أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 18th October,2001 العدد:10612الطبعةالاولـي الخميس 2 ,شعبان 1422

الثقافية

أبو الهول.. وما يأفكون!
يوسف بن عبدالرحمن الذكير
آلاف السنين وعشرات القرون، مرت وهو جاثم على هضبة الأهرامات موليا وجهه نحو مطلع الشمس.. شاهَدَ وشاهدته أجيال تلو أجيال، فشهد تغيّر الأحوال، ما بين تقلب ألسُنٍ ولغات، وبزوغ وأفول حضارات، وتعاقب ثقافات ومعتقدات، وهو حجر لا يتغير، فحتى أبراج النجوم تزحزحت أفلاكها، لكنه لم يتزحزح قيد أنملة عن موقعه! ..كاد ينهار بعد أن صدعته السنون وشققته الأمطار وعصفت به الرياح، لكنه ظل يشهد طلوع شمس الخالق كل صباح.
جسد أسد، ورأس إنسان، من كتل صخرية صلبة، طوله مائتان وأربعون قدماً، وعرضه عند كتفيه ثمانية وثلاثون، فيما ارتفاعه يطاول اثنتي عشرة قامة إنسان (66 قدماً) ولكن ذلك يكاد يكون، هو كل ما يعرفه البشر عنه، على وجه اليقين!.. فالصمت لغته، والغموض رداؤه، والأسرار مربضه، فلا عجب إن تناولته الأقاويل واختلف فيه القول، ما بين غث وسمين، باختلاف السنين.
كتب المقريزي قبل قرون ما معناه، أن رجلاً يدعى (صائم الدهر)، اتجه الى هضبة الأهرام ومعه معول يحاول به أن يهشم وجه أبي الهول، خشية وغيرة علي الدين من الصنم اللعين، قال جهلاء انه منذ أن تشوه وجهه في ذلك الحين، زحفت الرمال لتغطي ما حوله من أرضٍ خصبة!.. ولكن الرمال لم تغطِّ ما حوله فحسب، بل وكادت تدفنه ذاته، حين غطته الى ما يقرب من أنفه.. فهيهات للرمال أن يسخرها صنم أو تمثال، إن هي لا تغمر ولا تدفن، إلا بأمره سبحانه وتعالى عما يتقولون، فلو كان به قدرة لحمى مربضه من المعتدين على مر السنين!..
الغموض لا يلف أصله وسبب وجوده وشكله، بل وشاب حتى اسمه.. فاسمه اللاتيني (سفنكس Sphinx) مشتق من كلمة إغريقية عن حيوانات اسطورية بأجساد أسد ورؤوس حيوانات أخرى أو إنسان، لغتها أسرار وألغاز (..أصل اسمه العربي، هو الآخر، لا يخلو من غموض ولا ينجو من اختلاف ففيما الشائع أن الهول، يعني الرعب والفزع فهو يرعب ويفزع كل من يحاول الاقتراب منه، أو من الأهرامات المنتصبة خلفه، إلا أن عالم المصريات (سليم حسن) أماط اللثام في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الميلادي المنصرم، عما يقود الى تفسير آخر لاسمه الغريب.
فحين كانت الحفريات في تلك الفترة في أوج نشاطها على هضبة الأهرامات، تم اكتشاف بقايا مستعمرة لقوم غرباء!.. كان أولئك القوم من الكنعانيين القادمين من مدينة «حران» (الواقعة على تخوم حدود سوريا وتركيا)، أثبتت النقوش والألواح التي خلفوها أنهم قد قدموا قبل ما يقرب أربعة آلاف عام (2000 ق.م) خصيصاً لعبادة ذلك الصنم الذي أسموه (هول)، فيما كلمة «بو» باللغة المصرية القديمة تعني (مكان)، لذا فإن اسم (بو هول) الذي حرف إلى أبو الهول يعني (مكان الصنم هول) وليس «أبو الرعب أو الفزع» كما هوشائع.. والله أعلم..
الأصل كالاسم، فهم فيه أيضا يختلفون ففيما الاعتقاد السائد حسبما هومذكور في جميع المصادر العلمية ومؤلفات كبار المؤرخين والموسوعات المعرفية، أن وجه أبي الهول ما هو إلا وجه للفرعون «خفرع» من الأسرة الفرعونية الرابعة التي حكمت مصر في الفترة ما بين (2520 2494 ق.م) إلا أن الجميع يعلم أن مومياء ذلك الفرعون بالذات لم يعثر عليها، فما بالك بملامح وجهه، فالمرجع الوحيد فيما يدعيه الجميع هو المقارنة مع ما وجد عنه من تماثيل أصغر حجماً، أهمها تمثال قابع في المتحف المصري، منحوت من قطعة واحدة من حجر «الديوريت»، لا يعلم أحد على وجه الدقة، مدى مطابقته لملامح الفرعون المعني. يضاف إلى ذلك ما عرف عن الفراعنة من محو لكتابات من سبقهم من فراعنة العائلات الأخرى وادعائها لأنفسهم، مما رجح احتمال أن يكون وجه التمثال قد أعيد نحته، وخاصة على ضوء قياسات أجريت، مؤخرا، أشارت إلى أن حجم الرأس لا يتناسب مع حجم الجسم، الذي قد يعني أنه ربما تعرض لإزالة ملامح سابقة ونحت ملامح جديدة.. كما أثبتت القياسات الدقيقة مؤخرا أن محور الرأس يتجه بدقة نحو الشرق فيما محور الوجه ينحرف نحو الشمال الشرقي، مما يرجح بقوة أن الرأس والملامح لم ينحتا في وقت واحد، وبما أن الرأس لابد وأن يكون السابق في النحت أو التركيب، فلابد وأن تكون الملامح قد نحتت في وقت لاحق.
ولكن الاختلاف على الأصل لم يقتصر على من بنى أبو الهول والأهرامات، بل وينحسر إلى الاختلاف حول تاريخ بنائها، زاد من حدة الجدال في العقود الأخيرة، حدة الجدال في أسباب، مايظهر من خطوط وآثار للتعرية والتآكل على سطح تلك الآثار.. ففيما يجمع فريق من العلماء على أن سببها الرئيس هو الرياح والرمال، يحتج المخالفون وبخاصة الناسجون منهم لأردية الإثارة المزركشة بخرافات ملاحم الإغريق، وأساطير تلمود اليهود، إلى أن آثار التعرية والتآكل قد لا يكون سببها الرمال والرياح بل على وجه التحديد المياه!.. اختلاف قد يبدو بسيطاً عفيف المظهر، ولكن ما تلاه أفصح عما يحمله من دس خبيث الجوهر فالقصد كما اتضح هو التشكيك بأن المصريين ليسوا هم من قاموا ببناء أبو الهول والأهرامات.. فآثار خطوط التآكل والتعرية بلغت في ارتفاعها، حدود أنف أبو الهول.. وهو ما يزيد عن منسوب نهر النيل بما يقرب من (60) قدماً، فإن أضيفت آثار التعرية البادية على قواعد الأهرامات فإن ذلك يعني إضافة (100) قدم أخرى إلى ذلك المنسوب.. وهوغير ممكن مثلما يدعون إلا في أعقاب ذوبان ثلوج العصر الجليدي الأخير، مما يعود بتاريخ بناء أبو الهول والأهرامات الى ما بين عشرة وخمسة عشر ألف عام، أي قبل قيام حضارة المصريين!..
إدعاء وإفك واتهام، كان سيمر مرور الكرام، لما يتسم به من رداءة رداء إفك متهافت وبهتان متهالك، لولا ما ألبسوه من حلل الإثارة وعمائم تدعي العلم!..
فأية حلة للإثارة، أروع من نسيج خيال فيلم، أي عمامة للعلم أنصع من تدبيج مخيلة قلم؟!..
***
جندوا فريقا من هوليوود التي لا يخفى مدى خضوعها لنفوذ اليهود، لإنتاج فيلم وثائقي، للبحث عن الحقيقة حسبما يدعون فقام فريق منتقى بعناية، بعد أن سمحت له السلطات المصرية المختصة بسلامة نية وحسن طوية، بالتصوير والتنقيب.. والتقليب في ذات الموقع أحيط الفيلم بعد الانتهاء بحملة إعلامية، اجتذبت (33) مليون مشاهد حينما عرض على شاشة واحدة من أشهر (3) محطات تلفزيونية، خريف عام 1993م في الولايات المتحدة الأمريكية، ادعى فيه الفيلم فيما ادعاه من خيال، وجود حفرة عند أقدام أبو الهول وعلى عمق خمسة أمتار مستطيلة الشكل، طولها اثنا عشر مترا، وعرضها تسعة أمتار، من عمل الإنسان، لابد وأن تكون خزينة للأسرار!.. غني عن القول ان الحفر مباشرة تحت أقدام أبو الهول يهدد سلامته، مما يذكر بقصة منارة الاسكندرية الشهيرة، وما قيل عن عدساتها التي تعكس وتركز أشعة الشمس على أشرعة وسفن الأعداء، فتحرقها، كما يروى، فلم يجد الأعداء من حل سوى إشاعة وجود كنز تحت تلك المنارة، فقام الطامعون الجهلاء بهدم تلك المنارة، فاحتلها الأعداء!.. حكاية مأثورة، فلا عجب ولاغرابة، حينما عاد الفريق الى موقع التصوير بآلات ومعدات بحث متقدم، للتحقق من وجود ذلك الدهليز المزعوم أن يتصدى لهم أحد أبناء مصر المخلصين. عالم آثار متخصص نذر حياته وعلمه للحفاظ على تراث وميراث بلده، ألا وهو عالم الاثار «زاهي حواس» الذي لم يكتف بمنعهم من الاقتراب من نصب أبو الهول وطردهم شر طردة، بل وفضحهم حين تحداهم بتسمية عالم واحد متخصص بالآثار المصرية من بين مجمل ذلك الفريق المدعي البحث والتحري، فما كان منهم إلا أن ردوا بتكليف فريق آخر، كان هذه المرة من حملة القلم!..
***
عام (1996م) صدر في لندن كتاب، تكالب على وضعه اثنان من أشهر الكتّاب كلاهما زار وعاش في المنطقة وكتب عنها، سواء فيما يختص بحاضرها، أو ماضيها، فلا عجب أن أثار كتابهما ضجة، لا تقل عما أثاره الفيلم الوثائقي قبله، فأعيد طبع الكتاب في ذات العام.
ذكاء ودهاء ما يحفل به ذلك الكتاب يبدأ من العنوان فاسمه (Keeper of Genesis ) يحمل في طياته إيحاءات لا تغيب عن متمعن، فإن كانت الكلمة الأولى منه، تعني الحارس أو الحامي، فكلمة (Genesis) هو اسم أول أسفار التوراة !.. وترجمتها العربية هي (التكوين) مما يوحي بصلة ما بين أبو الهول وسفر التكوين اليهودي، فيما بين أيديهم من نسخ محرفة للتوراة ولكن الخبث كان بالاستشهاد بأسماء من التراث الإسلامي، كالمقريزي، والخليفة المأمون وياقوت الحموي، إمعانا في التخفي، وإدعاء للموضوعية والحيادية، فإن وازى قارئ خطهم في طلب الموضوعية والحيادية، فلابد من الاعتراف، أن ما زخر به الكتاب من أرقام وحقائق علمية، تبهر كل من يفتقر لخلفية تاريخية، فتبدو حججهم مقنعة قوية، وخاصة إذا ما طرحت في صيغة بلاغية أدبية.. لعل من المفيد استعراض وتفنيد، ثلاثة من أمتنها طرحاً، حين تساءل المؤلفان بأسلوب أقرب إلى العفوية:
اتضح أن نسبة محيط قاعدة الهرم الأكبر الى ارتفاعه، هي ذات النسبة الثابتة مابين محيط الدائرة وقطرها، والتي لم تكن معروفة قبل الإغريق؟!..
تبين أن دقة موازاة الأضلاع الشرقية لأهرام خوفو وخفرع ومنقرع تفوق في دقتها موازاة خط كرينتش الشهير، والذي تقاس به جميع خطوط الطول في العالم أجمع الآن، إلى الخط الحقيقي الواصل ما بين قطبي الأرض الشمالي والجنوبي فكيف يتسنى لقدماء المصريين مثل تلك الدقة؟!..
ثبت أن بعض حجارة الأهرامات والمعابد المحيطة بها، تبلغ من الأوزان ما لا يستطيع رفعه، سوى رافعتين كلتاهما موجودتان في الولايات المتحدة الأمريكية، فكيف استطاع المصريون قبل آلاف السنين رفع مثل تلك الأوزان؟!..
لينطلق المؤلفان من مثل تلك التساؤلات المشككة، لإثبات أن حضارة أخرى سبقت حضارة المصريين بآلاف السنين، والتي ربما تكون قد قامت واندثرت قبل ذوبان العصر الجليدي الأخير.. ولكن المنطق العلمي المستند إلى حقائق تاريخية، يجعل من تفنيد تلك التساؤلات الملتوية، سهلاً يسيراً!..
فالقول بأن النسبة الثابتة لم تعرفها البشرية قبل الإغريق، يقابله تساؤل حول مصدر علوم الإغريق؟.. فمن الحقائق الثابتة، التي يعرفها ويعترف بها الغربيون قبل غيرهم، أن معظم فلاسفة وعلماء وأطباء الإغريق، زاروا واستقوا معلوماتهم وعلومهم من المصريين.. ذلك ما هومدون بجميع مؤلفات الإغريق ذاتهم وماكتب في تواريخهم عن سير علمائهم وفلاسفتهم !.. ثم ما علاقة النسبة بين محيط دائرة وقطرها، بارتفاع هرم ومحيط قاعدته، فليس بينهما علاقة أصلا ولا شكلا، ففيما الدائرة سطح مستوٍ ثنائي الأبعاد، نجد الهرم شكل مجسم ثلاثي الأبعاد فأي علاقة تربط هذا بذاك؟!..
أما دقة الفراعنة في خطوط الطول والحسابات الفلكية، فلا تبثها آلاف البرديات التي كتبت عن علم فلك تطور وتراكم عبر مئات وآلاف السنين فكانوا أول من وضع التقويم الشمسي فحسب، بل ويثبت دقته، تزاحم السياح كل عام، لمعايشة لحظة سقوط أشعة الشمس على وجه تمثال لأحد ملوكهم من خلال فجوة محددة بدقة، بحيث لا تحدث إلا في يوم محدد من السنة في معبد بناه قدماء المصريين في مصر العليا.. دليل حي قاطع على دقة ما وصل إليه قدماء المصريين من تطور في علوم الفلك وقياسات الأبعاء والأطوال من دقة متناهية، فإن أخفق الإنجليز خاصة والغربيون عامة في مجاراتهم في دقتهم فذلك ليس ببرهان على تخلف المصريين بقدر ما هو دليل على إخفاق الغربيين المتأخرين عنهم حضارة وعصرا عن بلوغ ما بلغوه من دقة!..
أما التبجح بأن أحجام صخور الأهرامات وأبو الهول، بلغت أوزانا لا يستطيع رفعها إلا رافعتان أمريكيتان، بكل ما يحمله ذلك التساؤل من غرور مبطن، فيكفي المصريين فخرا أن كان لهم عقلٌ وفكر أغناهم عن الحاجة للأمريكيين وسواهم من مغروري الحضارة الغربية المعاصرة..!!..
فمن المعروف لكل مؤرخي وعلماء المصريات، أن قدماء المصريين أنشأوا منحدرات امتدت من ضفاف النيل حيث ترسوا السفن الحاملة لتلك الصخور من جنوب البلاد لتوضع على عربات بعجلات، يسحبها آلاف العمال المدربين، بكل دقة ونظام حتى تصل الى مواقعها، وكلما ارتفع البناء يتم تعديل انحدار تلك المنحدرات، لتصل إلى أعلى تلك الارتفاعات.. ثم تتم عملية إزالة كل منحدر بعد الانتهاء من إتمام العمل المتصل به!..كما فات على مبتدعي تلك التساؤلات، حقيقة أن الأهرامات لا تنحصر في ثلاثة تجاور أبو الهول، بل هي تنتشر وتنتثر على امتداد مئات الكيلو مترات، ويبلغ تعدادها (88) هرماً، إضافة الى عشرات المسلات والمعابد والهياكل الزاخرة بالنقوش والكتابات المحفورة بالصخر، جميعها تشهد على ما بلغه المصريون من حضارة وتطور، فالأمر ليس قصرا ولا حصرا بثلاثة أهرامات ينتصب أمامها تمثال أبو الهول.كما أن الحضارة المصرية القديمة لم تكن هي الحضارة الشرقية الوحيدة في المنطقة، بل وعاصرتها حضارات أخرى، لا تقل عنها فيما حققته من إنجازات!.. فمن برج وحدائق بابل المعلقة، إلى سد مأرب، إلى مدائن صالح، وأول أبجدية في التاريخ في أدغاريت الشام الى بتراء الأردن شواهد ناصعة على ما شهدته أمم الشرق من تقدم. حضارات لم يشر القرآن العظيم لها فقط، بل وأشار إلى حضارات شرقية أخرى، لا نكاد نعلم عنها شيئا، حينما قال الله تعالى في محكم كتابه «إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد» (سورة الفجر الآيات 7، 8).
فإن كان إفكهم وجهلهم نابعاً من أنهم لم يقرؤوا بينات القرآن العظيم، فليرجعوا إلى شهود عدل منصفين من قومهم..
فقد أنهى «ويل ديورانت» مجلدات من آلاف الصفحات عن تلك الحضارات بقوله ما معناه، لولا حضارات الشرق لما عرف الغرب حضاراته بدءا بالحضارة الإغريقية وانتهاءً بالحضارة الغربية المعاصرة، وما قالته موسوعة جامعة «كيمبردج» المرموقة من أن الإسلام العظيم استطاع صهر تلك الحضارات في حضارة إسلامية واحدة، انفردت بحمل مشعل الحضارة والتطور طوال ألف عام، فليس كل ما يُكتب في الغرب حري بالتقدير، فمثلما هناك مؤلفات جديرة بالإعجاب والاعتزاز، هناك كتابات تثير السخرية والاشمئزاز.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved