أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 19th October,2001 العدد:10613الطبعةالاولـي الجمعة 3 ,شعبان 1422

الثقافية

الزمن الذي لا نتنازل عنه!
سنقف.. سنغني للحياة.. سنمزِّق الآهات التي نسجتها الآلام حولنا، سنهرب من قيود الحزن الذي يكبلنا!
تبرد أحلامنا، تصغر الدنيا في أعيننا، لكنها خطوة الحياة التي سنخرج من خلالها لعالم أحلى.. أحلى يا صديقتي!
غاليتي.. أنت عالم رددت لك ذلك مراراً والعالم لا ينتهي بحدود، العالم لا يموت!!
أنت صديقتي سماء وجدت لتمتد بإذن الله، تظل وتعطي وتمطر وتغدق! وأنت يا غالية أرض لا تنبت إلا الاخضرار والنماء! أنت حب وعطاء وصداقة وصدق وشعر وبقاء.. صمود وقوة وحاجز تنحني عنده مجبرة كل الآلام! ليس لأنك مجرد حاجز قوي لا يشعر، ولكن لانك احساس حي بالوجود.. بضرورة الاستمرار، لأنك ايمان بان الله معنا.. معنا ايتها الغالية! صديقتي
لا زالت ملامحك ترسم أمامي بصمات مواقفنا الأجمل التي زينا بها ذاكرة العامين التي جمعتنا فيها جدران التربية الحبيبة، وظلت تتجدد كل عام!
لا زالت ملامحك سفراً جميلاً يدلني على كل الخطوات الثابتة على الدروب التي تعلمنا أنها لا تمضي بنا لغير القمم.. القمم التي تمتد لتقبل جبين الشمس، نعم جبين الشمس التي لا ينافسها سواك.. في قوتها.. في دفئها.. في بقائها.. في اصرارها على أن تنشر نفسها على الدنيا.. كل الدنيا!!
غاليتي.. ادرك أن ثمة نظرات ضبابية، تمنعنا من أن نتثبت من دروبنا نحو العودة! أدرك أن تعباً عجيبا يحاول أن ينال من هممنا، ولكنني أدرك كذلك أن ما نملكه يفوق كل آلام الدنيا وعثراتها!!
فقط نحتاج لوقت، لا يهم إن كان طويلاً..، نحتاج الثقة.. نحتاج أن ننسى كل ما خلفنا ونركز في نقطة البداية.. البداية فقط!!
ربما تكون بداية صعبة وغريبة لم نعتدها، لكنها البوابة التي ستنقذنا من ايام مليئة بالدخان.. الدخان الذي ينبعث من حريق اشعلناه، ونحن الذين اهملناه لنلتفت بعد أن خنقتنا رائحة الرماد لنصرخ ونبكي ونندم، وننادي قلوبنا ومشاعرنا، ذكرياتنا.. كل ملامح العالم الذي لا يحتوي سوانا أنا وانت فقط!! أتذكرين.. أتذكرين حدوده التي لا تنتهي.. شمسه التي لا تغيب، قبلة الشمس الحانية كل صباح، صفحة العمر البيضاء التي تمتد فيها حروف اسمك!؟ أتذكرين تواريخ الأيام المميزة التي نحميها من النسيان، ونسلكها قلب الذاكرة النابض بالبياض الجميل الذي يحتفظ به العمر؟!
أتذكرين تحدينا لكل شيء يمكن أن يفقدنا هذه الحياة؟! على يقين من أننا نتذكر ذلك جيداً! لاننا نحب حياتنا.. نحبها جداً، نحب ذكرياتنا.. نحب ونرغب ونبحث عن تسجيل حاضرنا ضمن قائمة الزمن الذي يظل وان مضى.. يعطي وان انتهى.. إنه الزمن الذي لا نتنازل عنه!
غادة العوين

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved