصرية والدينية التي تستهدف المسلمين قد غدت وباء مستوطنا في معظم المدن الغربية، ولا تنفك وتيرتها تتسارع باستمرار..»
وفي اشارة صريحة الى ما يرتكب باسم الاسلام من بعض المتطرفين تؤكد الباحثة موقفها قائلة:«إنني أحمل لواء حضارتي الاسلامية دون ان ينتابني أي خجل بسببها ولكنني لست بأي حال من الأحوال، بصدد الدفاع عن كثير من العسف المرتكب باسم الاسلام، فأنا أعترف بأن ثمة شوائب وهنات، إلا أنني حاولت في هذا الكتاب أن أصور ما هو عندي إرث عظيم الايجابيات».
الكتاب: علم اجتماع الفن
المؤلف: عن خليل العمر
سنة النشر: 2000م (24X 17سم)
يعتبر مجال «الفن» كدراسة وتحليل ونظريات، من الميادين التي لم يلجها علم الاجتماع، سواء أكان ذلك على صعيد انتاجه أو معاييره أو أنماطه أو أفراده، ويشار إليه الفن كأحد أوجه الثقافة الاجتماعية والتطور الاجتماعي. وقد انحصرت الكتابة عنه في الأدبيات العربية ضمن مجال فلسفة الجمال على شكل تراجم ومؤلفات. ولم ترد كتابات عنه ضمن علم الاجتماع.
وهذا الكتاب يحاول تقديم هذا المجال الجديد في علم الاجتماع عبر رصد ودراسة صوره واتجاهاته وألوانه واخضاعها للتفسير والتحليل الاجتماعي. ويرجع المؤلف أسباب اهمال هذا المجال من أدبيات علم الاجتماع من قبل علماء الاجتماع أنفسهم، الى ان الفنانين بمختلف توجهاتهم، لم يشكلوا مركز قوة سياسية أو اقتصادية في المجتمع، كما أنهم لا يشكلون رموزا ثقافية ضاغطة في عملية التغير الاجتماعي، فضلا عن عدم تمثيلهم لحركة فكرية مؤثرة على الساحة الفكرية داخل المجتمع.
قسّم المؤلف كتابه الى عدة فصول: تناول الفصل الأول: الخلفية التاريخية لتطور الفن عبر المجتمعات الانسانية، أما الفصل الثاني فقد عرض المراحل الاجتماعية التي مر عبرها النسق الفني عبر التاريخ، وفي الفصل الثالث، اقتصر المؤلف على تحديد الاطار الاجتماعي للفن، مجيبا على هذا التساؤل: لماذا ندرس علم اجتماع الفن؟ وجاء الفصل الرابع ليوضح كيف ينشأ الفنان اجتماعيا وفنيا في الأسرة والمدرسة والمجتمع المحلي، أما الفصل الأخير فقد قام بتوضيح المفاهيم المتداولة في ميدان الفن والمنهج الذي تتبعه دراسات الفن والنظريات الاجتماعية التي تناولت موضوع الفن وتعاملت معه ليس بشكل مستقل بل ضمن طرحها نظريات اجتماعية عامة.
من الكتاب:«.. ان اهتمام علم الاجتماع بالفن في الوقت الراهن، ناتج عن انتشار النظريات الاجتماعية ذات المدى القريب «micro»، في دراسة جزئيات السلوك الانساني، مثل نظرية «الفعل الاجتماعي اليومي» وغيرها من النظريات. وبسبب انتشار ازدياد حاجة الناس للاستهلاك المظهري وبسبب ترف المدينة المعاصرة الذي يتطلب البذخ في سبيل الجمال والرونق والديكور والأزياء،ومنافسة الفنانين والموسيقيين كأحد أوجه الحياة المدنية، وبسبب اهتمام التكنولوجيا بهذه الحاجة الاجتماعية ذات الربح الهائل، قامت بتصنيع الفن بكافة صنوفه وألوانه «موسيقى، غناء،رسم، نحت، سينما، تصوير، نقش، تمثيل، ديكور، أزياء..» كل ذلك أدى الى ظهور مؤسسات فنية عملاقة في أمريكا وأوروبا، وإزاء هذه التحولات الكبرى في المجتمع الغربي التفت علم الاجتماع، لكن ببطء، نحو دراسة هذه التطورات والاهتمامات السريعة في الفن».
الكتاب: العلاج الإيماني في الطب النفسي
المؤلف: سامي أحمد الموصلي
سنة النشر: 2001م (104ص، 21X14سم)
إن المؤمن برضاه عن نفسه، يدرك أن ليس ذرة ضائعة في هذا الكون، ولا كم مهملا، ولا شيء تافها بل هو خليفة الله في أرضه، ومن هنا يؤكد الأطباء أنهم لم يجدوا قط، إنسانا متدينا يعاني مرضا نفسيا، مما دفعهم الى تبني نظريات جديدة في علم النفس وتحديدا في فرع «علم النفس الديني» الذي ترتب عليه تخصص جديد في الطب النفسي عرف باسم «العلاج الديني» وقد اتجه الأطباء النفسيون عبر منهج العلاج الديني الى دراسة أهم أسباب الاضطرابات والأمراض النفسية، وتوصلوا الى ان ذلك يكمن في ضعف الايمان والبعد عن الدين وعدم ممارسة الشعائر الدينية والعبادات، مما يولد الشعور بالذنب وتوقع العقاب. وهذا الكتاب دراسة تسعى الى توضيح الترابط الوثيق بين الايمان والصحة النفسية المتوازنة للانسان وذلك من خلال مدخل علمي، تناول دقائق في علم النفس واتصالها الوثيق بالحالة الذهنية والفكرية للانسان. وقد ناقش الكتاب من هذا المنطلق عدة موضوعات متصلة مثل: الطاقة النفسية بين قوة الفكر وقوة الايمان، الصلاة وسيكولوجية الشفاء، المناعة الايمانية بين الأمراض النفسية والأمراض الجسدية.
* لمزيد من التفاصيل حول موضوع الكتاب: www.furat.com
الكتاب: العطر
المؤلف: باتريك زوسكيند
سنة النشر: 1997م (240ص، 22X14سم)
في منتصف القرن الثامن عشر، وفي باريس أكبر مدن فرنسا بين شارعي «أوفير» و«فيرنيري» وتحديدا في «مقبرة الأبرياء»، حيث أقيمت ساحة السوق الرئيسية أكثر مناطق المدينة زخما بالروائح الكريهة وفي أشد أيام السنة حرا، وتحت عربة لتنظيف وبيع السمك، ولد سفاحا «جان باتيست غرنوي» ضمن عشرة آلاف لقيط تقذف بهم «باريس» سنويا، ويغيبهم الموت وسط أكوام القاذورات وفي الزوايا المهجورة، ولكن «غرنوي» بقي حيا، لتدور حوله أحداث هذه الرواية، للأديب «باتريك زوسكيند»، والتي تتكون من أربعة أجزاء تتقاسمها «250» صفحة من القطع المتوسط. تصور «العطر» واقعا دثره الظلام والجهل والظلم والاستبداد مئات السنين، وعاش في ظلاله الكئيبة، الانسان الأوروبي، عبر صور متلاحقة شاحبة من غياب العدالة والحرية والانسانية، وفي باريس حيث تهيمن الروائح الكريهة بصورة جهنمية، حصدت الأوبئة آلاف الأرواح والدواء إما مشعوذ أو دجال، والتشخيص روح شريرة لا غير، يعالجون ما يجهلون بما يجهلون، والنتيجة نفي أو موت، وأجراس الكنائس لا تكف عن العويل، حملت الرواية أيضا، صورا موجعة عن سطوة الانسان على أخيه الانسان، تمثلت جلية في أعمال «السخرة»، التي يشكل القسم الأكبر من ضحاياها، الأطفال والنساء، في مشاهد عدوان وقسوة وغلظة لا تصدق، تنتهي بهم غالبا الى الموت، نتيجة المرض وسوء الغذاء إن لم نقل ندرته، ثم تلك الأرض القاسية الرطبة، التي يتوسدونها ليلا، لتنهش حتى العظم ما تبقى لديهم من عافية.
من صميم هذا الواقع المسحوق، صاغ «زوسكيند» بطل روايته «غرنوي» الذي بدأ حياته القصيرة في أحد الملاجىء التي تنتشر في باريس كالوباء، وهناك ورغم الاهمال الشديد الذي يلقاه وباقي الأطفال، استطاع الصمود والبقاء حيا بأقل القليل من الغذاء أما الدفء والحنان فلم يظهر أي حاجة اليهما، الملامح، وفي الثانية من عمره ملأ المكان خوفا واستغرابا، بعد ان اكتشف من حوله، أنه بلا رائحة ككل البشر وبأنه يرى عبر الحوائط والأبواب والأجسام الصلبة، ولم يخطر ببال أحد مطلقا أنه يتعرف على ما حوله بأنفه وليس بعينيه!!.. وفي السادسة كان «غرنوي» قد امتلك البيئة المحيطة به شميا، البشر، النبات، الجماد، كل شيء ولا شيء، ولم يكن الأمر سهل التفسير أو التصديق، لذلك رمته ثقافة تلك الحقبة، بأنه شيطان وشؤم ينبغي التخلص منه!!.
وفي الثامنة غادر «غرنوي» أسر الملجأ الى الشارع ليتلقفه أسر أعنف وأقسى، حيث أعمال «السخرة» التي تبتلع سنويا عشرات الأطفال، عمل أجيرا في «مدبغة حتى بلغ الرابعة عشرة من عمره، لم يشك أو يعترض أو يطالب، لم يملك أي حس انساني على الاطلاق، أثناءها كانت باريس كلها في متناول أنفه الذي يفترش وجهه الجامد، يعرفها شبرا شبرا في أشد الليالي حلكة، ظل أنفه يحرك العالم من حوله، احتشدت فيه مئات الآلاف من الروائح الجميلة والرديئة، أودعها ذاكرة سردابية جبارة لها ملايين المعابر والقاعات والأقبية، وتولت تلك الذاكرة فصل الروائح المكنوزة واعادة مزجها وخلق آلاف الصيغ الجديدة، ثم قادته الصدفة وقدر ما، للعمل في محل «عطارة» في وسط باريس، وهنا يبدأ جزء هام من الرواية، «بالديني» العطار الباريسي الأشهر، كان يعد العدة لهجر مهنته بعد أوشكت شمس مجده على الغروب، ولكن «أنف» غرنوي هذا المستودع العطري العجيب، مكن العطار الباريسي الشهير من اعتلاء «هام السحب» وصنع مجد جديد، تمثل في عشرات الصيغ العطرية الفريدة، التي أوصلت «بالديني» الى بلاط القصور الملكية في باريس ولندن، كأمهر عطار عرفته أوروبا!! ولم يعرف أحد شيئا عن سر هذا الابداع العطري المدهش الذي حمله «بالديني» بعد ذلك الى قبره!!.
ظل «غرنوي» يضيف كل يوم بل كل ساعة صيغا جديدة، يودعها سعيدا مع مئات أخرى في ذاكرته الجبارة، ولكنه ظل يشعر ان روحه ما زالت خاوية، ظل يبحث عن رائحة ليست مثل أي شيء!! وفي يوم احتفالي كبير بمناسبة تتويج الملك، خرجت المدينة بل فرنسا بأسرها للمشاركة في هذا الاحتفال الأسطوري، كان «غرنوي» يسبح بين الحشود بجسده الضئيل، لم يكن مكترثا لا بالملك ولا بالاحتفال، كان لا يلوي على شيء عندما تسللت الى روحه من بين آلاف الروائح التي تعج بها الساحات، والمنبعثة من البشر والشوارع والمفرقعات النارية التي تملأ سماء المدينة وتسيطر على الأنوف، تسللت الى أنفه رائحة لم يستطع تمييزها، لم يألفها، لم تكن ضمن زوادته الشمية الضخمة، إنها كالغلالة الرقيقة الناعمة التي تمكنت من روحه، تبعها كالمجنون، وأيقن أنه سيفقد حياته لو فقدها، قطع مئات الأمتار، عبر النهر الذي يقسم المدينة، مغمض العينين يقوده أنفه كأعظم بوصلة، الى حيث الضفة الأخرى من باريس، استمر هذا الخيط العطري يقود خطى «غرنوي» المجنونة، عبر شوارع وأزقة ضيقة مظلمة، حيث أفضى به الى سور منزل صغير ذي باحة لا تتجاوز عدة خطوات، وهناك وعلى طاولة صغيرة تنتشر ثمار البرقوق الأصفر، وعلى ضوء شمعة خافتة ارتسم خيال فتاة في الخامسة عشرة، تقوم بتنظيف تلك الثمار وجمعها في سلة، أحس «غرنوي» بضربات قلبه تتسارع، وجمد بعد ان أدرك مصدر الرائحة التي قادته بلا وعي عبر كل تلك المسافات، ليس النهر ولا الساحة ولا ثمار البرقوق، نبع العطر كان «الفتاة» إنه يدرك بوعي مجنون كم تختلف رائحتها عن كل روائح الدنيا التي تسكن أعماقه منذ كان رضيعا، كانت مزيجا لا يضاهى من المسك والمشمش وزنابق الماء، إنها رائحة لا تتكرر نبعها هذا الجسد الفتي، وعبر كيميائية أنفه وجد فيها خلاصة عطور الأرض، أراد أن يمتلكها، فكانت خطيئته الأولى، ارتمى في لحظة هياج وأزهق روحا كالنسمة، ثم أعمال منخريه اللذين اتسعا كهوة الجحيم على هذا الجسد، واستنشق تفاصيله وكأنه يعصر ثمرة رقيقة، حتى ثمل، عاد وكأنه كان في نزهة، واستغرق في صنع قارورة عطر نادرة أسرت روحه، ولأن المسافة قد اتسعت بينه وبين العقل، فقد توالت قوارير العطور النادرة، كما توالت معها الضجة في كل باريس عن سفاح الفتيات، ولأن الجولة الأهم من الرواية لم تبدأ بعد، فقد اكتشف أمر «غرنوي» واقتيد دون محاكمة ووسط جموع بشرية هائجة، الى المقصلة في جو احتفالي غريب ولكن «زوكسيند» لم يردها أن تكون النهاية، ظلت المقصلة دون حراك، «غرنوي» سفاح الليل، ينتصر على أمة بأسرها، بتركيبة عطرية، أنزلته من على منصة الاعدام الى أحضان الجماهير التي عانقته في نوبة فرح لا توصف، فقد أحاطته هالة من النور لا يمكن فهمها جعلت الجماهير تذرف الدمع حبا واعجابا ودهشة، لقد كان العطر! وجاءت النهاية أخيرا كما أرادها «زوسكيند» واستحقها فيه النور في «مقبرة الأبرياء»، كان الوقت بعد منتصف الليل، المكان يعج بكل أصناف الخارجين عن القانون، القتلة، اللصوص، المشعوذون، انتصب «غرنوي» بينهم كالشبح، لم يشعروا به، أخذ قارورة عطر كان قد سكب منها قطرات انجته يوما من الموت تحت المقصلة، سكبها على كامل جسده، فاشتعلت من حوله هالة ساحرة آسرة من الجمال، أخذت بمجامع قلوب من رآه في المقبرة، لم يكن الأمر ممكن التصديق أو الفهم، وبفعل قوة جذب جبارة، اندفع الجمع المجرم نحوه، للمسه، لاحتوائه، لامتلاك شيء منه، وفي ثوان كان «غرنوي» بين أيديهم كل يشده اليه بعنف ورغبة وجنون، حتى مزقوه تماما، وخلال دقائق فقط كان «غرنوي» قد تحول الى عشرات القطع، تبعتها دقائق أخرى اختفى بعدها « غرنوي» من على وجه الأرض وكأنه لم يكن!! آفاق الجمع فجأة، بدت لهم هذه التجربة الجديدة في الاجرام، مريعة وغير قابلة للتفسير، كانت المرة الأولى التي يأكلون فيها آدميا!!.
«العطر» هي الرواية الأولى للكاتب الألماني «باتريك زوسكيند»، ترجمت الى أكثر من عشرين لغة، وحصل بها «باتريك» على جائزة «جوتنبرغ للكاتب الفرانكفوني» في باريس.
الكتاب:الطوطم (مجموعة قصصية)
المؤلف: نورة فرج
سنة النشر: 2001م
الطوطم هو الاصدار الأول للقاصة القطرية نورة فرج، يضم عشرين نصا سرديا، سبق ان نشرت مقاطع منها في عدد من الصحف القطرية والخليجية، وهذه النصوص تشكل صورا وملامح ومواقف، تمكنت منها القاصة عبر استقراء مباشر لمجتمعها الخليجي في تكوينه الانساني الذي يعيش ظروفا ومتغيرات حادة، أوقعته في براثن التناقض والسلبية. كانت لغة القاصة السردية مباشرة بعيدة عن غموض الرمزية التي يلجأ اليها السرديون الخليجيون والعرب عادة في تناولهم لقضايا وهموم ومعاناة مجتمعاتهم. تضم المجموعة كما تقدم عشرين نصا، (الشبح) هو أول نص منها نشر في عام 1999م، الى جانب: سكان القصور، وردة حمراء، بعض الرغبات، سيد الشمس، طفل موحل، الكوخ، حال هذه المدينة، لولا الابتسامة، الزجاج، في رفقة الشموع، قرع الأبواب الموصدة، موت جدي، النداء، حقائق الكتاب الأصفر، الغاردينيا، القلعة، أهل ذلك البيت.
«الطوطم» هو أحد نصوص هذه المجموعة، وقد اختارته القاصة ليكون عنوانا لهذا الاصدار:
«.. خلال الأسابيع التالية لم تفارق صورته ذهني، وان تكن صورة مظلمة غير معلومة الملامح، لكنها دفعتني الى الوقوف أمامه تارة أخرى لكي أطبع صورته في ذهني طباعة محددة، كان تمثالا بمثل حجمي آنذاك أو يصغرني قليلا، ذا لون بني مسود وملامح غليظة غاضبة مخيفة، هكذا كان يبدو..
كررت الزيارة مرارا وتكرارا، وفي ذهني تساؤلات كثيرة حوله: كيف جاء ومن صنعه ولم صنعه ولم هو موضوع هنا؟ ولكن السؤال الأصعب والأكثر إلحاحا: ما هو؟ تلك الملامح الغليظة وذلك الغضب والشر، ما هو حقا؟ كنت أشعر بالخوف منه فلم ألمسه أبداً، ومع ذلك كان من تلك الأشياء التي تستمد من سلطتها عليك ومن سلطانها واخافتها لك بعض لذتك! وعلى ذلك صار مزاري حينا من الدهر.
مرت سنة، وعدت لزيارته زيارة أشبه بالواجب المفروض، وللمرة الأولى لاحظت أنني صرت أفوقه طولا بكثير، وللمرة الأولى اكتشفت بأن ملامحه لم تكن مخيفة كما تصورت بل أدنى لأن تكون مضحكة، وللمرة الأولى مددت يدي اليه ولمسته: كان خشبا مصقولا ناعم الملمس! ومددت يدي الأخرى ورفعته من موضعه، لم يكن ثقيلا بل خفيفا فقد كان أجوف الداخل! ابتسمت وأرجعته لمكانه ثم غادرت الغرفة، مرت أيام لمحت بعدها صورة «الطوطم» في الجريدة، والى جواره صورة شخص عرف بأنه نحات، ذاك «الطوطم» لم يكن إلا نسخة مقلدة لعمل من أعمال نحات حداثي، تملكني الغضب في تلك اللحظة وهرعت اليه، أخرجته من خزانته والقيته على الأرض بقوة.. فتحطم.. ثم غادرت الغرفة، ولم أعد أفكر بساكن الخزانة».
الكتاب: الترجمة الأدبية: إشكاليات ومزالق
المؤلف: يوسف حسين بكار
سنة النشر: 2001م (170ص، 22X14سم)
يتناول الكتاب قضية الترجمة من العربية واليها باللغتين الانجليزية والفارسية ويتناول تحديدا، الترجمة من الفارسية الى العربية وبالعكس، باعتباره أحد رواد هذا المجال من الترجمة، ويفرد من أجله معظم فصول كتابه دراسة ونقدا، حيث يؤكد المؤلف ان هذا المجال من الترجمة عرضة للكثير من المزالق والأخطاء، لما بين اللغتين من تداخل وافتراض لغوي تتغير فيه معاني كثير من الألفاظ ودلالاتها في اللغة الأخرى، الى جانب ما يرافق هذا من نقص في فقه اللغتين وسماتهما الجوهرية.وقد أفرد المؤلف الفصل الأول من الكتاب، لتناول مشكلات الترجمة الأدبية عامة مثل: خصوصية اللغة، وفوضى الترجمة، والاقتصار على الترجمات من اللغات الأشهر، والإجحاف في ترجمة الأعمال العربية في المجالات كافة.أما الفصول التالية لذلك فهي فصول تطبيقية نقدية عن مزالق الترجمة واشكاليتها العامة والخاصة: حيث يرصد الفصل الثاني ثماني من جنايات الترجمة عن الانجليزية تحديدا، على التراكيب العربية الفصيحة وبنيتها السليمة، دون ان يعني هذا مصادرة حيوية اللغة العربية وقدرتها على التطور ومواكبة روح العصر ومتطلباته باضافة لفظ هنا وأسلوب هناك ما دام هذا، كما يقول طه حسين «ليس من شأنه ان يفسد أصلا من أصول اللغة العربية أو يخرج بها عن طريقها المألوفة».
أما الفصل الثالث فيعرض لمثل من مزالق الترجمة بين اللغتين العربية والفارسية في ترجمة المفردات، والتراكيب، ومجافاة روح العصر، والاصطلاحات والأمثال، واعادة «النقول» الى أصولها في لغتها الأولى وليس ترجمتها، وفي كثرة التحريفات والتصحيفات في ترجمة «المصادر الأمهات» التي ندت عن محققيها لسبب ما. ويدرس الفصل الرابع: أهم اشكاليات ما ترجم الى الانجليزية والعربية من رباعيات مرفوع كثير منها الى الخيام دون تمحيص وتحقيق، وهي جميعها اشكاليات مفصلية منبثقة عن مطلب عسير التحقق، هو معرفة فقه اللغة أي لغة وتخومها المختلفة والأطر المعرفية والحضارية للنصوص، وعن «الترجمة عن ترجمة».
ويشير المؤلف الى ان هذه الاشكاليات تنحصر في أمرين: الأول، عام يتجلى في عدم ادراك المترجمين لمفهوم الرباعية في الفارسية، وفي تخطيهم لقالبها الذي ينحصر في أربعة «شطور» الى قوالب جديدة: ثلاثيات ورباعيات وخماسيات وسداسيات وسباعيات، اضطرت أغلبهم الى التصرف زيادة ونقصانا، والخروج عن أجواء الرباعيات. والآخر خاص بترجمة بعض الاصطلاحات والمسميات والتعابير والمفاهيم التي وردت في عدد من الرباعيات.أما الفصل الأخير فقد خصصه المؤلف لطرح نموذج معقود للشاعر الأردني مصطفى وهبي التل «عرار» بوصفه مترجما لا شاعراً، فهو من أوائل المترجمين العرب الذين ترجموا من الرباعيات 1922م، وأول من ترجم عن الفارسية حيث يعرض المؤلف لقصة «عرار» الطويلة مع الخيام والرباعيات.
الكتاب: الشخصية الإسلامية في شعر المتنبّي
المؤلف: فتحي أسعد نعجة
سنة النشر: 1999م (282ص، 24X17سم)
ما من شاعر أثار كالمتنبي جدلا عنيفا، وما من أحد غيره دفع الى تأليف قدر كبير من الكتب حوله، لقد تشكلت في حياة المتنبي حلقات من المعجبين في حلب والفسطاط وبغداد وشيراز حيث كان يقرأ فيها ديوانه، ولم يضع موت المتنبي حدا في بغداد للخصومة التي كان يضمرها العديد من الكتاب والشعراء والعلماء له وأعماله الشعرية، وقد تجلى هذا العداء أحيانا في الصمت كما يبدو صنيع «أبي الفرج الأصبهاني» المعاصر له الذي لم يذكر المتنبي مرة واحدة في كتابه «الأغاني» وكذلك صنع «المرزباني» الذي لم يشر في كتابه «الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء» الى المتنبي لافي خير ولا في شر..! إن أبا الطيب من فحول الشعراء العرب لكنه اتهم في عقيدته، حيث اتهم بالتبنؤ مرة وبالقرمطة ثانية وبالقومية العربية ثالثة والسؤال الذي أثاره الكتاب: هل كان أبوالطيب شخصية اسلامية في شعره؟
وللاجابة عن هذا السؤال خصص المؤلف صفحات عديدة رفع عبرها تلك التهم بعدد من الحجج منها: ان أبا الطيب لم يتهم بإلحاد أو زندقة إذا استثنينا ما اتهم به في أول حياته من ادعاء النبوة تلك التهمة التي لفقت له على حد قول المؤلف فدخل بسببها السجن، أما القرمطة فقد نسبها اليه المستشرقون، وأول من أحدث هذه الخرافة «بلاشير» وقيد قوله في دائرة المعارف الاسلامية، ثم في كتابه عن أبي الطيب، والمتنبي كما يقول المؤلف بريء من ذلك، لأننا لو دققنا النظر في شعره لما وجدنا فيه شيئا من أصول دعوة القرامطة، وأين الشعر الذي يُشتمّ فيه توجيه المسلمين الى نبذ معتقداتهم والاستخفاف بمقدساتهم التي نبذها القرامطة ومرغوها في التراب؟ أين الشعر الذي يروج لمذهب القرامطة ويحث على مبادئهم؟ ثم والحديث للمؤلف أيضا ان المتنبي كان في التاسعة من عمره إبان ثورة القرامطة! أما أنه شاعر القومية العربية كما يقول :«مارون عبود» و«حنا فاخوري»، فإن القومية العربية كما يقول المؤلف لم تعرف في زمانه، وإنما عرفت في العصر الحديث، فالمتنبي كان مسلما في المقام الأول لأن جميع البلاد الاسلامية كانت تعيش في أخوة الاسلام، وكانت عصبياتهم لا تطغى على هذه الأخوة كما لم يقصد بالعروبة الانفصال عن جسم الخلافة الاسلامية، فالعروبة عنده دائرة فرعية ضمن الدائرة الاسلامية الكبرى، وشاعرنا كان من دعاة الوحدة لا من دعاة التجزئة وكان ضد الشعوبية، حيث يقول في احدى قصائده:
إمام للأئمة من قريش
الى من يتقون له شقاقا
ومن قصيدة يمدح فيها سيف الدولة:
ولست مليكا هازمتا لنظيره
ولكنك التوحيد للشرك هازم
هنيئا بضرب الهام والمجد والعلا
وراجيك والإسلام أنك سالم
وقد استشهد المؤلف بالعديد من القصائد للمتنبي، والتي تؤكد أنه شخصية مسلمة مؤمنة مدركة لأمور دينها وعقيدتها.
قسّم المؤلف الدراسة الى عدة فصول، وذلك على النحو التالي:
الفصل الأول: ويشتمل على الموضوعات التالية:
* الصراع بين المسلمين والروم في القرن الرابع الهجري.
* دور الدولة الحمدانية في هذا العصر وخاصة على يد سيف الدولة.
الفصل الثاني:
* ثقافة المتنبي العربية الاسلامية، ونشأته العلمية وشيوخه والبيئات التي عاش فيها، وثقافته اللغوية والأدبية والدينية والفلسفية والتاريخية.
* موقف المتنبي من التنبؤ والقرامطة.
* كيفية وصول أبي الطيب الى بلاط سيف الدولة.
الفصل الثالث:
* عقيدة المتنبي من خلال شعره في الجوانب التالية:
1 إيمان المتنبي بالله الخالق.
2 إيمان المتنبي بالملائكة.
3 إيمان المتنبي بالأنبياء والكتب السماوية.
4 إيمان المتنبي بالبعث.
* استشهاد المتنبي بالقرآن الكريم في شرحه لبعض المفردات التي أوردها في شعره وتأثره بالفقه والتصوف.
* الرابطة الدينية عند المتنبي.
* شعر الجهاد: من خلال المعارك التي خاضها مع سيف الدولة.
* الحروب التي قامت بين الدولة الحمدانية والبيزنطية.


أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved