أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 16th October,2001 العدد:10610الطبعةالاولـي الثلاثاء 29 ,رجب 1422

القرية الالكترونية

تجريد الكتروني
انترنت لك عليه "للأبد أم ماذا"؟
عبد العزيز أبانمي
يأتي انتقاد جهة ما او مؤسسة ما، او حتى فرد ما في العادة على ضربين، فإما ان يتخذ هذا النقد مسلكا مباشرا يتم من خلاله تسليط الضوء وتوجيه الانظار والأعين صوب المشكلة المقصودة وتحديد ماهيتها وتقديم بعض الحلول المقترحة التي يمكن لها ان تساهم في تقديم ما يراه الكاتب عيبا واصلاحه حتى وان اتخذ هذا الاصلاح شكلا جزئيا وهناك أيضا ذلك النوع من النقد غير المباشر الذي يجيء في اشكال وصور وأنماط ووسائل عديدة كسرد قصة ما تتمحور حول من او ما يرغب الكاتب في نقده، او ان يلجأ الكاتب الى ايراد ما يرغب في انتقاده ضمن سياق نص مثالي ينصب أساسا على موضوع آخر قد يكون أولا يكون له ارتباطه بما يبحث الكاتب عن مناقشته ونقده.
أجدني مجبرا على حشر هذه المقدمة بعد مرور ما يقارب من عشرة اشهر على ظهور مقال لي في هذه الزاوية تحت عنوان "انترنت لك عليه" تحدثت فيه عن معاناتي الشخصية مع مقاهي الانترنت في ذلك الوقت وكيف ان السلحفاة بسيرها الهوينا، انما هي اسرع من سرعة الارتباط بالانترنت في تلك المقاهي كنت اتعشم ان يكون ذلك النقد غير المباشر وكجزء من مطالبة عامة بخدمة انترنت افضل تنسجم مع سرعة التطور الذي نعيشه هنا، كنت اتعشم ان تكون تلك المقالة الانتقادية سببا في حدوث تغير واضح وملموس يجعلك قادرا على ان ترتبط بالشبكة العنكبوتية متى ما شئت دون ان تأخذ في حساباتك واعتباراتك وقته ومدته واهم من ذلك كلفته.
والآن وبعد مرور تلك الاشهر العشرة، اعود لاجد ان الحال أفضل قليلا مما كانت عليه، غير انها وللأسف اقل كثيرا من الطموح الذي نرغب في الوصول اليه ليقيننا ان الامكانات والرغبات متوافرة لتحقيق هذه الفائدة المتمثلة في نشر العنكبوتية لما لها من فوائد جمة خصوصا بالنسبة الى بلدان ترتقي سلالم التطور بكل ابعاده كالمملكة العربية السعودية.
عدم الرضا عن المستوى الحالي للكيفية التي يتم عبرها تسويق الانترنت وتقديمه ونوعية ما يتم طرحه من خدمات يدفعك الى ان تصرخ وتصرخ بانتقادك بشكل مباشر. خيبة امل لا تجد معها بديلا غير ان تتساءل عن الاسباب التي تمنع تقديم خدمة انترنت شهرية لا محدودة الوقت بإيجار شهري معين عبر شركات مؤهلة ودون ان يكون هناك اي رسم على ساعات الاتصال ألن يلعب ذلك دورا واضحا في زيادة اعداد المشتركين وبالتالي زيادة ربحية شركة الاتصالات هل هناك دراسات تسويقية قامت بها شركة الاتصالات لمعرفة ما اذا كانت مثل هذه الخدمة الاشتراكية المحددة الثمن ستكون خيارا افضل مما هو معمول به حاليا؟
الامر الآخر الذي يثير التساؤل هو عزم شركة الاتصالات على البدء في نشر الشبكة (DSL) قادرة على تقديم خدمة انترنت سريعة وتلك خطوة رائعة ولاشك غير اننا في هذا البلد الكريم اعتدنا ان تتأسس البنى التحتية من حيث انتهى الآخرون لا من حيث ابتدأوا، ما اريد الوصول اليه هو ان هناك تطورات تقنية سريعة تأخذ محلها في كل يوم في عالم الحاسوب والشبكة العنكبوتية وطرق تمرير وتقديم خدمة الانترنت ما هي الا جزء من هذا العالم الذي يطاله التحديث والتجديد بشكل دوري وبالتالي فانه من المؤكد ان هناك وسائل شبكات اتصالية احدث من مفهوم DSL ذلك ان هناك حاجة ماسة لان تتوفر شبكة عنكبوتية عالية الكفاءة وذات سرعة مميزة لا لتلبية الحاجات الحالية والتطبيقات الآنية بل لتحمّل اعباء التطبيقات المستقبلية التي بدأت ملامح ومعالم تكوينها في التشكل ومنها على سبيل المثال لا الحصر خدمة التدريس والتدريب التفاعلية التي تتم عبر الشبكة العنكبوتية، بحيث تنتفي الحاجة الى وجود الطلاب في مكان دراسي واحد بل يتم التفاعل عبر الانترنت وهي نوعية جديدة وفريدة من الخدمات التعليمية تحظى بتزايد كبير في شعبيتها واستخدامها في الولايات المتحدة الامريكية لدرجة ان سهم اشهر جامعة Phoenix والتي توظف مثل هذه الخدمة لتقديم درجات علمية متخصصة ظل في ارتفاع مستمر رغم الوضع المزري لسوق الاسهم الامريكية.
التفكير في المستقبل وحاجاته وما قد ينشأ من تطورات تقنية ينبغي ان يكون واحدا من تلك الاسس التي يتم بمقتضاها تخطيط وتنفيذ البنية التحتية لشبكة الاتصال الخاصة بالانترنت ذلك ان الشبكة العنكبوتية قادرة على تعويض غياب الكثير من المصادر المعلوماتية التي يحتاج لها المختصون والباحثون واقرب مثال على ذلك امكانية الحصول على منفذ ارتباط للاطلاع على مختلف المجلات العلمية المتخصصة بحيث يصبح في الامكان تعويض النقص الرهيب لمثل هذه المجلات عن ارفف اكبر المكتبات هنا.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved