أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 11th October,2001 العدد:10605الطبعةالاولـي الخميس 24 ,رجب 1422

مقـالات

الأمير نايف.. وكرامة الإنسان
د.عناد العجرفي العتيبي
في كل مواقفها تؤكد المملكة العربية السعودية ثبات مبادئها الاصيلة دون أن تهتز أو تتردد.. ويكمن السر في ذلك انها ترتكز في كل توجهاتها وقراراتها الحاسمة على أصول الشريعة الإسلامية التي تحترم آدمية الإنسان وتحفظ كرامته.
وبهذا النهج الثابت الأصيل حققت نجاحات واسعة وسجلت مواقف تاريخية في مختلف الظروف نالت دوما احترام العالم.. اتضح ذلك جلياً في المؤتمر الصحفي الذي عقده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية.. فقد أوضح سموه معالم الصورة جلية ووضع النقاط على الحروف أمام مراسلي صحف وإذاعات العالم..
أدان الإرهاب لكنه في نفس الوقت بين أن الإرهاب شيء وأن المقاومة شيء آخر مشروع تقره دساتير الدول وتؤكده قرارات الأمم المتحدة وقوانين حقوق الإنسان دفاعاً عن الدين والمقدسات وعن الوطن والكرامة وعن حرية الإنسان في حياة عزيزة وعيش كريم، لا سيما الإنسان في ساحة الجهاد في أرض فلسطين الأرض التي باركها الله ومدينة القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين.. أما الإرهاب فلا يوافق عليه إنسان عاقل فهو ضد كل القيم الإنسانية وتنكره الأديان خاصة إذا كان موجهاً للأبرياء خارج حدود الساحة الجهادية قاصداً المرأة والشيخ والطفل دون ذنب.. ذلك لأن الإرهاب ترويع وقتل وتدمير وانتحار فهو ضد الاهداف السامية والتعاليم السماوية وروح الدين الإسلامي. محاور كثيرة تعرض لها حديث سمو الأمير نايف وهو يوضح ويبين ويشرح أبعاد الصورة تعقيباً على الاحداث الأخيرة التي شهدتها الساحة الدولية اثر التفجيرات في كل من نيويورك وواشنطن. ومن أهم هذه المحاور أسف المملكة لاسماء سعوديين زج بهم في قائمة المشتبه فيهم ضمن جنسيات اسلامية وعربية اخرى.. ورغم عدم ثبوت أي معلومات تؤكد تورط هذه الاسماء واكتشاف بعضهم في المملكة وقت الحادث وعدم تلقي المملكة أي معلومات رسمية بهذا الصدد. فقد حرص سموه على قيام المملكة بكافة الاجراءات الرسمية الدبلوماسية والقانونية التي تحفظ للانسان السعودي كرامته وإنسانيته هناك بعيداً خارج الحدود وتكليف السفارات السعودية في امريكا وغيرها برعاية السعوديين ممن يعملون أو يدرسون أو يتلقون العلاج أو كانوا في أي مهمة خاصة وتقديم كل عون وسند لهم بما يضمن سلامتهم ورعايتهم، نعم السعودية ليست مع الإرهاب لكنها ضد الظلم والافتراء تؤمن بالتحقيق العادل الذي يحفظ للدولة حقها تماماً كما يحفظ للمواطن حقه كاملا. اشار سموه الى مشاركة المملكة في كل الجهود التي تحارب الإرهاب وليس هذا بجديد فقد وقَّعت المملكة على جميع الاتفاقيات التي تمت بهذا الشأن بين الدول العربية بعد ان عانت وكابدت من الإرهاب في الخبر والرياض. ولم تشرع في الاتهام أو الاعلان لكنها تأنت وتريثت ثم اعلنت الحق والحقيقة تأكدت واستوثقت ثم حددت الاسماء ونشرت عبر وسائل الإعلام، اعترافات الجناة ولم تتهم دولا أو شعوبا بأكملها.
وانطلاقا من مبدأ شخصية الجناية وكونها لاتتعدى لغير الجاني ومن قوله تعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى) لم تعمم على الآخرين ولم تعلن حربا على بلاد المتهمين ولا ابناء جنسهم وقال سموه انهم ضيوف لهم حق الكرامة والحماية.
ولم يضايقهم احد من المواطنين ولم يفعل ابناء هذا الوطن مثل ما عمل مع ابنائنا واخواننا في امريكا بعد الاحداث الاخيرة.
والمملكة كعهدها دائماً تغلب الحكمة في مواجهة الأمور الصعبة.. لاتزال علاقاتها طيبة مع كل الدول التي ينتمي إليها المجرمون الذين قاموا بالتفجيرات الأخيرة فهي لا تأخذ هذا بجريرة هذا ولا دولة ما بذنب رجل أو متهم يحمل جنسية او وثيقة قد تكون مزورة أو يقصد الاساءة لسمعة هذا البلد ومواطنيه إنها العدالة والثقة واحترام كرامة الانسان.
كما أكد سموه ثقته المتواصلة والدائمة في المواطن والذي يعتبره رجل الأمن الأول في بلاده وهو المحب لهذا البلد الكريم الامين الذي هو في البداية والنهاية وطنه الحبيب ومستقره الامن. إذا ان المملكة تعتبر المواطن السد المنيع والحصن الأساسي في مواجهة أي عمل إرهابي أياً كان.
وكعهده دائماً اجاب سموه بصدر رحب وحكمة بالغة ودقة متناهية عن أكثر من سؤال للمراسل الواحد. لكنها السماحة والاخلاص في كشف كل الملابسات والرد على التأويلات بمنتهى الوضوح والصدق وحسن الضيافة وتأصيل القيم.
حمى الله بلادنا وحفظها ووفق الله قيادتنا الرشيدة في السهر على مصالح العباد وتحقيق آمالهم.
للتواصل: ص.ب 783 الرمز 11421 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved