أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 13th October,2001 العدد:10607الطبعةالاولـي السبت 26 ,رجب 1422

العالم اليوم

أضواء
الدولة الفلسطينية لا تقام بالتصريحات فقط
جاسر عبدالعزيز الجاسر
دون اغفال للنوايا الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية وعزم الادارة الأمريكية تقديم مبادرة لمعالجة الصراع العربي/ الاسرائيلي والتي كان مقرراً إطلاقها في بداية اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية شهر أيلول/ سبتمبر والتي تأجلت مثلما تأجلت اجتماعات الجمعية العامة بعد التفجيرات التي طالت نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا والتي اشعلت حرب مواجهة الارهاب.
نقول دون اغفال ذلك: لابد من التأكيد بأن التحرك الأمريكي والبريطاني الجديد والحماس تجاه القضية الفلسطينية وتكثيف الحديث عن ضرورة اقامة الدولة الفلسطينية يأتي متوافقاً لبناء تحالف دولي لمساندة الجهود الأمريكية والبريطانية لمحاصرة الارهاب وفق المفهوم الأمريكي/ البريطاني وبالتالي وحسب رؤية العديد من المحللين والخبراء فإن الحديث بهذه الكثافة عن ضرورة اقامة الدولة الفلسطينية يعد استمالة للعرب والمسلمين الذين تعد مشاركتهم في جهود مواجهة الارهاب ضرورية وأساسية لإنجاح هذه الجهود.
وهكذا فإن النظرة البرغماتية العربية والاسلامية يفترض ان تستفيد من هذه الحاجة والالحاح الأمريكي/ البريطاني وتطلب ثمناً عملياً وحقيقياً وليس الاعتماد على النوايا والأقوال فقط. والثمن العملي والحقيقي يكون على الأرض من خلال ترجمة الأقوال والنوايا الى قرارات دولية ترافقها إلزامية التنفيذ، فلا يكفي ان يقول الرئيس جورج دبليو بوش إنه يساند إقامة الدولة الفلسطينية وإن الادارة الأمريكية لديها رؤية لاقامة هذه الدولة.
ولا يكفي أيضاً ترديد البريطانيين بدءاً من رئيس حكومتهم توني بلير بأنهم يعملون على تهيئة الظروف لاعلان قيام الدولة الفلسطينية.
كما أنه لا يكفي أيضاً ما نقرؤه في الصحافة الأمريكية وحتى الاسرائيلية التي ذهبت الى حد القول إن الادارة الأمريكية تعمل على إنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
كل هذا لا يكفي ولا يفيد الفلسطينيين والعرب والمسلمين، فكلنا يعلم كم سمعنا من قبل، ومؤتمر مدريد للسلام ليس ببعيد وهو المؤتمر الذي رُتب وعُقد لإشعار العرب بأن أمريكا والغرب جادون في حل القضية الفلسطينية إلا ان كل شيء انتهى عند التعنت الاسرائيلي وعدم الرغبة في انهاء الاحتلال واشاعة السلام.
والآن يتكرر الوضع وإن كانت الحاجة الأمريكية والغربية أضحت أكثر الحاحاً وهذا ما يدفعنا إلى مطالبة القيادات العربية والاسلامية بأن تطلب من أمريكا شيئين محددين:
1 وقف الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة التي تفاقمت وتكثفت منذ بدء الحديث عن تكوين التحالف الدولي لمواجهة الارهاب، في استغلال مكشوف وانتهاز مرفوض لحادث مأساوي، وخصوصاً ان الجانب الفلسطيني التزم التزاماً صارماً بكل ما طُلب منه وبخاصةٍ وقف اطلاق النار رغم سقوط عشرات الشهداء.
2 إصدار قرار دولي ملزم من مجلس الأمن الدولي على خلفية القرارين 242 و338، يوضح دون لبس أو حاجة لتفسير إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
فإذا أمكن تحقيق هذين المطلبين نكون قد حققنا مثل غيرنا من الدول والتكتلات الاقليمية ما نريده من أمريكا والغرب لنعطيهم ما طلبوه منا من دعم ضمن مبادئنا وعقيدتنا الاسلامية.
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved