أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 13th October,2001 العدد:10607الطبعةالاولـي السبت 26 ,رجب 1422

مقـالات

أنت
هل المواجهة القادمة حضارية؟
م. عبد المحسن بن عبد الله الماضي
أحد سيناريوهات المواجهة المحتملة بين العرب والمسلمين وبين الغرب بخلاف المواجهة الحربية التي استهدفت أفغانستان كبداية.. هي المواجهة الحضارية والتي ستعتمد على عمود فقري هي المعلومة التي هي اساس الانتاج والابداع بشقيه المهني والفكري.
المشكلة في هذه الحرب هي ان أي حرب أخرى تأثيرها زمني محدد.. لكن حرب المعلومة يمكن ان يكون أبدياًّ.. وبالتالي فزمنه مفتوح غير محدد حتى يفني الله الأرض ومن عليها.
ما هي الخطوات العملية التي يمكننا اتخاذها لمواجهة أو لتلافي ذلك الحصار ان تم؟
جزيرة كوبا رغم قربها الجغرافي الشديد من أمريكا توقف نموها بسبب الحصار.. فالحياة بخدماتها وصناعاتها وموجوداتها توحي لزائرها أن الجزيرة توقف الزمن بها على ما كان موجوداً في النصف الأول من عقد الستينات الميلادية.
الصين من جهة أخرى ورغم الحصار والتعداد السكاني الهائل تكاد تنعتق من وحل التخلف فهي تشهد نمواً تنمويا وصل في بعض فتراته الى 25% سنوياً.. وتقنياتها الخاصة سوف تنافس التقنيات الغربية خلال عقدين من الزمن كما يتوقع له.
في ظني ان المواجهة بين المسلمين )والعرب تحديداً( وبين الغرب ستتم بأشكال مختلفة لكن أخطرها سوف يتم بشكل صامت مهما طرز قادة الغرب تصاريحهم ان الحرب هي ضد الارهاب وليس ضد العرب والمسلمين.. من الواجب استباق الأحداث بافتراض ان الغرب سوف يواجهنا بأشكال عدة من الحصار.
في جلسة مع مسوقين كان السؤال ما هي الآثار السلبية لهذه المواجهة )بالطبع من الناحية التجارية( فالسؤال دار بين مسوقين.. وكان رد أحد المسوقين أن السؤال يفترض ان يكون أولاً هل لهذه المواجهة آثار ايجابية وكيف يمكن الاستفادة منها.. ثم ننتقل الى السؤال عن الآثار السلبية وطرق مواجهتها لتخفيف تأثيرها على المدى القصير ومكافحتها على المدى الطويل وانسياقاً وراء هذا السؤال دعونا ننظر اليه من عدة أوجه:
من الوجهة الفكرية.. هل سيكون هناك تركيز وتأكيد للغزو الفكري؟.ان تأثير الغرب في وعي المجتمعات في شرق الارض وغربها وشمالها وجنوبها تأثير طاغ من خلال وسائل الاتصال والإعلام.. هذا التأثير العظيم كان نتيجة لحملة هدفها البيع والاستهلاك.. بمعنى آخر اذا كان التأثير الحالي صنع في أغلبه من خبراء التسويق فكيف سيكون التأثير إذا كان التخطيط له من قبل سياسيين وعلماء نفس واجتماع؟!.. هل سيكون احد اهداف المواجهة تأليب المجتمعات والاعراق الأخرى علينا وبشكل مركز ومدروس؟. وهل سيتم تكوين مركز ضرب المجتمعات الاسلامية والعربية فكرياً لمحاولة تفتيتها وتفريقها عاطفيا اضافة الى تفرقها سياسياً؟.. وهل وزارة مكافحة الارهاب الجديدة هي النواة لذلك؟
من الوجهة الاجتماعية.. هل سيتم بوسيلة او بأخرى تهجير المسلمين العرب المقيمين في الغرب واعادتهم الى أوطانهم الاصلية؟. وهل سيتم زرع الفتن في داخل المجتمع الواحد وتفتيته؟. وهل سيتم تقسيم بعض الدول العربية والاسلامية الى كيانات صغيرة كما تم بعد الحرب العالمية الثانية.. كما يجري تحضيره حاليا للعراق والسودان؟!.
من الوجهة الاقتصادية.. هل سيكون الغزو بالاغراق أم بالحد من الصادرات.. أم بماذا؟..
اذا كانت المواجهات الفكرية والاجتماعية أمور يفهمها النخبة .. فإن الأمور الاقتصادية على الأقل في مجملها يمكن ان يشترك بها الجميع أثرياء ومستهلكون ومسؤولون حكوميون.. بمعنى أن أحد أوجه الخلاف بين الأمريكان واليابانيين تجاريا هو آن الشعب الياباني لا يشتري إلا صناعة يابانية .. ماذا لو أن العربي المسلم ركز ان تكون مشترياته عربية مسلمة الصنع.. أيضا ماذا لو أن العربي والمسلم حرص أن يكون استثماره في بلده أولاً.
في مقالة سابقة ذكرت ما ورد في تقرير البنك السعودي الأمريكي عن أحد أهم أسباب عزوف الاستثمارات الأجنبية عن الدخول الى السوق السعودي هو طلبهم تفسيراً لسبب عزوف المستثمر السعودي عن الاستثمار في بلده. رغم ان الهدف المعلن للهيئة العليا للاستثمار لا يمثل أكثر من 20% من رؤوس الأموال السعودية المستثمرة في الخارج!.
أخيراً.. ماذا لو أن المسؤول العربي والمسلم حرص على ارتفاع نسبة التجارة البينية بين البلدان العربية والإسلامية.. فهي لا تتجاوز حالياً بين الدول العربية مثلاً )5%( من مجموع التبادل التجاري بين اي دولة عربية وبين الغرب.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved