أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 16th October,2001 العدد:10610الطبعةالاولـي الثلاثاء 29 ,رجب 1422

عزيزتـي الجزيرة

بعضهم لا يفقه معناه
من خلال الحب يكون الرفق والحياء والصدق والوفاء
عزيزتي الجزيرة...
لماذا نحب؟ وما معنى الحب؟ ومن من البشر لا يحب؟!!
وهل الحب قاصر على فئة معينة دون أخرى؟!
يقال إن الحب هو شعور واحساس وشوق واشتياق ولقاء روحين وعناق قلبين قبل أن يكون لقاء اثنين فهو أشبه ما يكون بالهواء نستنشقه دون أن نراه ولا توقفه أو تمنعه قيود وحواجز وحدود.
ولا نستطيع الاستغناء عنه أو الحياة بدونه وإلا أحسسنا بالاختناق.
ويقال أيضاً إن الحب هو الجوهر الوحيد الذي يعطينا الوئام وهو الذي يشفي السقم ويذيب الحجر ويزيل به الكدر، هو الجناح الذي به نطير ونصل من الثرى إلى الثريا.. ما أجمل هذا الكلام إذ إن الروح فعلاً لهي بحاجة إلى الحب الصادق المخلص كي تهدأ وتشعر بوجودها..
لو تساءلنا هنا ما الدافع وراء حب الزوج لزوجته وحب الصديق لصديقه وحب الأبناء لوالديهم وحب الطالبة لأستاذتها و....و...الخ إذاً ما سر سعادة هؤلاء جميعاً.. وما السبيل؟
السر يكمن في الحب ذاته فهو الذي يبرئ النفوس من الأحقاد ويصل بين الناس ما قد انقطع ويقيم التعاطف الوجداني. جاء في الحديث الصحيح :« لن تؤمنوا حتى تحابوا»..
الحب لا يفارق الانسان منذ صرخته الأولى في هذه الحياة إلى أن يصل إلى آخر فصولها وإلى أن يتوارى خلف أستار الغياب.
ولكن من الناس من لا يفقه معنى الحب ولا يدرك ما به من متعة وحس وجداني جميل..
الحب كلمة صغيرة المبنى كبيرة المعنى.. كلمة ذات ظلال رقيقة كم أودت هذه الكلمة بقطع هدأة الليل.
كم أوجدت من حسرات في قلوب أصحابها..
تشفق عليهم النجوم في سمائها البعيدة.. ومع ذلك هم سعداء.. سعداء جداً بعذابهم.. فهم ليسوا كالذين يستغرقون في روعة الأحلام وقد جردوا من العاطفة لأسباب دنيوية.. من أفضل ما يأتيه الانسان في حبه التعفف وتركه ركوب المعصية أياً كانت.. وأن من هام قلبه وشغل باله واشتد شوقه وعظم وجده أن يعود لعقله وألا يكون كما الذي طوى قلبه على أحر من جمر الغضى وصرف نفسه عما طمع فيه هواه.. فهو الخاسر في الأخير فليأمن العواقب..
لا وقت ولا سند محدد يجعلنا نحب إنما الحب يأتي بغتة يقتلعنا من واقعنا ويقذف بنا إلى عالمه..
كيف؟ ومتى؟ ولمَ؟.. لا تعليق!
نماذج الحب تتمثل في الأزمنة الغابرة إلى جانب حكاية قيس العامري والعاشق المجهول وجميل وبثينة وعبدالله وهند وغيرها من الأسماء التي خلّد التاريخ تجاربهم الانسانية النبيلة.
كم أُلِّف من كتب دوّن الكتّاب فيها قصص أولئك العشاق العرب الذين أحبوا باخلاص وضحوا بحياتهم من أجل المحبوبة.. الحب أنتج كل ابداع في التاريخ الانساني فلا يوجد عمل أدبي أو فني إلا وكان الحب لك الأرضية الخصبة التي ينبثق منها..
من خلال الحب يكون الرفق والحياء ومعهما يكون الصدق والوفاء وكما ينتشر عبير الورود ليملأ حياتنا شذى وعبقاً.. الحب المخلص فطرة والفطرة إدراك والإدراك علم وعطاء. * * وقفة..
ليبقى الحب لا بد أن يكون عفيفاً صادقاً، سامياً فوق أطماع النفوس، أبيض ناصعاً لا تشوبه شوائب دنية ولا تعكره رائحة مكر أو خديعة.
ليبقى الحب نسقيه بماء الإخلاص والصدق والوضوح فيعيش وينمو..
لكم في الختام فائق الشكر والتقدير.
بدرية القاسم - عنيزة

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved