|
| الطبية
يعتقد أكثر الناس أن ارتفاع الشحوم في الدم ومضارها على صحة الإنسان مسألة تنحصر عند كبار السن فقط والحقيقة ان تبدلات الكولسترول والشحوم الدموية الأخرى في فترة الشباب لها الدور الأكبر في التأثير على الأوعية الدموية وباقي أعضاء الجسم عند الكبر.
وتشكل الشحوم 15% من جسم الرجل و 21% من جسم المرأة تقريبا أي أن أي رجل وزنه 70 كجم لديه ما لا يقل عن 10 كغم من الشحوم.
والشحوم بشكل عام توجد في الجسم على شكلين.
الأول: شحوم تدخل في بنية الجسم وتدعى الشحوم البنيوية.
والثاني: شحوم حرة طبيعية تدخر في الجسم لحين حاجته إليها فهي تعتبر مصدرا للطاقة حيث يؤدي احتراق جرام من الشحوم (الدهون) الى إعطاء 9 سعرات حرارية مقارنة بالسكر والبروتين اللذين يعطي كل جرام منهما 4 سعرات حرارية.
تركيب الشحوم وامتصاصها
تمتص الشحوم من الأمعاء الدقيقة وذلك بعد تفكيكها بواسطة الأنزيمات الهضمية التي يفرزها البنكرياس ومن المعروف أن الشحوم لا تذوب في الماء ولكي يستطيع الجسم امتصاصها يجب أن ترتبط مع بروتينات خاصة لنقلها، وتحتاج الى الأحماض الصفراوية التي يفرزها الكبد لكي تعبر الأمعاء والشحوم الأساسية التي يمتصها الجسم هي الكولسترول الكامل والشحوم الثلاثيةTriglycerides (تراي جليسيرايد) ولكي يستطيع الجسم الاستفادة من هذه المركبات يقوم بتفكيكها بواسطة أنزيمات خاصة، فالشحوم الثلاثية تتحول إلى ثلاثة أجزاء من الشحوم الحرة التي يطلقون عليها (Free Faty Auds) وجزء من الغليسرول أما الكوليسترول فيمكن تحليل أجزائه الى عدة مركبات تدعى بروتينات شحمية (Lipoproteins) وهي:
1 الجزيئات الكيلوسية الصغيرة.
2 البروتينات الشحمية المنخفضة الكثافة ((LDL وتدعى الشحوم الضارة.
3 البروتينات الشحمية العالية الكثافة ( HDL) وتدعى الشحوم المفيدة.
4 البروتينات الشحمية الشديدة الانخفاض في الكثافة (VLDL) .
تمتص الشحوم بشكل عام كما ذكرنا من الأمعاء الدقيقة حيث تذهب مع السائل اللمفاوي عبر القناة الصدرية الى القلب مباشرة بعدها توزع الى الجسم عن طريق الدم حيث تذهب المركبات الى الكبد والعضلات والخلايا الشحمية وتحدث عمليات تمثيل واستقلاب وينتج عنها طاقة..أو يمكن أن تخزن بعض المركبات الزائدة ويحاول الكبد تبديل بعض الشحوم الى مركبات أخرى .
الجدير بالذكر أن الشحوم مهمة لامتصاص مجموعة من الفيتامينات مثل فيتامين E,A,K,D.
كما أن العديد من الهرمونات تتركب من الكولسترول مثل الهرمونات السنيروفيوية أو الكورتيزون الطبيعي كما أن زيادة الشحوم في الجسم واضطراب آلية تمثلها أو استقلابها تنتج عنها أمراض كثيرة منها:
1 البدانة (السمنة) وما يرافقها من مشاكل صحية مثل التهاب المفاصل وارتفاع الضغط وأمراض الأوعية الدموية والقصور التنفسي وآلام البطن.
2 أمراض القلب حيث إن من الثابت حاليا أن ارتفاع كولسترول الدم يعد سببا في حدوث الذبحات القلبية وتصلب الشرايين الاكليلية المغذية للقلب.
3 يؤدي الى ارتفاع الضغط الشرياني وتصلب أوعية الدماغ مما يزيد من نسبة حدوث السكتات الدماغية.
4 تشمع الكبد ويمكن أن يحدث قصورا كبديا مزمنا وتشمعا في الكبد.
5 السكري، ان ارتفاع نسبة الشحوم في الدم والبدانة يساعدان على ظهور مرض السكر.
6 تخثر الدم، زيادة شحوم الدم تساعد على تجمع الصفيحات الدموية، التي بدورها تلعب دورا في تشكيل الخثرات الدموية داخل الشرايين وما يرافقها من أعراض جانبية.
معالجة ارتفاع نسبة الشحوم في الدم
تعتمد المعالجة على ثلاث ركائز أساسية هي:
1 الحمية الغذائية القليلة الدهون والابتعاد عن الزيوت والسمن والزبدة وتناول منتجات الحليب القليلة أو المسحوبة الدسم.
2 ممارسة الرياضة كالمشي والسباحة.
3 الأدوية إذا لزم الأمر.
4 المحافظة على الوزن المناسب.
المأكولات الغنية بالكولسترول
الحقيقة ان الشحوم موجودة في مجموعة واسعة جدا من الأطعمة اليومية مثل صفار البيض، الزبد، الحليب، واللحوم الدسمة خاصة الحمراء وجلد الدجاج والزيوت بشكل عام.
كما يوجد الكولسترول في المكسرات أيضا مثل اللوز والجوز ويوجد في لحوم الأعضاء مثل الكبدة والمخ والكلاوي والقلب ويكثر في الروبيان والكافيار والشوكو لاته والقشدة والأجبان واللبنة.
عادات تزيد من الكولسترول في الدم
إن تناول الأغذية بشكل شره يؤدي الى زيادة الكولسترول والشحوم وما يرافق ذلك من أعراض ومضار على الجسم..
ويرتفع الكولسترول في الدم لدى الشباب إذا مارسوا العادات السيئة التالية:
1 التدخين، حيث يعتبر من أكثر العوامل التي تؤثر على استقلاب الشحوم كما أنه ليس بالضرورة ان ترتفع نسبة الكولسترول لديهم حتى يحدث الضرر إنما يمكن أن يحدث الضرر رغم انخفاض نسبة الكولسترول وذلك بسبب تخريش الجدار الداخلي للأوعية الدموية.
2 الكحول، من المعروف أن الكحول يؤدي إلى انخفاض فعالية الكبد وبالتالي يضطرب استقلاب الكولسترول وتزداد نسبة الشحوم الثلاثية في الدم لذلك ينصح بالابتعاد عن الكحول نهائيا وكذلك التدخين.
3 الغذاء، إن الأغذية الدسمة هي السبب الأول لزيادة نسبة الشحوم في الدم لذلك ينصح بالابتعاد عن الدسم قدر الامكان وتناول اللحوم البيضاء ومراقبة كمية البيض التي يأكلها الإنسان وكذلك كمية الألبان وينصح بالإكثار من تناول الفواكه والخضار الطازجة والأغذية العالية الألياف وشرب كمية كافية من الماء على الأقل 8 كاسات يومياً.
4 السكر أو الكربوهيدرات:
يجب أن يعرف الناس أن هناك حلقة تحول بين السكر والشحوم فيمكن للجسم ان يركب الشحوم من السكاكر أو الكربوهيدرات لذلك يزداد الكولسترول لدى مرضى السكر فمن المفيد جدا تخفيف الوزن ومراقبة السكر والحد من تناول الكربوهيدرات وممارسة الرياضة.
ندى الرشيد
مستشفى الملك فهد للحرس الوطني
|
|
|
|
|
