أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 16th October,2001 العدد:10610الطبعةالاولـي الثلاثاء 29 ,رجب 1422

متابعة

انتقدوا الهجوم على نيويورك وواشنطن وقالوا: إن المسلم الحق لا يقتل الأبرياء
المسلمون في تركيا ينتقدون نداء أسامة بن لادن للعالم الإسلامي بشن الحرب على أمريكا
* استنبول د ب أ:
يخشى الأتراك المسلمون من أن تؤدي الهجمات الارهابية التي قام أسامة بن لادن بتدبيرها باسم الإسلام ورد الفعل المضاد للانتقام الامريكي إلى وضع العالم الاسلامي على مسار خطير حول الصراع مع الغرب والتخلف التكنولوجي واليأس الاقتصادي.
فالغالبية العظمى من الأتراك الورعين، اعتبارا من الحلاق العادي وحتى أكبر رجل دين مسلم يدينون ابن لادن ويقدمون الأعذار عن الهجمات الارهابية على نيويورك وواشنطن ويسارعون لتوضيح أن الاسلام لا يقر مثل هذه الاعمال.
وفي خطبة خاصة في نهاية الاسبوع بمناسبة ليلة الاسراء والمعراج، قال أبرز رجال الدين الاتراك، محمد نوري يلماظ، أنه ينبغي على المسلمين رفض أي صلة بين العنف والاسلام.
وحث يلماظ المسلمين على التفكير في كيفية النهوض بالمجتمعات الاسلامية وتحسين أوضاعها وعدم التخلف كثيرا عن الغرب.
وقال يلماظ «إن الاسلام يعني السلام والرخاء ويحرم قتل الأبرياء وكافة المخلوقات الحية. فهذا الدين يقول ان من قتل إنسانا كأنه قتل الناس جميعا ومن أحيا إنسانا كأنه أحيا الناس جميعا وليس له أي صلة على الاطلاق بالارهاب».
وأضاف «هذه الليلة ليلة الاسراء والمعراج يجب أن تجعلنا نفكر لماذا يعيش العالم الاسلامي في حالة بائسة بسبب الجهل والفرقة فيما حقق العالم غير الاسلامي التقدم».
وفيما كان يلماظ يلقي خطبته يوم «الجمعة» الماضي، احتشد مئات المتظاهرين في ميدان بيازيت باستنبول وفي مدينة كونيا المحافظة بجنوب تركيا لإدانة الهجمات التي تقودها الولايات المتحدة ضد أفغانستان.
وفي استنبول نظم حوالي 000. 1 شخص جنازة صورية للذين قتلوا في الهجمات، ودعا المتظاهرون إلى وحدة المسلمين ورددوا شعارات ضد الولايات المتحدة. وكانت هذه أول مظاهرة في تركيا منذ بدء الضربات الجوية على أفغانستان قبل أسبوع.
وقد أدان زعماء الحزبين السياسيين الاسلاميين في تركيا ممارسة الارهاب باسم الاسلام كما أدانوا نظام طالبان بصفة خاصة لسياسته الراديكالية في تفسير تعاليم الاسلام.
ولكن الساسة يشعرون بالقلق إزاء الضربات العسكرية الامريكية ضد أفغانستان وحذروا الحكومة في أنقرة من توريط البلاد بصورة كبيرة.
وقد أعلنت الحكومة الائتلافية برئاسة بولنت أجاويد مساندتها للتحالف المناهض للإرهاب بقيادة الولايات المتحدة كما وافق البرلمان التركي على مشروع قانون في الاسبوع الماضي يسمح للحكومة بالمشاركة بقوات للمساعدة في تدريب المقاتلين المعارضين لطالبان في أفغانستان والمساعدة في توزيع المساعدات الانسانية.
وقال رجائي قطان، زعيم حزب السعادة، الذي يمثل الحركة المتشددة المنشقة عن حزب الفضيلة الإسلامي المحظور، ان استطلاعات الآراء التركية والعالمية لم تقتنع بشرعية مثل هذا الهجوم العسكري.
وحذر نظير قطان في حزب العدالة والتطور الاكثر اعتدالا، وهو عمدة استنبول السابق رجب طيب الردوقان، من أن الضربات الامريكية على أفغانستان يمكن أن تولد تعاطفا أكبر بين المسلمين لصالح الحركات المتطرفة مثل طالبان.
وقال الردوقان، الذي اعتقل لفترة قصيرة بسبب تصريحاته الاسلامية التي اعتبرت ضد الجمهورية العلمانية التركية، أن تولي حكومات متطرفة في العالم الاسلامي سيكون تطورا سيئا، وربما تقوم تركيا المشاركة في عضوية حلف شمال الاطلنطي «ناتو» بدور هام وتزداد أهميته مع سعي التحالف الدولي المناهض للإرهاب لإيجاد وسيلة لجذب دول مثل باكستان ومصر اللتان يتهددهما التطرف الاسلامي ومحاولة التأثير عليهما، فالتطور الذي حققته تركيا لتصبح مجتمعا علمانيا حديثا حيث اندمج النمط الاسلامي بنمط الحضارة الغربية على الرغم من بعض التوترات الاجتماعية يمكن أن يكون نموذجا يحت للابتعاد عن التطرف.
وتتمسك تركيا بنهجها العلماني منذ أن ألغى مؤسس الجمهورية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك الخلافة الاسلامية في استنبول قبل حوالي ثمانين عاما.
وتسمح الديمقراطية الخاضعة للمراقبة الدقيقة في تركيا بالتعبير عن الاتجاهات السياسية الاسلامية مثلما أعطت لحزب الرفاه الاسلامي فترة في السلطة بعد أن فاز بالمرتبة الاولى في الانتخابات العامة في كانون الاول ديسمبر عام 1995.
وعلى الرغم من أسلوب الحياة الغربية في الاحياء الغنية من استنبول حيث تسود موسيقى البوب الامريكية وتنتشر مطاعم الوجبات السريعة، فإن الاتراك يسارعون للدفاع عن الإسلام والإعراب عن قلقهم لأن أنشطة ابن لادن تسيء للدين الاسلامي.
وقال عطا الله، وهو حلاق انبرى للحديث عن بن لادن بدون أن يطلب منه ذلك «إنه ابن لادن ليس مسلما حقا، فالمسلمون لا يقتلون كلبا وهم في ثورة غضب والأتراك لا يصادقون هؤلاء العرب».
وقال الطالب الجامعي جنق دوجان «يستطيع المسلمون اختيار كيفية التعايش مع دينهم ولكن هذا العنف خطأ واضح».

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved