أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 8th October,2001 العدد:10602الطبعةالاولـي الأثنين 21 ,رجب 1422

الطبية

العنف العائلي.... لماذا؟ آثاره، وماذا يمكن أن تفعل؟
د. عمر ابراهيم المديفر
العنف داخل العائلة من الأمور التي لفتت نظر الباحثين في الصحة النفسية والاجتماعية منذ زمن غير بعيد، وقبل ذلك جاء في الاسلام نقاش وضوابط لهذه الظاهرة. وذلك لتجديد حقوق الأفراد وحفظها وحمايتها وخص بالذكر النساء والأطفال، وجاءت في الشريعة ضوابط الضرب للتربية مع ان الحس العام هو النهي عن ذلك، فقد عد النبي صلى الله عليه وسلم ضرب النساء عيباً في أحد الصحابة لما استشارته صحابية حول خطبته لها وجاء في آثار السلف النهي عن ذلك، وفي كتب تربية الصبيان كذلك جاء الكثير من الآراء بالتأديب بطرق شتى منها وآخرها الضرب الخفيف غير المؤلم وغير المؤذي من ناحية نفسية بل حتى التقبيح الشفوي جاء النهي عنه.
أما في مجال الصحة النفسية فقد أدت ملاحظة الأطباء والمعالجين علاقة قوية بين الاضطرابات النفسية وتعرض الأفراد للعنف داخل أسرهم الى دراسات كثيرة ومتعمقة الى حد كبير وخرجت هذه الدراسات بملاحظات كثيرة أسوق بعضها في هذه المقالة.
مدى انتشاره في السعودية:
لا يوجد أرقام محددة لمدى انتشار العنف المنزلي في السعودية، لكن نعرف انه موجود بالذات ضد الأطفال إمَّا بحجة التربية أو بسبب الضيق النفسي وانشغال الأم خصوصا بمشاغل الحياة، وكذلك عدم قيام الآباء باسناد الأم لغيابهم الكثير أو فشلهم في التعامل داخل البيت بشكل جيد ووقوعهم في مطب العنف مع الأولاد أو مع الأم أو حتى مع العاملين في المنزل.
والعنف ليس فقط هو الضرب بل كل ما يؤذي الانسان بغير حق هو عنف والأمثلة التالية توضح ما أقصد:
ضرب الرجل لزوجته بشكل يخالف الشرع وبدون سبب، بل مجمل الضرب مرفوض في الشريعة ولم يبح إلا بشروط محددة.
ضرب الأم للخادمة.
ضرب الأولاد الكبار للصغار.
ضرب الأب للأولاد وكذلك الأم.
النقد المستمر اللاذع لأحد الأبناء أو البنات.
الاهانة المستمرة لبعض أفراد الأسرة.
أما في الضرب فالاحصائيات التالية هي المتوفرة:
في عام 1966م بلغ أذى الأطفال 23 طفلاً لكل ألف حسب الدراسة القومية للمركز القومي لدراسة أذى الأطفال واهمالهم في أمريكا. من هؤلاء 11 لكل ألف ايذاء جسمي أو جنسي. 13 لكل ألف اهمال.
وعام 1997م نفس الأرقام تقريبا.
وهذه الأرقام حسب السجلات القانونية والمستشفيات ودوائر حماية الطفل، أما الدراسات الميدانية بالاتصال الهاتفي فهي كما يلي:
إيذاء الأطفال 140 من كل ألف عام 1975 «ستراوس» و107 من كل ألف عام 1985م. «ستراوس دجيليس» وعام 1997 49 طفلاً من كل ألف تعرضوا للأذى الجسدي و615 طفل من كل ألف تعرضوا للعقوبة البدنية حتى لو لم تصل الى إيذاء.
وأما العنف المنزلي الموجه للنساء فالأرقام حول 8 من كل ألف امرأة على الأقل تتعرض للعنف الجسدي من الزوج أو العشير كل سنة ومعظم هؤلاء النساء لديهن أطفال أعمارهم أقل من 12 عاماً ويشاهدون هذا العنف وبعض الأبحاث تقدر الرقم أكثر بكثير من هذا.
أما العنف في الحي والمدرسة فهو أكثر بكثير فحوالي 1/3 الطلاب في أمريكا يتعرضون لهذا العنف سنويا وأما مشاهدة العنف في هذه الأماكن فيصل الى 70% سنويا وفي عام 1996م ظهر اغتصاب أو أذى جنسي في المدارس.
4000 حالة اغتصاب جنسي في المدارس.
7000 حالة سرقة في المدارس.
11000 مضاربة أو اعتداء جسدي بسلاح.
188000 مضاربة أو اعتداء جسدي بدون سلاح.
أثر العنف المنزلي:
العنف يؤثر على نواح متعددة في الحياة العائلية وفي نفسيات أفراد الأسرة.
فالأفراد يتعرضون:
للقلق.
الكآبة.
المخاوف.
ضعف المهارات الاجتماعية.
ضعف التأقلم مع الضغوط النفسية.
وكذلك على النساء والرجال يحدث نفس الأثر ويزيد عند الأطفال اضطراب نموهم مثل فقدهم لبعض المهارات مثل التحكم بالبول مثلا، وكذلك ضعف القدرة في التعبير عن الذات، وقدرتهم على التركيز في دروسهم وأدائهم المدرسي.
مثال 1:
شابة أرسلت لي تقول ان ضرب أبيها الذي تحبه جدا لأمها سبب انهاء علاقتها الجيدة مع أبيها وعدم قدرتها على الثقة فيه مطلقا.
مثال 2:
الفتاة التي تتعرض للأذى بالضرب في المدرسة من المعلمات ترفض الذهاب للمدرسة.
مثال 3:
الشاب الذي بسبب أذى أولاد الجيران له لم يعد يستطيع التركيز في الدراسة.
بل حتى في سنوات الحياة الأولى من أشهر حتى سنتين يؤثر العنف على الطفل، فقد يموت بسبب الخض المتواصل والذي هو معروف طبيا ويسمى «Syndrome Shaded Baby» وهنا يحصل نزيف في أغلفة الدماغ تضغط على المخ وتؤدي للوفاة، وأيضاً قد يؤثر على قدرة الطفل على الثقة بالعالم وبمن حواليه إذ في أول سنة يتعلم الطفل أن يأمن البيئة ومن ثم يستطيع اكتشافها والتعامل معها مستقبلا.
وأما على المراهقين الذين يكثر ان يتعرضوا للأذى الجسدي والعنف من قبل الوالدين فنفس المشكلة، إذا انهم يتأثرون كثيرا ويفقدون قدرتهم في التعبير عن أنفسهم.وايذاء الزوجات قد يؤدي لآثار نفسية على الأطفال بسبب رد الفعل على أمهم وعدم قدرتها على العناية بهم وغيابها ربما عنهم لمدد متفاوتة وكذلك انهيارها سريعا بسبب الضغط المتواصل.
الأسباب:
راجعي المقال المرفق.
النتائج:
راجعي المقال المرفق.
إيذاء/ أذى الأطفال:
الأمن والطمأنينة من الحاجات الأساسية للطفل وينبني على تحقيقها مستقبل الطفل النفسي من حيث الاستقرار ونوعية الشخصية والقدرة على الثقة بالآخرين والتعامل معهم.
وهذه الحاجة تتحقق في محيط الأسرة بداية بالأم وانتهاء بكل أفراد الأسرة ومن يعتني بالطفل في سنواته الأولى. وايذاء الأطفال من قبل ذويهم يؤدي الى صعوبات في النمو النفسي والاجتماعي ولهذا يحتاج الى الكلام عنه حفظا وصيانة لمستقبل أطفالنا النفسي وسعيا لرفع أدائهم عندما يكونون ذوي شخصيات واثقة من نفسها ومستقرة.
نظرة تاريخية:
ايذاء الأطفال موجود منذ قديم الزمان باعتبار ان المجتمعات الجاهلية قبل الاسلام والمجتمعات غير المسلمة حتى وقت قريب لم تكن تعتبر الطفل شخصية ذات حقوق بل كان مملوكا للآخرين ويستغل أبشع استغلال وأسوأ صور أذى الأطفال هو وأد البنات أو استغلالهن في أسواق الدعارة، حتى جاء الاسلام وشرع حقوقا للطفل وواجبات على الأسرة والمجتمع نحوه من حفظ للروح والبدن وكذلك التعليم والتوصية الشديدة بالأبناء وأنهم أمانة، والنهي عن سبهم وشتمهم وتوبيخهم واحتقارهم والتشريعات السماوية المحكمة.
وفي العصر الحديث عصر الفردية والضغوط النفسية وكذلك العصر القانوني في الغرب بدأ الحديث عن حماية الطفل والمرأة خصوصا من ناحية الأذى وذلك بعد ان لاحظ الباحثون والمعالجون ان مجموعة المصابين بحالات نفسية واضطرابات الشخصية قد تعرضوا للايذاء من قبل المؤتمنين عليهم فبدأت بعد ذلك حركات علمية نتج عنها تحركات قانونية وتشريعات وضعت لحماية الطفل وبقية أفراد الأسرة، وتم تشريع تدخل الدولة لحماية الأفراد داخل أسرهم، وكانت التشريعات متطرفة الى حد ما وأعطت للسلطات حقوقا أكثر من اللازم وأعطت الأطفال سلاحا يهددون به والديهم مما نتج عنه صعوبات في ضبط الأبناء وأخيرا في الولايات المتحدة وكذلك كندا بدأت التشريعات بالتركيز على مساعدة الأسرة وابقاء الأطفال لديها بدلا من أخذ الأطفال لدور الحضانة العامة أو الأسر البديلة.
تعريفات:
ايذاء الأطفال من الأمور التي يصعب تعريفها قانونيا بشكل كبير، وحدود التأديب في الشريعة الاسلامية مناسبة كضوابط عامة عند تجاوزها يعتبر الايذاء غير مشروع وهذه تشمل:
عدم التقبيح أو الاهانة.
عدم الضرب على الوجه أو الرأس أو ما يضر بالجسم.
عدم احداث الضرر بالضرب والضرر يشمل والله أعلم الضرر الجسدي وكذلك الضرر النفسي.
ويضاف الى هذا عدم التقصير في حقوق الطفل الواجبة على الوالدين من رعاية جسدية ونفسية مثل حضانة أمه له في السنوات الأولى الخ..
وفي الغرب يقوم تعريف ايذاء الأطفال على الضوابط التالية:
ايذاء إما جسدي أو جنسي أو اهمال لحقوق الطفل وحاجياته.
ان يكون الايذاء من شخص مسؤول عن العناية بالطفل مثل الوالدين، المربية أو الأخوة الكبار أو الأقارب والجيران والمدرسين والعاملين في الحضانة ونموها.
أن يكون هناك دلائل على ان هذا الايذاء بسبب ضرر لصحة الطفل أو عافيته الجسدية والنفسية أو يشكل خطرا عليها.
وهنا تبرز جوانب ثقافية تجعل تعريف ايذاء الأطفال متنوعاً ومتعددا حسب ظروف المجتمع من فقر أو غنى وعادات وتراث وكذلك حسب المسموح به والممنوع من ممارسات التربية لكن يظل ضابط الأذى المؤثر ضابطا مهما في هذا الموضوع.وفي تعريف الايذاء يجب ان نلاحظ ان التعمد ليس شرطا فيه إذ ان الايذاء غير المقصود يؤدي الى نفس النتيجة ونلاحظ ان السماح بالايذاء هو ايذاء بحد ذاته إذ من وظائف الأسرة حماية الأطفال من ايذاء الغير فالسماح به هو ايذاء أيضا.
أيها القارىء العزيز.. في الأسبوع القادم نتحدث عن الافعال المصنفة والتي تعتبر إيذاء بشكل واف.
'استشاري طب نفس الأطفال والمراهقين

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved