أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 11th October,2001 العدد:10605الطبعةالاولـي الخميس 24 ,رجب 1422

مقـالات

شدو
«برع بن برعي» يحدثكم «2»..!
د.فارس الغزي
أنا«برع بن برعي»، وكما ذكرت في المقالة السابقة، فاسمي هذا جميل حين يبدو مقلوبا، غير أنه يصاب بعلة «باطنية»، متأصلة تاريخيا، وذلك بمجرد إرجاعه إلى قواعده«اللفظية» الأساسية سالما، فحينها ينقلب معناه رأسا على عقب، فتقع الكارثة على الرأس والعقب..، حدثتكم سابقا كذلك عن العربي الأبي المذعور، المختبئ، المتمترس خلف سياجي المظهري، وكشفت لكم عن مخبره ما كشفه الحطيئة عن مظهره، لأواصل هنا القول بالقول يسعدني أنا«برع بن برعي!»، الوحيد في كوكب الأرض الغارق إلى حد أذنيه استهلاكا لمنتوجات غيره..، أقول يسعدني أن أخبركم بأنني مبتلى بالجدل، لا أتوانى عن مسك حلوق خلق الله خصوصا الأجانب وليس لي من هدف سوى اثبات ذاتي الحضارية، وتفوقي عليهم، وبكل صراحة يعجبني «الأنا» في كياني، غير العارف في أنه لا يعرف، مما بالتالي جنبني ويلات إعمال الفكر، ووخزات إيلام ألم المعرفة، وكفاني مشقة صعود الجبال الشاهقة التي أتهيبها بالفعل،، وأغناني كذلك عن عبثية الابداع والابتكار، وتلوث التصنيع..، ولمَ لا؟! فأنا أعتقد بكل ثقة في أن أهل الدول الصناعية قد تم تسخيرهم لينتجوا لي كمالياتي وضرورياتي، فأنا أراهم سخرة بغض النظر عن حقيقة أنهم ينظرون إليَّ بوصفي علة وعالة، فهم سعداء على كل حال، ودوما يتمنون لحضرتي رداء العفو ولباس الصحة والعافية، أقصد إنهم يفصلون ملابسي ، ما ظهر منها وما بطن، أعني المخيط منها، وما تحت المخيط، بل وما تنتعله قدماي، أو دعوني اختصرها بالقول.. كل شيء يلامس رأسي نزولا نحو أخمص قدميَّ، ومع ذلك فيعجبني العربي العنيد«فيني!» ، فهو يزداد مع الزمن اصرارا على المضي قدما نحو الخلف، غير عابئ بمشقات الحياة الشاقة، لذا تجدني أقتات التطنيش بكل حرفنة، لا ألتفت إلى ذاتي أبدا، فهي بخير وعافية، بغض النظر عن حقيقة أن الفصام لديَّ قد بلغ حدا أضر ببعض قدراتي العقلية، غير أنه أمدَّني بنعمتي النسيان والهروب عن الحقيقة، بمعنى أنه أعانني على أن أصدق نفسي، فانقلبت لديَّ الطاسة، ولست أقصد هنا طاسة سيارتي، بل بالأحرى طاسة رأسي، فاختلط حابل واقعي بنابل مأمولي، لهذا فلا ولن أتردد أنا«برع بن برعي» عن أن أجادل كائنا من كان حضارياً وكل من تسول له نفسه أن يفعل ، سيرى حقا العجب العجاب في استراتيجية أبو «برعي» هذا، حيث أطنش! كل حقائق الواقع، وشواهده، وأمتطي صهوة المأمول، فآخذ بتلابيبه وأستنسخه واقعا، وفي الوقت نفسه أتجاهل واقعي بالنظر إليه كأنه واقع خصمي، وأمري هذا غريب بالفعل، ومع ذلك دعوني أزيدكم من الغريب غريبا، شريطة ألا تستغربوا! في حال رأيتموني في موقف أنافح وأكافح وأدافع فيه عن حقوق سكان الفضاء وأنا الذي لم أحصل على حقوقي الأرضية، فهؤلاء الضعفاء«بنو فضاء!» بحاجة ماسة إلى من يقف معهم، ويساندهم في محنتهم مع سكان الأرض..، بل ليتكم تراقبونني كيف أنتصر للبيئة حينما أكون في الخارج.. حتما سأعجبكم أيَّما اعجاب، بغض النظر عن حقيقة كوني الملوث الأكبر للبيئة حينما أعود من الخارج إلى قواعدي سالما...،
في الختام دعوني أذكر باختزال ما سوف أفصله لكم عني في المقالة القادمة، فقد تعرضت أنا «برع بن برعي» لموقف مرعب حينما كنت طفلا، حيث هوجمت من قبل قط متوحش..!، وعلى إثر ذلك أغمي عليَّ لمدة طويلة من الزمن، لأجد نفسي بعد أن أفقت أكره كافة الحيوانات السائبة.. الناطقة منها وغير الناطقة.. فإلى تفاصيل التفاصيل..

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved