أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 18th October,2001 العدد:10612الطبعةالاولـي الخميس 2 ,شعبان 1422

فنون تشكيلية

تلميحة
فرق بين الثقة والغرور
محمد المنيف
* الاعتزاز بالنفس سلوك فطري، لكن الأمر يتوقف عند مساحة هذا الفعل وحجمه عند فاعله .. حتى لا يصل بنا الغرور باعتباره نتاجاً لهذا الإحساس في حال المبالغة فيه ، وانعكاسه على حقوق الآخرين بتوقع من أصيبوا به وبمرض النرجسية والشعور بالفوقية ان تصرفهم هذا قد يرفع من قدرهم ويشعر الآخرين ممن هم في محيطهم بأهميتهم ومن ثم يشار لهم بالبنان.. ورغم تمتع غالبية أفراد المجتمع بالثقافة والوعي ورغم التعامل مع معطياتها وكيفية الوصول إلى ما يحقق رضا النفس دون تكلف أو مبالغة ودون استسلام لاعسار ولي العقل والفكر لرغباتها إلا أنها لدى البعض أكثر تأثيرا وسيطرة وإذا كنا نجد هذا الواقع وذلك السلوك في مختلف المجالات لدى نوعية معينة من الناس ومنها مجالات الإبداع عامة والفن التشكيلي على وجه الخصوص فقد أصبح فيروسها عبئا على مجالهم وعلى المنتمين إليه خصوصا الناشئة الذين يصدمون بآراء وانتقادات أولئك النرجسيين ، إذ انه من السهل ان تكتشف هؤلاء من حركاتهم وسكناتهم وعباراتهم التي لا يترددون أو يشعرون بالملل من ترديدها وتكرارها واصفين أنفسهم بالمبدعين وانهم الأفضل، دون أدنى إحساس منهم بأنهم مكشوفون وغير مرغوب فيهم.
هذه الفئة أخذت من الإبداع عنوانه وتركت أثره ومؤثراته متناسية ان المبدع في أي علم من علوم الحياة مهما اختلف التخصص يزداد تواضعا وقربا من الناس ، فكيف إذا كان الإبداع أكثر رهافة وقربا من المشاعر والعواطف ويعانق جزءاً هاماً في حياتنا وهو الجمال في كل ما في محيطنا معيشة وتعايشاً.
أعود لهؤلاء أو تلك النوعية العجيبة التي لا ترى أو تسمع أكثر من حدود هواجسها وعشقها لذاتها واعتبار الآخرين أقل قدرا أو اقتدارا.
هؤلاء لا يشتكي منهم إلا الجاهل بهم .. وكثيرا ما أساؤوا بقصد وسابق ترصد للأجيال الجديدة الواعدة.. واضعين أنفسهم نقادا ومنظرين مع سعيهم في وضع حواجز وعقبات لقطع الطريق بين البراعم وبين مصدر دعمهم والأخذ بهم . يقول أحدهم وبتهور لا شجاعة العاقل مبينا ثقته العمياء بنفسه ان ما حققه من حضور وتواجد وتفرد «لاحظوا الصفات الثلاث» أكثر من أن يستوعبه الجمهور والنقاد والصحافة المحلية.
هذا المبدع وغيره ممن هم على شاكلته تجدهم يتأبطون أوراقهم وصور أعمالهم و«ما قيل عنهم» في بعض الصحف الجاهلة بهم في كل مناسبة سعيا لإقناع الآخرين.. بما ليس فيهم ففاقد الشيء لا يعطيه وعجلة الإبداع السريعة الحركة والتطور تقدم في كل لحظة قدرات جديدة ومبدعين جدداً لم يعد لمثل هذا الصنف المتعالي المتكئ على تجارب باهتة لفظها الواقع التشكيلي وتعداها لما هو أكبر وأكثر معاصرة وأبلغ في مضامينها الثقافية فكرا وجمالا. أي دور أو أثر غير محاولاتهم اليائسة لإثبات الذات.
سراب المراسم لا يروي المواهب.
في الفترة الأخيرة وبعد زخم المعارض التشكيلية وما يحيط بها من دعم واهتمام رسمي وحضور جماهيري ورغبة في الإقتناء دفع بالمواهب للبحث عن سبل تنمية مهاراتهم ليحققوا ما حققه الفنانون من مكانة وشهرة ومكاسب مادية إلا أنهم لم يجدوا ما يمكن ان يكسبهم الخبرات والتجارب والمعرفة بأصول العمل الفني وتوقعوا فيما يقال في الصحف وعبر التقارير عن أنشطة بعض الإدارات أو القطاعات ا لمعنية بالفنون وما يعلن عن وجود مراسم ومعارض للموهوبين أنها مجرد سراب يحسبه الظمآن ماء. وما زال أولئك الشباب الحريصون على التعلم وكسب القدرات التقنية التشكيلية يحملون أحلامهم وآمالهم لعل وعسى أن يصدق ذلك السراب ويصبح نهراً من الألوان.
حتى لا تضيع جهود هؤلاء
يشتكي الكثير من الفنانين من إهمال بعض الجهات المعنية بإقامة المعارض من تلف لوحاتهم وعدم الاهتمام بها من قبل من كلفوا بالإعداد والتنظيم لأي مناسبة تشكيلية وفي المقابل يضع بعض أولئك المعنيين عذرهم ان الإهمال أو التلف صادر من العمالة ومن سوء النقل ونحن نقول ان هذا ليس بعذر وان الواقع أكثر إيلاماً فالفن في واد وذلك البعض في واد آخر.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved