أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 9th October,2001 العدد:10238الطبعةالاولـي الثلاثاء 12 ,رجب 1422

فنون مسرحية

الجدار الرابع
مسرحية أمريكا
فهد الحوشاني
كنت قد فكرت «مجرد تفكير» فكرت اللهم اجعله خيراً ان اكتب مسرحية تجعل النظام العالمي الجديد موضوعا لها وتتناول الهيمنة«الامر.. يكي .. ه» على العالم الجديد، وقد وضعت الخطوط الرئيسية للنص والافكار الرئيسية وتصوير مبدئي للشخصيات وبعد ان بدأت اضع في جهاز الكمبيوتر البدايات الأولى لصناعة النص المسرحي.. وكنت اجرب البدايات المتوفرة لدي ايها اقوى لأن ابدا بها المشهد الاول حيث كما هو معروف في الكتابة المسرحية لابد ان تكون البداية قوية الا ان ما حدث لم يكن في الحسبان حيث جاء الاعتداء الهمجي على نيويورك وواشنطن والذي استنكره الجميع لأن ضحاياه مواطنون عاديون يحبون مثلنا ان يرجعوا في آخر النهار الي بيوتهم وعائلاتهم. وبعد هذا التعاطف الذي ابداه الجميع وانا منهم مع آثار هذا الاعتداء الذي اضر بالعرب والمسلمين مثلما أضر بأمريكا وربما اكثر، ظهر سيناريو جديد قضى على الافكار المسرحية التي كانت في وضع «التخمير» في رأسي وكنت في السابق مستعدا ان اضعها على الورق.. حيث شاهدنا وسمعنا التصريحات المتخبطة التي فقط تلاحق العرب والمسلمين وتتهمهم جزافاً بأنهم الفاعلون دون أية دلائل، وفي الحقيقة ان ذلك التعاطف الذي كنت اشعر به لضحايا الاعتداءات شعرت به ايضا لاخواني العرب والمسلمين في امريكا بل انني تعاطفت بشكل اكبر معهم لأنهم مظلومون في كل الاحوال! بالاضافة إلى مايعانون في غربتهم فبعضهم هرب من بلاده طلبا للحرية والعدالة التي انقلبت الان فأصبح ملاحقا ومتهما بل ومتعرضا احيانا للإهانة والسباب والضرب والقتل!
لهذا فأنا اعلن تعاطفي الشديد مع اخوتي العرب في امريكا واستهجن ما يحصل اليوم ولولا ان سيناريو الاحداث يتسارع ويتغير لكنت قد كتبت المسرحية الآنفة الذكر ولكني الان أعلن عن تراجعي عن كتابة مسرحية حول القوة والهيمنة الامريكية والجبروت الامريكي وسطوة القوة الاوحد في العالم التي الان تجرجر الكثيرين وراءها لتتعقب الارهاب الذي نزل الى الارض من احد الكواكب!!
أعود فأقول اعذروني لهذا التشتت فالموضوع يتفلت مني واحيانا انا اتفلت منه!!
وهو موضوع خطر ويحتاج الى تركيز اقول ان سبب تراجعي عن كتابة مسرحية عن القوة الامريكية المسيطرة هو ان الاحداث الاخيرة وما تبعها من تحقيقات عشوائية او مقصودة مع العرب والمسلمين جعلني اتوقف كثيرا عن كتابة مسرحية في هذا الموضوع.. لأني بصراحة خفت وكما يقولون«من خاف سلم» وكما يقولون ايضا «كم مكسب منه السلامة غنيمة» فكم سأكسب من بيع النص المسرحي هذا اذا وجدت احداً يتولى تنفيذه فكما هو معروف لا احد معني بالمسرح! وخوفي ناتج عن ان المحققين الامريكان ربما ادخلوني قائمة الاتهام بسبب نص مسرحي ما دامت التهم الان توزع وهي كثيرة لدرجة انها يمكن ان توزع على المئات والالاف من العرب والمسلمين! ومن يخرج براءة منهم فلا يقدم له تعويض او حتى اعتذار! ومثلما تقع الاقدار اجد نفسي بين يوم وليلة من ضمن قوائم المتهمين كما حصل لأناس لم يكونوا في امريكا اصلا وبسهولة ويسر يضاف اسمي الى قائمة ركاب احدى الطائرات ثم عاد«ابلش وش يخلصني من امريكا» ومن اجل هذا فلقد تعوذت من ابليس ومن تلك الافكار التي تدفعني لكتابة مسرحية حول امريكا وسأكتب كالعادة عن غلاء المهور وسفر الشباب الى الخارج فهذا اسلم من مواجهة «الفتوة» الامريكي!! اللهم استر..
alhoshanei@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved