أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 18th October,2001 العدد:10612الطبعةالاولـي الخميس 2 ,شعبان 1422

مقـالات

ضحى الغد
المخرج من النوازل
عبدالكريم بن صالح الطويان
* مرّ أحد الإخوان بضائقة من ضوائق الحياة، فجلسنا نتدارس الحلول ونرتب أولوياتها، وننظر في المخرج المناسب لمشكلته، وكان يائساً خائفاً ألا يخرج من الحالة الواقع فيها! وبدأنا في الحل الأول، فخرج بإذن الله من عسره إلى يسره!
وتعجبنا من الفرج السريع الذي أذن الله به لهذه الضائقة، وشاهدت أثناء مروري بالموقع الذي كنا فيه، لوحة على حائط مدرسة قريبة منا، كُتب فيها بخط جميل:


«ولرب نازلة يضيق بها الفتى
ذرعاً، وعند الله منها المخرج»!

وترى الإنسان حال كربته يظن أن لا فرج لأسره، ثم إذا شاء خالقه بعث حلاً لم يحتسب له ولم يطرأ له على بال، قد اشترط المولى «التقوى» فهي السبب الأقوى الذي يصل العبد بمولاه فيمنحه بها حلاً لكل مشكلة ومخرجاً لكل ضيق وفرجا لكل كربة، قال تعالى: «ومن يتق الله يجعل له مخرجا»، « الطلاق».
والدعاء كان مخرجاً لنوح عليه السلام: «ونوحاً إذْ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم» «76: الأنبياء»، والتسبيح لله كان مخرجاً لضائقة نبي الله يونس عليه السلام: «فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين» «87 88: الأنبياء»، والصدقة كانت مخرجاً لضائقة نبي الله موسى عليه السلام، قال تعالى: «فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير» «24: القصص» والتوبة والاستغفار كانا مخرجاً لضائقة نبي الله داود عليه السلام: «وظنَّ داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخرَّ راكعاً وأناب فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مئاب» «24 25 : ص» والصبر على أقدار الله كان مخرجاً لضائقة يوسف عليه السلام: «قال أنا يوسف وهذا أخي قد منَّ الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يُضيع أجر المحسنين» «90 : يوسف»، وكان أيضاً مخرجاً لضائقة نبي الله أيوب عليه السلام: «وأيوب إذْ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر» «84: الأنبياء»، واستشعار معية الله وحمايته، كان مخرجاً لضائقة رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم: «ثاني اثنين إذْ هما في الغار إذْ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيَّده بجنود لم تروها» «40: التوبة»، وأداء حقوق الناس المترتبة عليك مخرج وفرج بإذنه تعالى لكثير من مشاكلك مع الحياة! قال أحد الإخوان، انتهت بنايتي، ولم يبق إلا دخول الكهرباء، وتعثرت معاملتي ومرت الأشهر وأنا لا أرى سبباً جوهرياً مقنعاً يمنع دخول الكهرباء فكل الشروط متوفرة، ولكن المعاملة كلما تقدمت واجهتها عوائق ليست جوهرية، ولكنها تؤخّر سيرها! وحين فاتحت صديقاً لي بمشكلتي، سألني: هل بقي للمقاول الذي نفذ بنايتك شيء من حقوقه المالية لم تسدده له؟! قلت: نعم إنها عشرة آلاف ريال فقط، فتبسّم لي وقال: سدد ما عليك، واسأل الله الذي لك! يقول هذا الأخ: وسددت للمقاول نهاية حقه! ولم تمض سوى أيام، حتى يسَّر الله لمعاملتي بالانتهاء، ودخل الكهرباء لعمارتي فذكرت لصديقي حسن صداقته بجميل نصيحته!
* الأخ الأستاذ فهد حسين السليماني المدير العام لجمعية الإيمان للخدمات الخيرية ورعاية مرضى السرطان، رسالتك الكريمة وبرفقتها كتيب التوعية: «أنت والعلاج الكيمائي» وصلت في وقتها، أشكرك على إحاطتي بإنتاج هذه الجمعية الخيرية، وسيكون لي وقفة في حلقة آتية إن شاء الله.
بريدة ص.ب 10278
asbt2@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved