أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 16th October,2001 العدد:10610الطبعةالاولـي الثلاثاء 29 ,رجب 1422

مقـالات

الصراع لدى الغرب المتعصب
د. عناد العجرفي العتيبي
كشفت الأحداث التي شاهدها العالم على شاشات التلفزيون في نيويورك وواشنطن عن موقف الغرب من الإسلام. وهذا ما صرح به بعض صناع القرار لديهم. حيث أعلن وزير الخارجية الأمريكي خلال ساعات من وقوع الهجمات أن وراء الهجمات بعض الأصوليين الإسلاميين. وأكد ذلك رئيس أمريكا ثم تدارك أنهما لا يوجهان الاتهام إلى الإسلام. وحاولت أمريكا علانية في محاولات وقف عمليات التعرض للمسلمين والعرب داخل أمريكا لكن عاد الرئيس في زلة لسان فقال إنها الحرب الصليبية ثم اعتذر. وتوالت تصريحات بعض زعماء الغرب المتعصبين. فجاء على لسان رئيس وزراء إيطاليا أن قيم الغرب تعد أعلى من قيم الإسلام. وهوجم على قوله. وخرجت العجوز الشمطاء مارجريت تاتشر رئيس وزراء بريطانيا سابقاً لتعلن أن الإرهابيين هم من المسلمين وعلى دول الإسلام أن تعترف بذلك. وتجدد الحملات الإعلامية المباشرة وغير المباشرة على الإسلام نابع من فكرة الصراع التي هي جزء من حياة الغرب وثقافتهم قديماً وحديثاً والتاريخ خير شاهد على ذلك. فالصراع نجده في أساطيرهم القديمة (الإلياذة) و(الاوديسة) التي تحكي صراع الأمم السابقة مع بعضها وصراعهم مع الإسلام في الأندلس وشمال أفريقيا. ثم صراع القوميات في أوروبا وزحف هذا الصراع إلى أمريكا في عملية ابادة الهنود الحمر. ونتج عنه الاستعمار لشعوب الأرض واستمر مع الأيام تعصبهم وصراعهم حتى عن طريق النظريات الحديثة التي أتوا بها ابتداء بالصراع البيولوجي الذي أسسه (دارون) ومروراً بالصراع الاجتماعي لدى (هريرت سبنسر) وانتهاء بصراع القوميات الذي أكد عليه (نيتشه) والشواهد لا تعد ولا تحصى على تأصل هذه النزعة لدى أعداء الإسلام ومحاولاتهم المستمرة لتشويه صورة الإسلام وقد تصدى علماء المسلمين عبر العصور لدحض هذه الدعاوى التي يطلقها الغرب وابراز الوجه الحقيقي للاسلام. والمسلمون ليس لهم مشكلة مع الغرب لأن الإسلام لا يعادي أحداً. وتاريخ الإسلام يؤكد ذلك بل هم الذين يعادون الإسلام والإسلام دين العدل والإنصاف والمساواة. وقد أعطى لأهل الكتاب حقوقهم كاملة وعاشوا في الأراضي الإسلامية عيشة طيبة مطمئنة.
ومما لاشك فيه أن وراء هذه الحملات أصابع خفية وأجهزة صهيونية إعلامية لكون الصهاينة يسيطرون على وسائل الإعلام الغربي. ودوافع دبلوماسية يهودية واستخباراتية (الموساد) لتشويه صورة الإسلام وتلفيق التهم ضد العرب والخلط بين الأمور والربط بين الإسلام والإرهاب ووضع الإسلام والإرهاب ومقاومة الشعب الفلسطيني في سلة واحدة.
وتعمد وسائل الإعلام لما لها من تأثير مباشر على صناع القرار في دول الغرب ولخدمة الصهيونية إلى ربط المقاومة الفلسطينية والانتفاضة المظفرة بالارهاب دون اعتبار للقيم ولا للتاريخ ولا لحق الشعوب والعدل في التحرير ولاستقلال الكرامة.
إن هذا النوع من الادعاءات والتصريحات ليس جديداً.
وواجبنا التصدي للخلط وسوء الفهم وتوصيل مفهوم الإسلام وأن نسعى من خلال الوسائل المؤثرة سواء الدبلوماسية الرسمية أو الإعلامية المباشرة أو التقنية المتقدمة لإزالة أوجه الخلل والخطأ واللبس في إدراك الغرب لقيم ديننا الحنيف وإظهار محاسنه وتوضيح مبادئه...!
للتواصل: فاكس 411504



أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved