أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 18th October,2001 العدد:10612الطبعةالاولـي الخميس 2 ,شعبان 1422

الثقافية

على ضفاف الواقع
كان.. لكان معنى..!!!
غادة عبدالله الخضير
الوثيقة الأولى.. ل«ابراهيم نصر الله»:
كان للخبز طعم.. تقول..
وكان له قبل ذلك.. غيم وكانت له حقول..
كان لليوم فجر وكان مساء..
ونجم يدل الطريق الى بيتنا.. ويعيد لنا المواشي والخيول..
كان للجار جار.. وللضيف نار..
وإذ يلتقي الغرباء تجيء القرى من بعيد..
تفيض الحكايات في ظلهم.. والحديث يطول..
كان للعرس بهجته.. والأغاني.. وللناي في المكان..
وللموت.. للموت حزن عميق.. ولا ينقضي هكذا كالثواني..
تغير طعم الزمان هنا في أواخر روحي.. ولم يبق للأخضر الآن معنى..
كأن الذبول.. هنا في المياه..
فلا وصل في الوصل.. أو في الوصول..
فماذا.. أقول؟؟
الوثيقة الثانية..
«الأرض.. تدور..
والأشياء من حولنا تتغير..
نحن بما نملكه من قناعات تجاه الحياة تغيرنا.. لم نعد نحن.. نحن..
تعلمنا أن نكون.. وكيف نكون.. ومع من يجب أن نكون..
التغيير من سنن الكون.. من منا يشك في ذلك..؟ من منا يفكر في غير ذلك؟
نخاطب الزمن الذي تغير.. نخاطب الذكريات التي كانت في كل شيء..
نعاتب الزمان الذي تغير.. ونعاتب الذكريات التي ما زالت تحاصرنا.. فنتوقف أحيانا عن مجاراة ركب الحياة..
نقف على الأطلال.. وما أكثر ما نقف على الأطلال!! ما أطول ما نقف على الأطلال!!!
نتأمل الذي كان.. فما أكثر ما تفعله كان بنا..!!
وما أكثر ما تدمره بداخلنا.. من قوة لاستقبال وجه الحياة..!!!!...
الوثيقة الثالثة..
«.. يؤسفني ما أود قوله لك لكنه الحقيقة.. ويؤسفني هذا الشعور الذي يسيطر عليّ لكنها طبيعة الانسان منا عندما يصبح وجهاً واحداً بالنسبة له هو الكون.. «لكن الظروف تحكم»..
عندما قرأت خطابي الأخير لشخصك العزيز.. أدركت بقوة أنانية الانسان الذي يسكننا.. أعيد على نفسي قراءة تلك الحروف.. ذلك البوح الذي يدور في فلك الأنا اقرأ بصَمْتٍ.. «تصلني أخبارك كلها تقريبا.. واسعد بقوة لكل ما حققته.. بل انني يخالجني شعور عميق ان وراء كل نجاح عظيم.. فَقْدٌ أعظم. لذلك اتمنى ان أكون هذا الفقد العظيم.. هذا الفقد الأعظم!!!
أقول لنفسي كيف هي الآن؟.مع من هي الآن؟.. اتمنى ان تكون كما هي لم تتغير.. لم تسكنها ملامح غيري بعد.. اتمنى أن اكون ذلك الذي كنته منذ سنتين..!!!
ولا أكذب عليك.. راحة غريبة تلك التي أشعر بها عندما أعلم ان لا جديد في حياتك.. فأنام قرير العين والقلب.. فأي جديد بالنسبة لي معناه.. أنني سأصبح كجمرة سكب عليها وافر ماء!!!».
اقرأ أنانية الشعور.. أنانية الرغبة في ان أتغير.. وان يعبرك التغيير.. دون ان يعيرك انتباها!!
ان يقفز فوق مساحاتك.. لاهيا.. تاركا لمساته على كل شيء حولك.. إلا أنت..!!!
اني أغير خطابي لك.. اكتبه بروح الذي يستغفر ذنبا.. ويرجو عفوا.. راغبا ان تغفري لي أنانية الشعور هذه..رغم أني ما زلت.. أتمنى أن..!!
الوثيقة الرابعة..
برغم كل شيء نحن نتغير حتى لو كنا أكثر حرصا على البقاء في «التاريخ».. حتى لو حرصنا على مكافحة النسيان.. اننا نتغير.. اننا نتحرر..
الوثيقة الخامسة.. ل«ميلان كونديرا.. الجهل»:
«.. مع تتالي سقوط المراحل المختلفة من حياة الكائن البشري في النسيان فانه يزيح عن كاهله كل ما يحبه، فيشعر بنفسه أكثر رشاقة وأكثر حرية..».
ghadakhodair@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved