أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 18th October,2001 العدد:10612الطبعةالاولـي الخميس 2 ,شعبان 1422

عزيزتـي الجزيرة

العلاقة المتبادلة بين الصحتين الجسدية والنفسية
لابد من تذكير دارسي الانسان.. تلك العضوية المعقدة والغامضة، بأن تقسيم هذه العضوية الى جسد ونفس تقسيم غير صحيح، وبأن الجسد والنفس وجهان لشيء واحد. ولذلك نستطيع القول بأنه ما من معالجة للصحة النفسية يمكن ان تكون كاملة الا اذا اولينا الجسد والصحة الجسدية اهتماما معادلا لاهتمامنا بالنفس والصحة النفسية.
وقد سمعنا بمعلم علّم اربعين سنة دون ان يتغيب عن صفه يوما واحدا بسبب من المرض.
ان مثل هذه الصحة الجسدية الطيبة تكون مصحوبة عادة بصحة نفسية طيبة ايضا، وكل واحدة منهما تساهم في ازدهار الاخرى.. اما الاشخاص الاقل حظا فان ضعفهم البنيوي وآلامهم وامراضهم تجعل صحتهم النفسية ضعيفة شأنها في ذلك شأن الانفعالات الشديدة التي تقود الى صحة جسدية سيئة. ان خبرة علماء النفس تدل على ان ردود الافعال العاطفية غير الصحية من مثل الخصام والمبالغة في الحماية وزيادة التحكم وعدم المحبة والتشدد الحاصل من قبل الوالدين قد تترجم الى امراض جسدية تظهر في الطفولة وتستمر الى سن الشباب او الرشد، ثم ان الخبرة اليومية تظهر لنا كيف نشعر بالتعب والمرض بعد فترة ولو قصيرة من الانفعال الشديد.
ان القلق والحزن والمرارة والغضب وامثالها تستطيع تغيير كيمياء الجسد فتنتج مزيجا من العصارات الهضمية التي تؤدي الى الالتهابات والاضطرابات الهضمية والمعوية والتناسلية وارتفاع الضغط الدموي، واوجاع الرأس، والتعب المزمن والى غيرها من الآثار الجسدية النفسية الشائعة والتي تدفعنا الى القول بأن الاشخاص الذين يعمرون هم اشخاص يخضعون للقلق والانفعال اقل من سواهم.
ان حجم الانسان الجسدي وشكله يستطيعان التأثير على صحته النفسية، فالصبي او الرجل المتناسب الاعضاء يكتسب شعورا بالثقة بالنفس واليسر الاجتماعي والامر نفسه صحيح عن الفتاة او المرأة التي تتمتع بجسد جذاب.
ومن جهة اخرى فان كون الانسان منحرفا جدا بجسده من مثل الشخص المفرط في القصر او في الطول في البدانة او في النحافة قد تحدث له مشكلات في شخصيته فتترك اثرها في نفسه فالطفل المفرط في البدانة قد يعاني من صعوبات في شخصيته لاسباب كثيرة قد تكون تافهة احيانا، والمراهق النحيل ذو الذراعين والساقين الطويلتين قد يتألم ويستحي من مظهره ويتأخر نموه الاجتماعي والمرأة المفرطة في الطول قد تصبح مفرطة الشعور بذاتها وخجولة، وقد تشعر بأن طولها المفرط يقلل من فرص زواجها وهكذا.
ان الانحرافات الجسدية ليست بالضرورة سبب المشكلات الانفعالية ان الانسان المريض محروم من حريته في العيش عيشا سويا ونتيجة لذلك فان مرضه يميل الى التأثير في صحته النفسية، ودليل ذلك انه بالرغم من ان بعض المرضى يكونون مرحين، فان المرارة هي الصفة الاعم للمرض، فيعانون من سوء التكيف الاجتماعي اذ يهتمون بذواتهم كثيرا ويكونون حساسين وسريعي التهيج وينتظرون من غيرهم ان يعاملوهم معاملة خاصة.
وهذا الكلام ينطبق على المعاقين كالمكفوفين والاصماء والبكم والمشلولين وغيرهم وهؤلاء جميعا يعانون في معظم الاحيان من شعور بالحطة ويميلون الى الانسحاب من المجتمعات.
ان جميع المعلومات عن هؤلاء المرضى وتحليلها يساعد كثيرا في معالجة المشكلة ثم ان المريض حين يفهم مشكلته ويحددها فانه قد يتغلب عليها بنفسه ولنفسه ثم ان المحادثات العارضة احيانا قد توضح للمريض مشكلته وتساعده على حلها والتغلب عليها اذ من الواجب علينا ان نولي الصحة النفسية اهتماما خاصا بنفس درجة الاهتمام بالصحة الجسدية.
إبراهيم جاسم مخلف
دبلوم دراسات عليا في التربية

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved