أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 16th October,2001 العدد:10610الطبعةالاولـي الثلاثاء 29 ,رجب 1422

عزيزتـي الجزيرة

المعلمون يصرخون: سئمنا كثرة الأعباء!!
إذا ما أردنا من الإنسان أن يكون منتجاً وله دوره المؤثر فإن علينا توفير كافة سبل الراحة له، وتهيئة الجو الملائم تماماً لطبيعة عمله..
والمعلم باعتباره واحدا من أهم رجال المجتمع وأكثرهم تأثيرا عليه، لا يجد من تلك الأجواء إلا كثرة الأعمال والأعباء المتراكمة عليه، ولكم أن تتخيلوا: معلم معه جدول أسبوعي لا يقل عن (22) حصة، ويطالب بالريادة والمناوبة والإذاعة..وربما أدرج اسمه ضمن إحدى اللجان في المدرسة وربما أكثر من لجنة.. فأين يصرف المعلم طاقته وقدراته؟ هل في حصصه داخل الفصل (وهذ هو الأهم) أم في الاهتمام بمهام رائد الفصل.. أم بطلاب جماعة النشاط الذي يشرف عليه، وأين يجد لمتابعة الإذاعة والمناوبة مكانا في جدوله المزدحم؟!.
إن ما دفعني لكتابة ما تقرؤون عبارات التذمر والشكوى التي أسمعها من المعلمين على مدار عامين من مخالطتي لهم، فلا تجدهم إلا ويندبون حظهم ويفكرون في أحوالهم وكيف يكيفون أنفسهم مع الوضع الذي فُرِض عليهم.
وكي أكون معكم صريحا للغاية، فإن الكثير ممن انتسبوا لأعمال أخرى كالإدارة والوكالة والإرشاد والنشاط كان هدفهم الهروب من كل تلك الأعباء التي أظهرت (الشيب) في رؤوسهم كما يقولون !!
ولعل الذي أثار رغبتي لكتابة هذا الموضوع بشكل أكبر هو ما قال أحد الزملاء: (نعمل، ونعمل، ونعمل.. وفي النهاية أين المردود؟) وبناء على هذا أقول بحمد الله:
إن مما نعلمه أن المعلم في بعض الدول العربية ليس له علاقه بأي عمل إلا بحصته وتلاميذه، الأمر الذي يعطيه الراحة الذهنية للفكر والابداع وإعطاء كل ما لديه وأكثر.. وأعتقد أن ماذكرته لكم من قول أحد المعلمين فيه ولو شيء من الصحة، ففي كل عام يشقى المعلم في كل تلك الأعمال ثم يخرج من عامه بلا شيء (زائد عن حقه)، وصحيح أن المرء لابد وأن يحتسب الأجر من الله، ولكن لابد من مقابل يشجِّعه ويدفعه للمواصلة.. فإما أن يكافأ بما يرضي مجهوده ويوافقه.. أو أن يكتفي بعمله، ويتم توظيف الشباب الحاصلين على الثانوية، (والجامعة أحق) ولم يجدوا فرصا وظيفية، توظيفهم في المدارس للقيام بكل تلك الأعمال، فيكون العمل واضحا والكل مقتنع بما هو مكلف به، أما أن يكون كل شيء على ظهر المعلم.. فهذا سينعكس سلبا على أدائه وإبداعه.. لأنه مشتت الذهن بين (حصص كثيرة، تحضير، ريادة فصل، ريادة جماعة، مناوبة، إذاعة..) وسيظل يعاني من الصداع حتى يتقاعد (مبكرا) إن لم يصب بجلطة في وقت الدوام.
«صدقوني لم أكتب حرفا من عندي، وهذا (بالضبط) مايدور في مجالس المعلمين.. فما هو الحل يا وزارة (التربية) قبل التعليم؟
* وقفة:
معلم + راحة = إنتاج وإبداع.
معلم + بهدلة = خمول وضياع.
جميل فرحان اليوسف
ثانوية الأمير بدر بن عبدالعزيز سكاكا الجوف

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved