أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 15th October,2001 العدد:10609الطبعةالاولـي الأثنين 28 ,رجب 1422

القرية الالكترونية

اختراق مواقع مالية وحكومية وتجارية سعودية من قبل الهاكرز
* * الرياض فهد الزغيبي:
ينتظر أن تشهد ساحات الإنترنت هجمات وحروب طاحنة في الأيام القادمة نتيجة لما حدث في الفترة الماضية من هجمات تخريبية بين الهاكرز أنفسهم وكذلك قيام بعضهم باختراق شبكات عربية بقصد التخريب وسرقة المعلومات. طبعا هذه الأحداث ذات صلة وثيقة بالهجمات الأخيرة على الولايات المتحدة وكذلك قيام الولايات المتحدة وبريطانيا بضرب أفغانستان فلقد اعلنت جماعة من الهاكرز كانت تطلق على نفسها في السابق لقب Dispatchers وتحول لقبها مؤخرا إلى YIHAT مسؤوليتها عن اختراق عدد من المواقع العربية وخصوصا البنوك منها وعللت عملياتها بأنها لمكافحة الإرهاب والبحث عن حسابات مصرفية أو معلومات يمكن أن تقود للإرهابيين الذين أعلنهم الرئيس الأمريكي جورج بوش مؤخرا.
«القرية الإلكترونية» كانت قد حذرت في أوقات سابقة ومن خلال مواضيع عدة من مثل هذه الهجمات وأوضحت ان الشبكات العربية والإسلامية ستكون هدفا لهجمات الهاكرز وناشدت الشركات السعودية خصوصا بالحذر والاحتراس من مثل هذه الهجمات ولكن يبدو أن الكثيرين إما لم يقرأوا ما كتبته «القرية» أو ظنوا أن تحذيراتها ليست إلا من ألاعيب الصحفيين ولكن ربما يتأكدون من حقيقة هذه التحذيرات بعد أن يعلموا أن العديد من الشبكات والمواقع العربية والإسلامية الحساسة قد تعرضت للاختراق.
انتشرت في الأسبوع الماضي معلومات عن اختراق جماعة YIHAT لبنك سوداني بحثا عن أدلة أو حسابات للجماعات الإرهابية كما يزعمون وتقول الجماعة في بيانها أنها استطاعت الحصول على معلومات عملاء وحسابات البنك المذكور كاملة ووجدت من بينها حسابات تخص أسامة بن لادن.
وأضافت الجماعة أنها قامت بتسليم المعلومات لوكالات التحقيقات الفيدرالية الأمريكية FBI.
وفي ليل الأربعاء الماضي بالتحديد أعلنت الجماعة عن اختراقها لبنك سعودي من خلال الإنترنت واستطاعت الحصول على قاعدة البيانات الموجودة على الخادم الرئيسي والأجهزة المتصلة به وقال الهاكرز الذي قام بالاختراق أنه استطاع اختراق الشبكة الخاصة بالبنك من خلال بعض الثغرات المعروفة في خاصية المشاركة بالملفات Sharing والتي يستخدمها البنك على شبكته بالرغم من أن المشاركة في الملفات تعتبر أفضل وأسهل نقاط الاختراق ويقول الهاكر إن شبكة البنك كانت تعمل على نظام ويندوز 2000 وبدون حماية من جدار ناري Firewall ولهذااستطاع الهاكر على حد قوله الحصول على معلومات مثل قاعدة البيانات المالية و القوائم البريدية وملفات الشركة وخيارات البورصة وغيرها كما أنه تمكن أيضا من الوصول إلى الأجهزة الخاصة بالمستخدمين على نفس الشبكة حتى إنه ادعى اختراقه لجهاز المدير/الرئيس شخصيا وأكد الهاكر الذي يدعو نفسه Splices أنه قام بتسليم المعلومات للإف بي آي .«القرية الإلكترونية» تحتفظ باسم البنكين المخترقين مؤخرا وآثرت عدم نشرهما لأن الأسماء ليست بذات أهمية مقارنة بالذي حدث وأن العبرة في ما حدث وإن كان يتوقع أن تستمر مثل هذه العمليات في المستقبل خصوصا وان البنوك السعودية خاصة أصبحت مرتبطة مباشرة بالإنترنت وتسمح لعملائها بإجراء عمليات مالية معينة من خلال مواقعها على الإنترنت.
وتفاخر YIHAT بعملياتها ضد الإرهاب على حد قولهم وتحاول الحصول على دعم من الأجهزة الأمنية بالرغم من أن عمليات الهاكرز تعتبر مخالفة للقوانين في تلك الدول التي تنطلق منها عمليات هذه الجماعة مثل ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا ولكن هذا ليس كل شيء فبعد أن أعلنت الجماعة عن عمليتها الأخيرة ضد البنك السعودي المخترق كان الرد قاسيا وقويا جدا عليها، الرد لم يكن بالقبض عليهم ولكن تم إذاقتهم من نفس الكأس التي تعودوا أن يذيقوا الآخرين منه فلقد قام أحد الهاكرز المسلمين والذي يحمل لقبBunni Fluffi باختراق الموقع الخاص بالجماعة www.kill.net ووضع عليه شعارات مناهضة للجماعة وكذلك قام باختراق موقع العقل المدبر للجماعة الهاكر الألماني السابق Kimble والذي تم سجنه في الولايات المتحدة في بداية التسعينات بتهمة اختراق وكالةالفضاء الامريكية (ناسا) وعدة اختراقات مختلفة ولكن المفاجأة الحقيقية كانت أنBunn Fluffi اخترق الموقعين رغم انهما يعملان على نظام FreeBSD والذي يعد آمنا جدا مقارنة بالأنظمة الأخرى وهذا يبرهن قوة المخترق وقدراته على اختراق حتى الأنظمة وفي يوم الجمعة الماضي قام الهاكر باختراق الموقعين مرة أخرى ووضع كلمات تهكمية على جماعة YIHAT ورئيسهم Kimble .هذه الأحداث الأخيرة أحدثت انشقاقا في العالم السفلي فحدثت هناك بعض المناوشات والعمليات التخريبية على مواقع الهاكرز أنفسهم أو عناوينهم البريدية الإلكترونية وأيضا في غرف وقنوات المحادثات CHAT الخاصة بهم على نظام MIRC وبدا الهاكرز في الاستعداد للحرب مرة أخرى بعد الحربين السابقتين التي كانت أولهما الحرب العربية الإسلامية ضد اليهود والاسرائيليين وتلتها الحرب الثانية بين الأمريكيين والصينيين إبان الأزمة الشهيرة بين الولايات المتحدة والصين الخاصة بطائرة التجسس الامريكية.
ورغم أن هذه الحروب لم تكن تعني لبعض الهاكرز شيئا إلا أنه عرف عن الهاكرز تكوينهم في جماعات وصداقات مما يجعلهم يستنجدون بأصدقائهم والجماعات الحليفة لهم في مثل هذه الحالات وهذا ما يرجح حدوثه في الأيام القادمة حسب ما توصلت إليه «القرية الإلكترونية» فلقد قامت YIHAT بالاستنجاد بجماعات مثل WHO وMOSAD و عدد من الهاكرز الآخرين الذين يعملون منفردين.
وفي يوم الجمعة الماضي تم اختراق موقعين يقعان تحت نطاق .sa أحدهما حكومي.sa.gov ويشتبه أن الاختراقين بسبب الأحداث الأخيرة بين YIHAT والهاكرز العرب والمسلمين ولهذا السبب قام كما يبدو Bunni Fluffi باختراق الموقعين الخاصين ب YIHAT ورئيسها مرة أخرى كما ذكر سابقا وكذلك لمحاولة الجماعة التطاول عليه بالكلام البذيء.
هذه القصص والأحداث قد لا تكون بذات أهمية ولكن تم إيرادها لتوضيح جزء من الخلفية الخاصة بهذه الأحداث ولكن ما يهم حقيقة هو استمرار تعرض المواقع السعودية لاختراق في الأيام القادمة لأنها أصبحت كما يبدو وكما يعتقد بعض الهاكرز وسيلة لإخراج Bunni Fluffi ومن معه من طورهم وحملهم على القيام بعمليات تخريبية أي أنها ستصبح حرب انتقامية.
في هذه اللحظة بالذات يجب على جميع مديري الشبكات التأكد من التحصينات الأمنية لشبكاتهم للحيلولة دون تعرضها لاختراق أو تخريب في الأيام القادمة بعد أن أصبحت شبكات المملكة الإنترنتية هدفا لأصابع بعض الهاكرز.


أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved