أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 15th October,2001 العدد:10609الطبعةالاولـي الأثنين 28 ,رجب 1422

الريـاضيـة

كبد الحقيقة
مدرسة «سعد» المثالية..!
خالد الدوس
يقول أحد الفلاسفة المكترثين بعلم النفس والسلوك.. هذا العلم الحيوي المفعم بالاسرار الوجدانية والنظريات العظيمة.. يقول (تستطيع ان تملك ثروة بشرية هائلة إذا أجدت فن التعامل مع الآخرين) وهذه النظرية الجميلة في مضمونها ومفهومها.. جسدها نجم فريق النصر وقائده العملاق الكابتن سعد الجوهر على أرض الواقع.. فمنذ ان وطأت قدماه أرض الملعب مع أول جيل نصراوي ساهم في دعم الحركة التأسيسية للمسيرة الصفراء في النصف الثاني من عقد السبعينيات.. جيل أبو حيدر ورزق سالمين وميزر أمان وعبدالله أمان وفيصل العسيلان وناصرومحمد ابناء النفيسة ومروراً بالجيل الذهبي.. محمد سعد العبدلي وناصر الجوهر وخالد التركي ويعقوب مرسال وعيدالصغير ومبروك التركي يرحمه الله وبقية الاسماء الذهبية... جيل الانجازات والبطولات في الحقبة التسعينية.
ظل لاعباً مثالياً في تعامله وسلوكه الجم مع الآخرين فعلى مدى عقد ونصف العقد من الزمن قضاها جمجمة (فارس نجد) الذهبية... في الملاعب لم ينل أي بطاقة ملونة ولم يصدر بحقه قرار ايقاف أو سوء سلوك تجاه ا لحكام وزملائه اللاعبين في ناديه أو حتى الأندية الأخرى ولم يتمرد يوماً من الأيام على فريقه الذي قدمه لساحة الشهرة والنجومية بل كان نجماً ومثالاً يحتذى به في اخلاصه الكبير واخلاقياته الرفيعة مدركاً في هذا الجانب ان الاخلاق العالية والتعامل الأمثل مع الآخرين يعد نبراساً وسراجاً يضيء له دروب النجومية والتفوق داخل ميدان المنافسة.. حتى ان بعض لاعبي النصر ومنهم عيد الصغير ومحمد سعد العبدلي وناصر الجوهر.. الذين اشتهروا بسلوكياتهم واخلاقياتهم العالية في الملاعب.. تأثروا كثيراً بهذه المدرسة المثالية في كل شيء.
فقد منح الكابتن سعد الجوهر شارة القيادة لفريقه رغم صغر سنه كلاعب اشتهر في خط الوسط... يحمل في ذاته كل أدوات ومؤهلات النجاح.. وسط كوكبة من النجوم الافذاذ والاسماء الرنانة التي كانت تزخر بهم الخارطة الصفراء آنذاك.. وجاء اختياره ومنحه شارة القيادة رغم صغر سنه نظرا لتميزه من الناحية الفنية والسلوكية الجمة الأمر الذي جعله يفرض احترامه على الجميع بما فيهم اللاعبون انفسهم والذين كانوا ينصاعون لتعليماته ويحترمون توجيهاته كقائد فذ اشتهر بقوة الشخصية داخل ارض الملعب سواء مع ناديه أو مع منتخب المملكة الذي قاده لدورة الخليج الأولى بالبحرين عام 1970م.
ويعتبر الكابتن سعد الجوهر من الفصائل النادرة التي كانت تنتمي لجيل العمالقة في الثمانينيات فقد اشتهر بضربات الرأس القوية وقدرته الفائقة على احراز الأهداف بتلك الضربات وتبعاً لذلك اطلق عليه لقب صاحب الجمجمة الذهبية كما اشتهر بقدراته الفنية العالية في خط الوسط.
وقد يخفى على الجميع والكلام على لسان رفيق دربه وحارس النصر سابقا (محمد بن نفيسة) ان الكابتن سعد كان يعد وراء بقاء فارس نجد في دائرة الضوء بعد ان كان قاب قوسين أو أدنى من الحل والضياع بسبب الاغراءات التي حصل عليها بعض لاعبي النصر (أوائل عقد الثمانينيات) وهم (ناصر كرداش وعبدالله أمان وناصر بن نفيسة) من فريق اتحاد الرياض (قبل حله) عندما وقعوا في كشوفاته الأمر الذي أثار حفيظة بقية لاعبي النصر ورفضهم تجديد توقعيهم نهاية الموسم حين علموا بتوقيع الثلاثي في كشوفات فريق الاتحاد وطبقا لنظام التصنيف والتثبيت في تلك الحقبة كان ينص على قيام جميع لاعبي الأندية بتجديد توقيعهم في كشوفات أنديتهم إذا رغبوا البقاء في فرقهم نهاية كل عام.. ولإصرار لاعبي النصر حيال عدم تجديد التوقيع كاد الفريق الأصفر يدلف نفق الحل والضياع لولا قيام اللاعب سعد الجوهر باقناع ناصر كرداش يرحمه الله بحكم علاقته المتينة ومكانته الرفعية عنده بان يبطل توقيعهم حيث نجح (كرداش) في سحب كشوفات فريق الاتحاد التي وقعوا عليها وتمزيقها بعيدا عن الانظار ليعود هذا الثلاثي لناديهم الأصلي ومن ثم وقَّع الجميع في الكشوفات الصفراء في صورة بطولية جسدها سعد الجوهر.. عكست بالتأكيد حبه وولاءه لفارس نجد.
سعد الجوهر.. الذي يمر في الوقت الراهن بظروف نفسية وصحية تمثلت في بتر رجله اليسرى بسبب إصابته بداء الغرغرينا شفاه الله لاريب بأنها معاناة مرضية صعبة ولكن عزاءه الوحيد انه زرع في قلوب الآخرين بذور المحبة والاحترام وهاهو يحصد ثمار (تعامله المثالي) معهم .. فمنزله لايخلو يوميا من عشرات الزائرين والأصدقاء من أغلب الأندية الأخرى الذين حرصوا على عيادته وزيارته مراراً وتكراراً.. ولعل مهاتفة وزيارات بعض أعضاء شرف نادي الهلال ولاعبيه السابقين (لسعد).. وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير هذلول بن عبدالعزيز رئيس أعضاء الشرف بنادي الهلال تأتي امتداداً لشعبيته البشرية الهائلة التي يتمتع بها داخل اسوار هذه الحياة الفانية حيث جاؤوا ليقدموا له نتاج مازرعه في قلوبهم من خلق رفيع وأدب جم.
فتبسم ياسعد.. تبسم فأحبابك قد طوقوك بعناق المحبة والتقدير وانت في أحلك الظروف الصحية والنفسية.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved