أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 16th October,2001 العدد:10610الطبعةالاولـي الثلاثاء 29 ,رجب 1422

متابعة

أحد سكان القرية: نحن أبرياء لا تضربونا .. لا علاقة لنا بابن لادن
جحيم جوي أمريكي يزيل قرية أفغانية من الوجود
* خورم أفغانستان من
زيشان حيدر رويترز:
شهود عيان قليلون يمكنهم وصف ماذا حدث لقرية خورم بجنوب أفغانستان مساء الاربعاء الماضي.. لا يوجد أحياء كثيرون، ولكن المشهد واضح .. أكواخ من الطين وحظائر الماشية على مسافة نحو 60 كيلومترا من جلال أباد دمرتها عاصفة نارية.
قال مسؤولون في حركة طالبان الحاكمة إن القرية سوّيت بالأرض في الغارة الجوية الامريكية التي قتلت حوالي 200 قروي.
قال حسين خان الذي سقط أولاده الاربعة قتلى في القصف الجوي ونجا بسبب فراره عند سماع صوت طائرة «أطالب أمريكا ألا تقتلنا».
ويقول مسؤولون إنه تم انتشال 160 جثة من تحت الانقاض وأن قرويين من نجوع مجاورة لا يزالون يبحثون عن مزيد من الجثث حتى يوم الاحد عندما قام صحفيون جاءوا من باكستان بجولة في المنطقة.
قوبل الزوار الأجانب بمظاهرة احتجاج إذ حاصر الصحفيين نحو 100 طالب من مدرسة مجاورة وهم يهتفون «تسقط أمريكا» و«يعيش الاسلام.. نحن مستعدون للجهاد».
ومن الصعب تحديد ما اذا كانت المظاهرة تلقائية أم مدبرة، ولكن كان واضحا أن شعور المتظاهرين حقيقي.
ولم يصدر تعليق من واشنطن على التقرير بيد أن مسؤولين في وزارة الدفاع «البنتاجون» قالوا إنه منذ بدء الحملة للقبض على أسامة بن لادن المشتبه به الرئيسي في الهجمات المدمرة على أمريكا في الشهر الماضي قنبلة واحدة فقط أخطأت الهدف وأن ذلك كان بالقرب من كابول.
قال ضابط على متن الحاملة كارل فينسون التي تقلع منها طائرات لقصف أفغانستان إن القنبلة التي أخطأت الهدف ووزنها 900 كيلوجرام يمكن أن تسبب رد فعل حاد لأي موجود في دائرة قطرها أكثر من كيلومتر مربع.
والأعراض واضحة في خورم.
بمجرد رؤية الأجانب ألقي قرويون ينقبون في الانقاض معاولهم وصاحوا «تسقط أمريكا».. بيد أن عجوزا خرج عن الإجماع اذ خلع عمامته وقال نحن قوم فقراء..لا تضربونا، ليس لنا دخل على الإطلاق بابن لادن.. إننا أبرياء». وقال قرويون ان 20 الى 25 قنبلة أو صاروخا انهالت على المنطقة في موجتين من الهجوم.
قال الفلاح طوراي وهو مذهول وقد نجا لانه كان خارج البيت « فقدت بناتي الاربع وابني وزوجتي في هذا الهجوم».
وكان يمسك بشظية مكتوب عليها «قنبلة مجنحة موجهة». وكانت رائحة الموت تلف القرية.
وبين أنقاض أحد البيوت برزت ذراع وفي مكان آخر ظهرت ساق بالقرب من وسادة ملطخة بالدماء، وانتثرت في الحقول المجاورة جثث ماشية نفقت في الهجوم تحوم فوقها أسراب من الذباب.
و شاهد الصحفيون نحو عشرة قبور محفورة حديثا قال مسؤولون انها لاطفال قتلوا في الغارة. وغير معروف ماذا حدث لجثث أخرى قال مسؤولون انها انتشلت من تحت الانقاض.
وفي أحد مستشفيات جلال أباد عالج الأطباء نحو 17 مصابا في الهجوم بينما رقد ثلاثة أطفال عجاف عمرهم 18 شهرا وسنتان وثلاث سنوات قالت ممرضة ان عائلاتهم قتلت بأكملها في الهجوم.
قال مصاب آخر اسمه محمد «سبع سنوات» وهو يرقد والاربطة تلف عينيه في عنبر مزدحم بالمستشفى الذي يضم 450 سريرا «كنت نائما عندما سقطت القنبلة. لا أعرف من أحضرني الى هنا».
والمعروف ان معسكرات تدريب تابعة لشبكة القاعدة التي يرأسها ابن لادن كانت توجد حول جلال أباد وإن كان سكان في خورم يصرون انها غير موجودة.
قال القروي جل محمد «لا توجد قواعد عسكرية في هذه القرية، أين أسامة، إنه ليس هنا، اذن فلماذا يهاجموننا».

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved