أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 18th October,2001 العدد:10612الطبعةالاولـي الخميس 2 ,شعبان 1422

مقـالات

التنشئة وتنمية التفكير الإبداعي في المجتمع
د. سليمان بن عبدالله العقيل
مشكلة عملية التنشئة الاجتماعية في الوطن العربي والمجتمع السعودي خصوصاً تكاد تكون هي نفسها مشكلة العملية التربوية (التعليم) وذلك على اعتبار أن عملية التنشئة هي عملية تعليم وإكساب للخبرات والمهارات والعادات والقيم والتقاليد السائدة في ثقافة الأسرة والمجتمع فكما أن التعليم يعتمد على عملية التقليد والحفظ ويفتقد جانب التطبيق والممارسة لكثير من المهارات العلمية وعدم الاستفادة منها في التجديد والابتكار كذلك عملية التنشئة الاجتماعية أصبحت مجرد تعليم وإكساب لمجموعة من العادات والتقاليد والقيم، التي تكاد تكون مجرد شعارات تردد في الكثير من الأوقات وحين نجد الواقع الحياتي لسلوك الناس يفتقد الكثير من الواقعية والصدق أو الانبهار بثقافات الغير أو في بعض الأحيان الإحساس بالغربة جراء التقاء الثقافات، حتى بدأت العادات والتقاليد والقيم والمبادئ عند البعض مثل جوفاء تزين بها الأفواه والأقلام.
من ذلك يذهب البعض إلى أن الفرد في المجتمع أصبح ذا شخصية مضطربة مترددة حائرة بين ما يقال وما يفعل وما يساق إليه من الثقافات الأخرى نتيجة واختلاف المعايير والقيم، وبذلك بدأت حالة من الاغتراب لدى الفرد.
والاغتراب عادة يبدأ عندما تكون هناك حالة من اللامعيارية أي عندما تفقد المعايير الأولية عند الفرد أهميتها وفعاليتها دون أن يحل محلها معايير وقيم أخرى ليتصرف الفرد بناء عليها. إن الذي يجعل الفرد يتمثل هذه الحالة من التفاعل مع كل ما هو جديد دون أن يكون هناك أي محاولة للتمحيص أو بالعرض به على المعطيات الثقافية والدينية للمجتمع أو إيجاد البديل أو المحافظة على الموروث بشكل يفعله في الحياة الاجتماعية، بل ان الوضع بقي في حالة مستقرة ومستمرة من التبعية وبالتالي الاغتراب في بعض الحالات. ويمكن ان يكون أحد الأسباب وراءه ذلك القصور والغموض في آليات عملية التنشئة الاجتماعية بسبب عدم وجود التساند والترابط والتكامل بين آليات التنشئة المختلفة، بمعنى أن ليس هناك تكامل بين المدرسة والبيت ولا يوجد تواصل بين أعضاء الأسرة والمدرسة لبحث حالة الطالب إلا ما ندر، فعادة ما تكون المتابعة وقتية وليست على مدار العام،
كذلك اختلاف ما تؤكد عليه الأسرة والمدرسة مع ما تبثه وسائل الإعلام بتقنياتها الهائلة ثم اختلاف ما تبثه وسائل الاعلام مع ما تحث عليه الحكومات لذلك نجد الفرد حالة من اللامعيارية، نتيجة للغموض فيما ترمي إليه عملية التنشئة الاجتماعية والمجتمعية، لأن سلوكيات الأفراد والجهات المعنية بعملية التنشئة الاجتماعية تختلف عما يقوله المربون وكل من له شأن في تربية النشء،
لذلك لن تتمكن عملية التنشئة الاجتماعية من تحقيق أهدافها وجني ثمارها من أعضاء مفكرين ومنتجين وأدباء ومبدعين وقادة وزعماء قادرين على التجديد والابتكار وتنقيح ما يتم استقباله أيا كانت جهة المرسل.
قسم علم الاجتماع جامعة الملك سعود

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved