أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 8th October,2001 العدد:10602الطبعةالاولـي الأثنين 21 ,رجب 1422

الريـاضيـة

عليك رحمة الله ، ، ، «أبا خالد»
الحمد لله الذي قضى بأن «لكل أجل كتاب» ولا راد لقضائه، ،
الحمد لله القائل: «كل نفس ذائقة الموت، ، »، الآية واشهد أن الموت حق، ،
رحماك ربي ، ، لا إله إلا أنت، ،
احيانا تمر بالإنسان مواقف ، ، يحتاج فيها لمتخصصين في علم النفس لتفسيرها ، ، واحيانا لا تحتاج إلى تفسير، ربما لأنها عادية وطبيعية أو تدخلت الاقدار ، ، ثم الصدف في صناعتها،
يوم الاربعاء الماضي تذكرت الاستاذ عبدالرحمن السليطين مدير عام مكتب سمو الرئيس العام لرعاية الشباب، ، لا ادري كيف، ؟! ولماذا؟! ورأيت ان اقوم بزيارته والسؤال عنه كنوع من تأدية الواجب تجاه شخص أكن له كل محبة وتقدير لم أره منذ مدة، ، وللظرف الذي رأيته فيه لآخر مرة،
وربما انه من الصدفة ايضا، ، انني لم اقرأ صحف ذلك اليوم، ، إلا في وقت متأخر من المساء ، ، حيث فاجأني خبر انتقاله يرحمه الله إلى جوار ربه بإذن الله، ،
لا أستطيع وصف ردة فعلي الأولى كيف كانت، ، لكنني وبشعور المؤمن بقضاء الله وقدره وجدت نفسي أردد (لا إله إلا الله ، ، لا إله إلا الله، ، أشهد ان الموت حق)،
آخر مرة التقيت فيها الاستاذ عبدالرحمن السليطين يرحمه الله ، ، بل آخر مرتين ، ، وهما من المرات النادرة التي التقي فيها ذلك الرجل كانتا في مناسبتين:
أولاهما:
ضمن جموع المعزين في وفاة ابنه خالد يرحمه الله، ، ولم أتمكن من الجلوس معه، ، لكثرة المعزين، ،
وثانيهما:
بعدها ببضعة اشهر وكانت ايضا في مراسم عزاء الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله،
ولا اعتقد أن الموقفين بحاجة لشرح ولا تأثيرهما عليه يرحمه الله وهو تأثير ربما لازمه بقية عمره، ،
فالأول : فلذة كبده
والثاني: رفيق عمره، ،
وها هو يلحق بهما، ، جمعهم الله في نعيمه ، ، وأسبغ عليهم شآبيب رحمته، ،
قابلت أبا خالد يرحمه الله لأول مرة ، ، مع بداياتي الصحفية، ، وكنت وقتها ايضا في بداية دراستي الجامعية ، ، كنا في أول رحلة رسمية يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله لخارج المملكة بعد تحول رعاية الشباب إلى «رئاسة عامة»، تلك الرحلة التي شملت آنذاك قطر العراق مصر، ، وتعرفت فيها ايضا على كثير من مسئولي رعاية الشباب، ،
كان ذلك قبل ستة وعشرين عاماً، ، وكان مديراً لمكتب سموه، ، وعاش معه طوال تلك الفترة ولا شك انه تتلمذ كثيرا على يده، ، ونهل كثيراً من منبعه، ،
ثم التقيته يرحمه الله في مناسبات مختلفة، ، وسمعت عنه أكثر مما شاهدت ورغم جسامة المسئولية التي كان يتقلدها ورغم ظروف المنصب، ،
ورغم أهمية المنصب ايضا، ، وما يضفيه عليه من قيمة ، ، ومكانة، ،
ورغم ، ، ورغم، ،
إلا أن الاستاذ عبدالرحمن السليطين يرحمه الله كان قريبا من الجميع ، ، متواضعا، ،
خدوماً، ،
أمينا وصادقا في تعامله مع الآخرين، ،
وكان لرجال الفكر ، ، والإعلام مكانة خاصة عنده، ،
يحترمهم ويقدر مكانتهم، ، وكانوا يدركون ذلك، ،
كان يرحمه الله ، ، مثقفاً وواعيا لمسئولياته بالمفهوم الحقيقي للثقافة والوعي، ،
وكان إنسانا، ، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، ، كان انساناً يتحمل المسئولية ومسئولاً، ، يحمل الإنسانية،
رحمك الله أبا خالد، ، رحمة واسعة، ،
أبا خالد، ،
سألت نفسي ، ، وأنا اكتب هذا المقال: لو انني لم اقرأ صحف ذلك اليوم بالذات؟! وهي مرات كثيرة تمر على المرء، ،
أقول ، ، لو انني لم اقرأها:
هل كنت سأعلم عن خبر وفاتك؟!
أبا خالد:
نم قرير العين، ،
نيتك الطيبة، ، وسيرتك الحسنة، ، وإخلاصك في القول، ، والعمل، ،
وقبل هذا، ، مخافتك من الله، ، كلها شفيعة لك، ورحمة الله وسعت كل شيء، ،
رحمك الله أبا خالد، ،
وعزائي ، ، ودعواتي بالصبر والسلوان لزوجتك ، ، التي لم يجف دمعها على ابنها بعد، ، وهي المؤمنة المحتسبة بإذن الله ، ، «وبشِّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، ، »،
وعزائي لبناتك، ، والعزاء موصول لشقيقك الأستاذ زيد، ،
والعزاء ، ، لكل محب، ، وعارف ، ، وصديق لك، ،
إنا لله ، ، وإنا إليه راجعون،
عبدالله الضويحي
raseel@la، com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved